عماد الأمين يكشف سرّ الرَّفيقة وداد

رواية عماد الامين
"الرفيقة وداد" هو عنوان الرواية الأولى للكاتب الدكتور عماد محمود الأمين. هو في الأصل طبيب متخصّص في الجهاز الهضمي، لكنّ الكتابة تسكنه منذ شبابه. وها هو يخطّ اسمه "روائيا".

احتفى “المجلس الثقافي للبنان الجنوبي” بولادة هذه الرواية، فأقام لها حفل توقيع، مساء الثلاثاء: “إنجازي لهذا العمل ليس تعدّياً منّي على الأدب”، قال في دردشة مع “جنوبية”، وتابع: “أنا من عائلة عريقة في هذا المجال، وهي المشهود لها – تاريخياً – بعراقتها الأدبيّة وبباعها الطويلة في الأدب الذي توارثته جيلاً بعد جيل”.

الطبيب في بواطن الجسد إذا قرّر الغوص في بواطن الروح والنفس والمجتمع، لكنّه كان محرجا خلال التوقيع: “لأنها تجربتي الأولى ولست معتاداً عليها بعد”.

ابن الجنوب لم يستطع الا ان يبني زمن روايته بالتوازي مع لوثة الاحتلال الاسرائيلي: “بسبب الاعتداءات الإسرائيلية تهجر عائلة أم نجم (وداد) قريتها التي تقع على الحدود، ثم تنتقل العائلة إلى بيروت، ثم تنتقل مرة أخرى من بيروت
وإليها بسبب الحرب الأهلية. في أجواء الحياة الحزبية، بكل أشكالها، التي كانت تسود تلك المرحلة، تدور أحداث هذه الرواية التي تسرد سيرة أم نجم (وداد) وعائلتها، فتقدّم لنا صورة عن ظروف الحياة في مرحلة الحرب الأهلية، وانقسام بيروت بين شرقية وغربية”. هكذا يعّرف الروائي عماد الأمين عن عمله، ويضيف قائلا إنّ “الرفيقة وداد” تروي “سيرة امرأة متزوجة من مسؤول تنظيمي، يحمل أفكاراً تقدّمية لكنه لا يمارسها في حياته، فقرّرت أخذ مصيرها بيدها”.

ويتابع: “عندما رأت أم نجم (وداد) زوجها يبالغ في حلاقة ذقنه، ويتحاشى تلاقي نظراتهما، تقدّمت منه، منقادة بحسّها الأنثوي، وبخبرة النساء الفطريّة بنصب الكمائن الحوارية، سألته: هل ننتظرك على العشاء الليلة؟ أربكه سؤالها، وحاول إخفاء ارتباكه بأن أطال تنشيف وجهه. كان متيقناً أن عينيها تراقبان كل حركة يقوم بها. وبغبائه الذكوريّ المتعالي أجاب: لا عندي مهمة تنظيمية هذا اليوم.
فلا تنتظروني على العشاء.

بعد خروجه، دخلت غرفة نومها، نزعت عنها ثيابها العلويّة ووقفت أمام المرآة تخاطب جسدها كأنها تختلي به للمرّة الأولى. شعرت بمعاناته وتأنيبه لها على إهمالها له في السنين الفائتة. ألقت نظرة متفحّصة على ثدييها قبل الحدث الذي كانت خطّطت له، وكأنها ستنتقل معهما إلى مرحلة جديدة من حياتها…”.

الرواية صادرة عن “دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت القاهرة – تونس”، وهي في المكتبات لهواة هذا النوع من الأدب الجنوبي الحميم.

السابق
غريس: الطموح دفعني للنظام والجدية
التالي
تجار النبطية: لحكومة فاعلة تحرك الملفات الاقتصادية