ترميم آثار جبل عامل

قلعة دوبيه

أطلق «اتحاد بلديات جبل عامل» خطة ترميم وإحياء المعالم الأثرية القيمة، المنتشرة في قرى الاتحاد الست عشرة. وذلك بهدف تنشيط العجلة السياحية في المنطقة الحدودية، التي تشهد ازدهاراً، ما جذب عدداً من السياح العرب والأجانب، مستفيدة خاصة من الهدوء المخيم والوضع الأمني المستقر في ربوعها.

خطة الاتحاد السياحية، حسب رئيسه علي الزين، تتضمن عملية إحصائية للمواقع والمعالم الأثرية، عبر وضع مخطط توجيهي، يقضي بإعادة إحياء الآثار المهملة، وترميم ما دمرته الاعتداءات الإسرائيلية، ووضعها على الخريطة السياحية، مع القيام بحملة واسعة، بالتنسيق مع وزارات السياحة والثقافة والإعلام والمكاتب السياحية، والتعاون خاصة مع الجاليات اللبنانية المنتشرة في دول الاغتراب.
ويرى الزين أن للمشروع انعكاسات إيجابية على الوضع المعيشي والحياتي في منطقتنا الحدودية، ومنها، تعزيز القطاع السياحي وتنميته وتطويره، وخلق فرص عمل لأبناء المنطقة المقيمين، وتخفيف ظاهرة النزوح إلى المدينة، وتوظيف متخرجي الكليات السياحية والفندقية من أبناء قرى الاتحاد، وتشجيع أصحاب رؤوس الأموال للاستثمار السياحي، وتعزيز قطاع النقل العام والخاص، وتدريب وتأهيل العاملين في قطاع الأشغال اليدوية والحرفية والتصنيع الغذائي، ورفع المدخول الشهري للأسر وزيادة القوة الشرائية، وصولاً إلى خلق دورة اقتصادية نشطة.

وأشار الزين إلى أن بوادر الخطة بدأت تلقى تجاوبا، حيث ارتفعت في المنطقة العديد من المشاريع السياحية المميزة، وفي أكثر من ناحية، خاصة في «محمية وادي الحجير». فكانت متنزهات مرموقة يقصدها آلاف المتنزهين ومنها العرزال، عرش الملوك وأكاسيا. وهناك أيضا عدد من المستثمرين الجدد، بدأوا بنشاط استطلاعي ودراسة للوضع السياحي، تمهيداً للاستثمار في هذا المجال، كاشفاً أن الاتحاد وعبر اتصالاته الحثيثة بالعديد من الجهات المعنية، تلقى وعداً بمساهمات مادية لدعم هذا الاتجاه الحضاري، متوقعاً أن تصل إلى حدود 216 مليون ليرة، مقررة من وزارتي الشؤون الاجتماعية والسياحة، ومن عائدات أراض محيطة بالمعالم السياحية.
الاتحاد أعدّ لائحة بالمعالم الأثرية، وبالمشاريع السياحية الموضوعة، ضمن الخطة، تضمنت ما يلي:

في بلدة ميس الجبل، تركيز على المعلم الأثري المتمثل بموطئ قدم أبي ذر الغفاري، في الحي الشمالي للبلدة، حيث المسجد والحسينية، إضافة إلى المسجد الكبير المتعدد الأقسام، وعلى مسافة منه عين قديمة فجّرها سنة 1963 جيش العدو الإسرائيلي.
بلدة العديسة فيها العين الأثرية التي تنبع من أسفل الجبل، والمميزة ببناء صخري قديم وقناطر، يزيد ارتفاعها على الستة أمتار. كما هناك جبل الحمار، الغني بالمغاور وكان هدفاً للعدو الصهيوني، الذي أرسل بعثة فنية مزودة بخرائط، عملت على نبش آثاره سنة 1980 وسرقت منها تماثيل نادرة وقيمة.

الطيبة، تشتهر بعين قديمة مربوطة بنفق طويل، وبيوت صخرية من الحجر، إضافة إلى دير تراثي مدفون قرب المنازل.
وتتميز بلدة رب ثلاثين بمغاور قديمة متصلة ببعضها البعض عبر نفق طويل، تحيط بها بيوت صخرية ومساجد أعيد ترميم بعضها بعد التحرير.
بلدة دير سريان غنية بمدافنها المسماة مغاير دخان، إضافة إلى مغارة براك وبئر راج صخر، المنحوتتين بين الصخور والمحاطتين ببيوت صخرية.

وفي تولين بركة كبيرة لتجميع المياه، تستعمل في زراعة التبغ، وبالقرب منها بيت صخري لعائلة التامر، إضافة إلى مساجد عدة قديمة. وتحوي القنطرة آثارا قديمة ومغاور منحوتة في الصخور، وهناك أيضا عين القنطرة التي رممت، وعين الطافورة المجاورة لبستان جميل، في وادي الحجير. كما تحوي البلدة عقودا صخرية ومطحنة قديمة.

قبريخا فيها بيوت صخرية ومقابر قديمة، إضافة إلى أجران صخرية ومحادل. وفي بلدة بني حيان الكثير من الأعمدة الضخمة والقناطر والمغاور. ويرتفع في عدشيت «مقام أبو الرضا». وهو بناء صخري قديم وشجرة الملولة المجهولة العمر لقدمها.

ويميز بليدا مسجدها الصخري، إضافة إلى مغاور مهملة كانت مسرحا لمجازر نفذتها سنة 1948 «عصابات الهاغانا» الصهيونية، خلفت أكثر من مئة شهيد من أبناء البلدة. وفي طلوسة بيوت صخرية متلاصقة، تلاشت بفعل الزمن والإهمال. وتشمخ في مجدل سلم قلعة صخرية تحوي عددا من الكهوف، واقعة فوق تلة مشرفة على وادي السلوقي. وفي مركبا مقام النبي الواقع في جبانة البلدة، كان قد رمم حديثا. كما تتميز البلدة بالعديد من المغاور والكهوف.

ذلك بالإضافة إلى «محمية وادي الحجير»، التي تشتهر بنبعها ومطاحنها الثماني القديمة. وهي مطاحن الرمانة، والسمحاتية، وأبو شامي، والشقيف، وقرين، والعين، والجديدة، والسلمانية. كما يحوي الوادي قلعة دوبيه الصليبية، القائمة على أنقاض بناء روماني يبلغ طولها 125 مترا وعرضها 80 مترا. وفيها 3 طبقات، واحدة مدمرة فيما تحوي الطبقتان الباقيتان 32 حجرة. ترتفع فوق تلة محاطة بكتل صخرية حفرت في بعضها النواويس والأجران. إلى تلك القلعة كان قد لجأ الأمير يونس المعني مع ولديه ملحم وحمدان، هرباً من مواجهة أحمد باشا، بعدما زحف لمحاربة شقيقه فخر الدين، الذي فر إلى قلعة شقيف أرنون.

السابق
حلّ السرايا في صيدا غير وارد
التالي
ليس في الجنوب… جوامع!