المستقبل: بدء إجراءات ترحيل الناجين من غرق العبّارة الإندونيسية

المستقبل كتبت:  فيما لا تزال محركات تشكيل الحكومة العتيدة مطفأة على كل الجبهات نتيجة استمرار سياسة الشروط والشروط المضادة التي تحدّث عنها الرئيس المكلّف تمام سلام، تسارعت وتيرة المعالجة المتأخرة لمأساة بلدة قبعيت العكارية بعد وصول البعثة الرسمية التي أوفدتها حكومة تصريف الأعمال إلى أندونيسيا، حيث لفتت القائمة بأعمال السفارة اللبنانية جوانا القزي في أندونيسيا إلى أن عدد الناجين من غرق العبارة هم 18 شخصاً وأن إجراءات ترحيلهم باتت جاهزة وحصلوا على جوازات المرور التي تسمح لهم بالمغادرة.
غير أن التطوّر السياسي اللافت الذي برز أمس، كان اتهام عضو كتلة “المستقبل” النائب غازي يوسف لوزير الاتصالات نقولا صحناوي “ومن يمثله” باستعمال وزارة الاتصالات “معبراً لخرق الحظر الموجود على النظام السوري” ما يعرّض لبنان “لمخاطر وارتدادات اقتصادية سلبية”.
وأشار يوسف إلى وجود مخالفة قانونية جسيمة تتعلق بمنح الوزير صحناوي صلاحيات استيراد أجهزة ومعدّات اتصال إلى “هيئة غير مكتملة وغير موجودة” وذلك بهدف الالتفاف على “قرار العالم بأجمعه اتخاذ اجراءات اقتصادية وأمنية ضد النظام السوري”.
واعتبر أن “هناك من يستعمل لبنان معبراً لخرق الحظر الموجود على النظام السوري لجهة حصوله على المعدات وأجهزة الاتصالات، ومن يريد هذا الشيء هو الوزير ومن يمثّله”، منبّهاً على أن “أول عملية ستحصل سيدفع ثمنها القطاع الخاص”، متمنّياً “أن يعود هذا الوزير إلى رشده وأن يتراجع عن هذا القرار المسيء للبنان والذي يعرّضنا جميعاً لمخاطر”.

ملف النازحين
إلى ذلك، بدأت جرعات الدعم المؤيدة لمواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان المتعلقة بملف النازحين السوريين إلى لبنان والتي كان عبّر عنها في مؤتمر “مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان” في نيويورك في الشهر الماضي، تصل على دفعات، حيث جالت أمس مديرة الشرق الأوسط وأفريقيا وغرب آسيا في البنك الدولي أنغر أندرسن على المسؤولين اللبنانيين وفي مقدمهم الرئيس سليمان، بهدف استكشاف الوسائل الآيلة إلى “زيادة الدعم الدولي للبنان”.
وفي هذا الإطار، لفت المستشار الاقتصادي لرئيس الجمهورية الدكتور شادي كرم لـ “المستقبل” إلى أن “الاقتراحات التي حملتها أندرسن تتضمن ثلاثة محاور، ويتمثّل المحور الأول بتلبية حاجات الدولة اللبنانية الملحّة والناتجة عن الأزمة السورية، من خلال تقديم مجموعة من الهبات وإعادة هيكلة المساعدات خلال فترة قصيرة، وهذا أمر مهم جداً”.
وأشار كرم إلى أن “المحور الثاني يتمثّل بمشاركة لبنان في الأسبوع المقبل في اجتماع البنك الدولي الذي سيعقد في واشنطن، وسيصار خلاله إلى وضع آليات تحديد حاجات لبنان كي يتمكّن من الخروج من تداعيات الأزمة السورية”.
كما أوضح أن “المحور الثالث الذي تحدّثت عنه أندرسن سيضمن العمل فيه على المدى الطويل من خلال هيكلة كل المساعدات والاستثمارات والقروض على أمد طويل” معتبراً ان زيارة أندرسن “مهمّة لأنها تؤدي إلى خلق ثقة بالداخل اللبناني، خصوصاً أن المساعدات الكبرى للبنان ستكون على مدى طويل ومتزامنة مع تطوّر الأزمة السورية”
وفيما عبّر الرئيس سليمان عن “تقديره للاجراءات التي يستعد لها البنك الدولي لمساعدة لبنان” ومنوّهاً “بالسرعة القياسية وغير المسبوقة في تاريخ البنك بإنجاز التقرير حول احتياجات لبنان ومساعدته في موضوع اللاجئين والذي تم إنجازه في ثلاثة أسابيع”، كان وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور يعبّر عن خيبة أمله من “غياب المساعدات الدولية للبنان لمواجهة الحاجات الناتجة من النزوح السوري بحجة أن التجارب مع الدولة اللبنانية غير مشجعّة بسبب فقدان الشفافية”، نافياً في الوقت نفسه الكلام حول “إقفال الحدود بين لبنان وسوريا لمنع تدفق النازحين”، لافتاً الى ان “هناك آلية يتم وضعها الآن لضبط النزوح الى لبنان وفق معايير يحدّد بموجبها الاشخاص الذين تنطبق عليهم شروط النزوح”.

العبّارة
إلى ذلك، وفيما كانت البعثة الرسمية برئاسة الوزير أحمد كرامي، وعضوية رئيس الهيئة اللبنانية للاغاثة العميد ابراهيم بشير والوفد المرافق والقائم بالأعمال اللبنانية في جاكرتا جوانا القزي تعقد اجتماعأً مع وزير الشؤون الإجتماعية الإندونيسي سليم الجفري من اجل تسهيل عملية نقل الضحايا اللبنانيين الذين غرقوا في حادثة العبارة، وحل المشكلة القانونية للمحتجزين، كان وفد من أهالي ضحايا المأساة يزور بيت الوسط حيث التقى نادر الحريري مدير مكتب الرئيس سعد الحريري الذي أكّد لهم أن “الرئيس الحريري ومنذ تبلّغه نبأ الكارثة الفاجعة، أبدى اهتمامه الشديد وأجرى الاتصالات اللازمة للقيام بكل الاجراءات والتدابير السريعة لإغاثة الناجين وتوفير كل المستلزمات الضرورية لتأمين إعادة جثامين الضحايا لدفنهم في ديارهم وهو لا يزال يتابع هذه القضية يومياً”.

السابق
البناء: ملفّ النفط إلى الواجهة.. العدو يتحرّك والدولة غائبة
التالي
النهار: الدعم الدولي للبنان يشتبك بالتعقيد السياسي