العيد الاصفر في الجنوب

عيد الاضحى
كل شي بالجنوب تحول الى الاصفر : وجوه صفراء، ضحكات نادرة صفراء، وكأن غابات الرايات الصفراء المنتشرة على مداخل القرى وفي ازقتها وشوارعها فرضت لونها على مفاصل الحياة كلها هنا!

هذا هو المشهد بشكل جلي في اليومين السابقين المسميان زورا “عيد اﻷضحى” في قرى الجنوب اللبناني. فصحيح ان طبيعة عيد الاضحى يكون بالاحوال الطبيعية اقل حضورا من اخيه عيد الفطر، الا ان هذا العام كأنه لم يحضر اصلا. فلم يكف ضياعه المتعمد بين يومي الثلاثاء والاربعاء حتى جاءت خبرية العثور على سيارة في ضاحية بيروت الجنوبية مفخخة، لتفترش احاديث الصباحات مع ما يرافقها طبعا من مشاعر الاحساس بالخطر المحدق. فتساهم بعد ذلك في تعميم شعور الامتعاض المصحوب بالكثير من القلق. حتى بات ما تبقى من بهجة العيد هو المستهدف الاول من هذه العبوة او من الاعلان عن انكشافها!

لم يكتف الناس هنا بواجب التضامن الاجتماعي خارج المنزل مع العائلات المثكولة حديثا بابنائها في الحرب السورية او مع العائلات الاخرى المنتظرةابناءها، وما زاد هذا اليوم الا في حرقة انتظارهم سالمين.

ايضا عمت اجواء الحرب ومآسيها وما تحمله من اوجاع لا قبل بعد لنا فيها بشكل اكبر من قبل. فتتسلل الحزن الى البيوت كلها، ما طبع لون “العيد” بالاصفر هذا العام.

مآذن القرى تحولت الى مكبرات صوت لمجالس عزاء بدلا من اناشيد العيد السعيدة واللطيفة على الآذان.. حتى عند الاطفال الذين لا تعنيهم مجريات الحرب الدائرة هناك او عند كثيرين لا علاقة مباشرة لهم. الا ان طبيعة القرى هنا لا تتحمل وجود راية فرح مفترض الى جانب راية صفراء حزينة. ما اوجب علينا صبغ كل لحظات ذاكيْن اليومين بلون الحزن، فاختفت الالوان الزاهية ليتحول عيدنا الى عيد… اصفر

السابق
ازالة مخالفة في آثار صور
التالي
بريطاني يقود سيارته 40 عاماً.. من دون «رخصة»!