هيئة المواساة الوطنية.. لفريقين مهزومين

هيئة المواساة الوطنية

يتبادل فريقا 8 و14 الدور في تجرع مرارة الخيبات من تطورات اقليمية ودولية لا تجري وفقا لطموحاتهما. فبعدما أصيب فريق “ثورة الأرز” بإحباط شديد جراء الغاء الضربة العسكرية الغربية ضد سوريا، وما تبع ذلك من اتفاق اميركي روسي على دوزنة النزاع السوري. ها هو فريق “المحور الايراني السوري” يتلقى خيبة الغاء القمة السعودية الايرانية التي كان يراهن عليها لافراج الرياض عن تأليف حكومة “وحدة وطنية”، سيعتبر تشكيلها انتصارا لحزب الله.

والفريقان يعزيان النفس بأوهام جديدة بدلا من استيعاب وقائع ما يجري حولنا. ففريق يعتبر أن ضرب نظام الاسد تأجل ولم يلغ، وفي كل الاحوال فإن تسوية الكيميائي أضعفته لانها حرمته من سلاح استراتيجي في حربه ضد المعارضة السورية. والفريق الآخر يعتبر ان طهران هي التي ألغت زيارة رئيسها الى السعودية، وهذا دليل قوة. فالمملكة النفطية، ورغم ضخامة مواردها وقدراتها المالية، تقف اليوم عاجزة ومشلولة ازاء ما يجري من تقارب اميركي ايراني، وتعجز عن لعب اي دور، ولو ضئيل، في السياسات الاقلمية.

في موازاة ذلك تتوالى الدعوات للحوار الداخلي، الا ان أحدا من مطليقها لا يسمي الاشياء باسمائها. وما نقترحه أنه بدلاً من رفع السقف عاليا ووضع عناوين كبيرة لجدول اعمال الحوار مثل: الاستراتيجية الدفاعية، والتدخل في سوريا، والوضع الامني (الذي يلامس حدود الحرب )، والحالة الاقتصادية، وتشكيل الحكومة….الخ، يكفي أن تلتئم هيئة الحوار لامر واحد هو تبادل المواساة بين الفريقين المتنازعين المتحاورين، جراء الخيبات الآنفة الذكر.

هذا في الهزل. أما في الجد، فيكفي أن يتفق الفرقاء على الجلوس الى طاولة واحدة لتصريف الاعمال السياسية باعتبار أن ثمة حكومة مستقيلة تصرف الاعمال الاخرى. فالمتحاورون قادرون على انتاج شيء ما اذا تواضعوا قليلا واعترفوا لانفسهم وللبنانيين بانهم أعجز من ان يغيروا حرفا واحدا في المعادلات الاقليمية التي تجعلهم وانصارهم وجمهورهم ومناطقهم مجرد بيادق صودف وجودها على احدى ساحات تصفية الحسابات الكبيرة.

السابق
الجراح: حزب الله يغرق سلام بشروط تعجيزية
التالي
شيعي شيوعي وطفولة الحرب السعيدة