زوبعة في فنجان

في الفترة الأخيرة, للأسف الشديد, زادت خلافاتنا وتفرقنا وشكلنا كتلاً وأحزاباً ودخلنا في سجالات ومناكفات سياسية ومهاترات إعلامية وتشنجات وتصادمات غير أخلاقية إلى حد الانفلات, وكأننا لسنا من بني جلدة واحدة ونعيش على قارب واحد يحتاج منا إلى التكاتف والتعاضد والتعاون, وتناسينا انه في حالة غرقه سيغرق الجميع معه وبنجاته نجاتنا جميعاً.

مع كل هذه المعمعة, التي أتمنى أن تكون كزوبعة في فنجان لأنها لا تبني لنا الأوطان يجب ألا تسقط حقوق هذا الوطن من حساباتنا لأن له الحق علينا فعلى أرضه نشأنا وبين أحضانه تربينا وترعرعنا وعشنا لذا لابد أن تنشأ علاقة حب ووفاق ومودة صادقة فيما بيننا, وذلك بأن لا نرضى عليه بالأذى والنيل منه بل يجب أن نذود عنه بأرواحنا وبكل ما نملك, ونتنافس من أجل العطاء بحقه ونحافظ عليه وعلى سمعته, وأن نعمل على علو مكانته ورفعته وأن نعتز ونفخر بالانتماء إليه, لذا يجب أن يكون هذا الوطن دائما ً شامخا ً مرفوع الهامة والرأس ولا نقبل له غير ذلك.

أما ما نراه اليوم, وللأسف الشديد, من نقل صورة مشوشة بحق هذا الوطن والتي تسيء لسمعته فهي مرفوضة لأنها مؤلمة بحقنا وبحقه, سواء من قبل بعض كتاب الصحف المحلية أو من بعض القنوات الفضائية الكويتية, أو حتى من بعض المسلسلات التلفزيونية, حيث أعطوا صورة مغايرة للواقع وذلك في انتهاج أساليب ومسلك المبالغة في تضخيم الأحداث ما يجعلنا نتساءل: هل ينتسب هؤلاء بالفعل لهذا الوطن ويخافون عليه? وهل مزاعمهم بالإصلاح وتصحيح المسار لها واقع بالوجود?

آخر كلام:

ما أجمل ما قالته الشاعرة د سعاد الصباح  في قصيدتها “باقون هنا”:
هذه الأرض هي الأم التي ترضعنا
وهي الخيمة, والمعطف, والملجأ
والثوب الذي يسترنا
وهي السقف الذي نأوي إليه
هي الصدر الذي يدفئنا
وهي الحرف الذي نكتبه
وهي الشعر الذي يكتبنا
كلما هم أطلقوا سهما عليها
غاص في قلبي أنا

السابق
ثارت سورية… ماذا بعد؟
التالي
المشروع السياسي وراء «جنيف 2»