أحمد الاسعد: تنسيق المعارضة الشيعية بلا فائدة

منسق حزب الثانتماء اللبناني
هاجم المستشار العام لحزب الانتماء اللبناني أحمد الاسعد "من يسمّون أنفسهم معارضة شيعية وينتقدون تغطيته الفساد من دون انتقاد سلاحه لأنّه المشكلة الأساس". واعتبر أن "لا ضرورة لتنسيق بين المعارضين الشيعة قبل أن تحسم 14 آذار موقفها بالقطع نهائيا مع حزب الله".

إعتبر المستشار العام لحزب الانتماء اللبناني أحمد الاسعد أنّ حزب الله لا يحتل الطائفة الشيعية فقط بل يحتل لبنان كله. في وقت لا تزال قوى 14 آذار تراهن على تسوية معه عبر نبيه بري، داعيا هذه القوى الى التعلم من أخطائها المتكررة منذ العام 2005 في الموضوع الشيعي، من خلال وقف المراهنة على تسوية مع الحزب ومن يسانده، وتحديدا بري الذي اصبح تابعا له.

ورأى الاسعد ان التنسيق والتعاون بين القوى والشخصايت الشيعية المستقلة مطلوب وصولا الى اقامة الجبهة اللبنانية الشيعية المعارضة، لكنّه بلا فائدة قبل أنّ تتخذ قوى 14 آذار قرارا بالقطع نهائيا مع حزب الله ووقف الرهان على نبيه بري الذي باعها اكثر من مرة، وكلنا نعرف انه لن يغادر سفينة حزب الله الا اذا غرقت فعلا. بعدها نمهد لاقامة التحالف مع هذه المعارضة الشيعية، ضدّ المشروع الايراني.

وأكمل: لكن طالما ان 14 آذار لم تحسم خياراتها، وطالما أن التسويات مع حزب الله واردة، والرهان على بري قائم، فلا شيء يدفعنا للقيام بهذه الخطوة كخطوة شيعية.

ولم بنفِ وجود تواصل مع الاصوات الشيعية المستقلة: في المناسبات على الاقل. والعلاقات جيدة. ولكن المسألة أن لا شيء ملح يفرض وجود تنسيق من نوع ما. كل منا يعمل بطريقته. ولا شيء يحثنا على اقامة جسم موحد الا من خلال مشروع وطني شامل لمواجهة حزب الله، وعندها تقرر قوى 14 آذار ان تتحالف معنا كفريق شيعي لبناني. أما الحديث عن تنسيق حاليا من دون هكذا مشروع فلا يقدم ولا يؤخر. ولا جدوى من ذلك. ويبقى هذا الامر من باب التمني ولكنه غير واقعي.

واضاف: لنفترض أننا قررنا اقامة هذه الجبهة اللبنانية الشيعية المعارضة لكي نشعر المواطن الشيعي بوجود صوت قوي معارض لمشروع ايران في لبنان، سنحتاج الى الكثير من العمل والكثير من الدعم، لكي ننجح. ومثال على ذلك وسائل الاعلام التي يهيمن عليها فريقا 8 و14. فهل ستساعدنا قوى 14 آذا في رفع هذا الصوت المعارض؟ لا أعتقد أنها ستفعل الا اذا كان قراراها النهائي بالقطع التام مع حزب الله ومع من يسانده.

وانتقد الاسعد بعض الذين يسمون انفسهم “معارضة شيعية” ويتحدثون بلسانين، فيركزون نقدهم على الفساد الذي يغطيه حزب الله، أو على ممارساته السياسية الداخلية، ويحاولون تبرير ما يسمى سلاح “المقاومة”. في حين أن السلاح غير الشرعي هو المعضلة الاساسية التي يجب التركيز عليها، شيعيا ولبنانيا.

وقال انّه في صفوف المستقلين الشيعة من لا يستحقون الاحترام. والعديد منهم يتحدثون بلسانين، فيقولون في الغرف المغلفة شيء، وعلى المنابر يعتمدون خطابا رماديا، وتحديدا بما يتعلق بسلاح ما يسمى “المقاومة “، وهو الواقع شركة مقاولة باسهم ايرانية. وأضاف: أنا لا احترم هؤلاء الناس الذين يحملون اسم المعارضة الشيعية ويحاولون ايجاد ذرائع ومبررات لهذا السلاح. ولكن في المقابل ثمة شخصيات شيعية محترمة تنادي علنا بنهاية مهمة هذا السلاح وبتسليمه للدولة.

وتابع مهاجما “المعارضين الشيعة غير المحترمين”: معارضة حزب الله لا تكون بانتقاد الفساد الذي يغطيه، او بانتقاد ممارساته السياسية الداخلية، فهذا لا يضير الحزب في شيء، ولا يزعجه حتى. وانما المعارضة الشيعية الحقيقية هي التي توجه الانظار الى أصل المشكلة، اي السلاح غير الشرعي. هذه هي معضلة لبنان التي يجب ان نركز عليها جميعا على المستوى الوطني عموما، والشيعي خصوصا.

ورفض الأسعد الحديث عن تراجع دوره وحزبه، فائلا ان هذا غير دقيق فمنذ التحركات امام السفارات تابعنا في الاطار نفسه. وقمنا باحياء ذكر 100 يوم على استشهاد هاشم السلمان، وعرضت حلقة تلفزيونية على محطة المستقبل. أما بالنسبة للنشاطات في الجنوب مثلا، لنكن واقعيين قليلا. فعندما يصل بقوى الامر الواقع الى ان تعدم هاشم السلمان بحضور الجيش والقوى الامنية بدم بارد، فماذا تنتظر أن نفعل في الجنوب؟

اذا كنا في العاصمة بيروت وأمام القوى الامنية وحصل ما حصل، فكيف سيكون الوضع في الجنوب الذي يعتبرونه منطقة عسكرية خارجة كليا عن الدولة اللبنانية. وهل تتوقع ان يسمحوا باي نشاط ميداني. وهل يمكن لاحد أن يضمن سلامة الناس اذا نظمنا لقاء شعبيا ما؟

هذا هو الواقع ولكن رغم ذلك فاننا لا نستسلم، وسنختار كيف واين نواجه هذا الخصم الذي سقطت أقنعته كلها.

وأكّد استمرار التنسيق مع عائلة السلمان: لكن للاسف لم يطرأ اي جديد. ولا تزال القضية نائمة في مخفر تافه في الاوزاعي. وستبقى القضية نائمة هناك لان الامر يمس بحزب الله. خذ مثلا تفجيرات طرابلس فقد تم كشف الفاعلين لان لا علاقة لحزب الله بالموضوع. اما في ملف السلمان فصور القتلة موجودة وهم معروفون بانهم من حزب الله، ولكن لا أحد يجروء على ملاحقتهم.

لقد قام محامي من مكتب النائب حرب، بخطوة ايجابية، فارسل الى مخفر الاوزاعي مذكرة تخير قوى الامن بين أن يعتبروا المتهمين عناصر في حزب الله وعندها يتوجب على الحزب الكشف عن اسمائهم لملاحقتهم، واما أن يتبرأ منهم الحزب فتتم ملاحقتهم بصفتهم الشخصية. ولكن حتى هذه الخطوة البسيطة لم يتجرأ المخفر عليها. ونفى وجود خلاف مع عائلة السلمان.

وفي امكانية التسوية على حساب لبنان قال الاسعد انّه حتى لو ارادت اميركا فانها ليست بحاجة لتلزيم لبنان لايران لان الاخيرة تستولي عليه فعلا. لكن ما يقلقني هو غياب الخطة العربية الواضحة لمواجهة النفوذ الايراني والطموحات التوسعية.

وشدّد الأسعد على أنّ الكرة في ملعب قوى 14 آذار التي يجب ان توقف الرهان على الظروف الخارجية التي لن تتغير في السنوات الثلاثة الآتية، لان الادارة الاميركية الحالية هي اسوأ ادارة في التاريخ من حيث ضعف وسوء السياسة الخارجية.

وطالب قوى آذار بتشكيل حكومة أمر واقع لتحقيق قفزة نوعية، لأنّها تملك ورقة هامة اسمها الرئيس المكلف تمام سلام، فلتستخدمها الى ابعد الحدود. وليحصل 7 ايار جديد. فلن يكون الوضع اسوأ مما نحن فيه. فلبنان اليوم، عدا أنه في حالة موت سريري، مهمش ومهمل عربيا ودوليا، فاذا كرر حزب الله تجربة 7 ايار فانه على الاقل سيستدرج حراكا عربيا ودوليا قد يخرج لبنان من هذه الازمة. يمكن حزب الله احتلال بيروت وغيرها. وبعد ذلك لا شيء. سيكون هناك حراك عربي، وخصوصا سعودي، ودولي من أجل لبنان. ولا اقول للوصول الى تسوية لاننا رأينا التسويات السابقة الى أين اوصلت.

ووافق على أنّ المملكة العربية السعودية مربكة للأسف في سياستها الخارجية منذ عشرات السنين. ونحن ندفع ثمن هذا الارباك. والجديد فيه انه يتضافر اليوم مع سذاجة ادارة اوباما التي تتعاطى بخفة مطلقة مع قضايا المنطقة العربية.

السابق
إطلاق نار للمرة الثانية باتجاه الأمن الاسرائيلي في رام الله
التالي
الحزب الشيوعي المهزوم من الداخل والخارج