رغم السخرية.. رامي علّيق: الثورة في 10 أكتوبر

رغم السخرية.. رامي علّيق: الثورة في 10 أكتوبر
يحضّر رامي علّيق لثورته الخميس "10 أكتوبر" – تشرين الأول الجاري. سخرية ممن يفترض أنّهم زملاؤه في "الاعتراض الشيعي". وهجومات يومية من خصومه، مناصري "حزب الله". لكنّه مستمرّ في التحضيرات للثورة "ضدّ النظام المذهبي في ساحة الشهداء للمرة الأولى بلا رعاية حزبية أو خارجية وبتمويل ذاتي".

“عنوان ثورة 10 أكتوبر هو المطالبة بإلغاء الطائفية السياسية”، يقول الدكتور رامي علّيق، قائد هذه الثورة، في حديث لـ”جنوبية”.

علّيق مؤلّف كتاب “طريق النّحل” وناشره، ورئيس حركة “لبنان غدا”، المعروف بانتقاده الثنائية الشيعية، وانتقاده “حزب الله” تحديدا. وهو الذي كان مقاتلا في صفوفه وخرج بعد خلافات مع قياداته في منتصف التسعينات، حين كان طالبا في الجامعة الأميركية ببيروت.

يؤكّد علّيق في حديث لموقع جنوبيه :” ثورتنا ليست سياسية وهي ضد النظام السياسي الطائفي الذي يتضرّر منه اللبنانيون بجميع طوائفهم”.

ويشرح علّيق تفاصيل يومه المشهود، 10 أكتوبر / تشرين الأول: “التحضيرات الميدانية سوف تبدأ من الاثنين، والتجمّع يوم الخميس سيكون في ساحة الشهداء عند النصب تماما، وسوف يتوافد المناصرون ابتداء من الصباح، لكنّ الاحتفال الخطابي سيكون الساعة الرابعة عصرا”.

ويتابع ان ثورته نجحت باستقطاب الآلاف من المناصرين وهم سيحضرون الى الساحه في العاشر من الشهر الجاري “بشكل مؤكّد”. فحجم التجاوب “الكبير” مع دعوته، بحسب ما يقول، قد فاجأه: “الروح الايجابيه التي عممناها أوجدت ثقة عارمه بتحرّكنا، والاستجابات كانت من جميع المناطق بسبب الإحباط وتوق اللبنانيين للتخلّص من النظام الطائفي البغيض. ويبدو ان الناس  بدأت تكسر حاجز الصمت. حتى ان البعض تبرّع بتأمين المواصلات لمن يرغب بالمشاركه والحضور الى ساحة الشهداء”.

وحول تساؤل الاعلام عن مصدر تمويل تحرّكه أجاب علّيق: “تمويلنا ذاتي بامتياز، لا يوجد أيّ جهة سياسية أو غير سياسية تدعمنا، وأحد أسباب التعاطف معنا هو كوننا مسقلين وغير منتمين ولا تابعين لأحد، ونحن كذلك غير نخبويين في طرحنا بل نحن أخذنا خيارا عاما يشمل كل طبقات الشّعب”.

رامي علّيق متفائل بعدما تولّدت قناعة لدى الشعب اللبناني بعقم الوصول الى حلّ مع سيادة نظام التمييز الطائفي الحالي، وهو يرى ان ثورته “على قاب قوسين أو أدنى من نجاحها وهي ثورة سوف تكون مدخلا الى “الجمهورية الجديدة”، لأنها ثورة غير طائفيّة لم يشهد تاريخ لبنان الحديث مثيلا لها بسبب فرادة مبادئها القائمة على كرامة الإنسان التي لا تتحقق إلا بقيام دولة مدنيّة عادلة لا طائفية فيها”.

لكنّ عليق تعرّض لحملة تشويه عملاقة على وسائل التواصل الإجتماعي، أبرزها من خصومه من مناصري “حزب الله”، لكن أيضا من بعض الشيعة المستقلّين. وأبرز الساخرين منه الصحافي رامي الأمين الذي دأب منذ شهور على السخرية من “المكتب الإعلامي للدكتور رامي علّيق”. وقد ترجمت هذه السخرية بصفحة أنشأها الناشط فاروق يعقوب ورفاقه سمّيت “المكتب الإعلامي للدكتور فاروق يعقوب”، كسخرية من نشاط علّيق.

لكنّ رامي لا يتأثر بل يتابع عمله بكثير من الضجيج. ويعتبر نفسه “ثائرا مستمرا”، ويتابع: “ثرت سابقا ضدّ المحتل الاسرائيلي، ثم ضدّ حزب الله بسبب عقيدته الدينية الشموليّة، والآن أثور ضدّ النظام السياسي في بلدي كلّه”.

يعلم رامي أنّ اللبنانيين كلّهم ضد نظامهم الطائفي ومعه في الوقت نفسه. فهم، ورغم انهم عانوا من الحروب والويلات التي سببها هذا النظام، إلا أنّه أذاقهم وما زال يذيقهم حلاوة المنافع والمناصب التي طالما وزعها عليهم زعيم الطائفة وجعلهم رعايا أوفياء، وحتّى مقاتلين في سبيله حين تدعو الحاجة.

رامي الذي جمع تبرّعات من المؤمنين به، يحضّر لثورته مؤمنا أنّها ستكون “مدماكا أساسيا في إيقاظ اللبنانيين من غيبوبة عامة”. ويعرف أنّ “الأعداد قد لا تكون كبيرة جدا إلا أنّها ستكون معبّرة وستوصل رسالة، وستكون البداية فقط”.

فهل تنجح ثورة 10 أكتوبر بعد أيام؟ وهل تقوم “الجمهوريه الجديدة”، جمهورية رامي عليق؟ أو تكون كسابقاتها “ثورة بلا ثوّار”؟

إنّ الخميس لناظره قريب!

السابق
حب الله رد على اتهامات طالته وهيئة الاتصالات
التالي
صالح: التهديد بحكومة امر واقع لا يجدي نفعا ومبادرة بري قائمة