العرقوب (4): لا مستشفيات ولا جامعات ولا فرص عمل

مشاكل العرقوب
في كفرشوبا أيضا أكثر من 200 عائلة سورية. ولا أحد يهتم بالنازحين غير البلدية وبعض فاعلي الخير. هذا ما يقوله رئيس بلدية كفرشوبا الدكتور قاسم القادري. وفي الهبارية يوجد أيضاً أكثر من 200 عائلة نازحة وأقلّ في كفرحمام.

جميع القرى تعاني من المشكلات نفسها لأنها ذات نسيج اجتماعي وبيئة واحدة. وبالنسبة لتيار المستقبل الذي يحظى بالنفوذ والشعبية الأكبر في منطقة العرقوب، يقول الحاج عبد الله عبد الله، منسق عام حاصبيا مرجعيون، أن التيار “واكب النزوح السوري منذ البداية، ووقف على مشاكل النازحين ووزع المساعدات السعودية والكويتية والإماراتية. وقدم معونات غذائية وعينية وصحية وأنشأ داتا كاملة تشمل الجميع من أجل أن تشمل المساعدات والرعاية جميع النازحين في كل منطقة العرقوب”.

أما الموضوع الصحي في منطقة العرقوب فحدث ولا حرج، هناك مستشفيات لأهالي المنطقة. نبدأ من مستشفى الأمير، التي كلف تشييدها ثلاثين مليون دولار. وجهزت بأحدث الاجهزة التقنية والطبية وشغلت معداتها وعين حراس لها، لكنها لم توضع في الخدمة بعد، بحسب قول علي الخطيب، رئيس اللجنة الإدارية والشؤون القانونية في بلدية شبعا: “أما مستشفى حاصبيا فشهد خلافاً إدارياً استدعى توقفه عن العمل لفترة من الزمن وما زال. ومستشفى مرجعيون بات برادا للجثث، ما يعني أن أي حالة طارئة تستدعي العلاج يجب نقلها إلى اقرب مستشفى في النبطية على بعد 70 كلم، فيكون المريض قد أصبح بين يدي ربه. ويقول بحشرة: “وزارة الصحة ربما لا تعرف أن هناك منطقة اسمها العرقوب”.

المرفق الأساسي الذي لطالما اعتمد عليه أهالي العرقوب وشكل لهم أعلى نسبة دخل، هو القطاع الزراعي، بحسب الناشط والباحث الاجتماعي رياض عيسى: “زراعة الزيتون تشكل النسبة الأعلى لكن غياب سياسة الإرشاد الزراعي، وتراجع دور وزارة الزراعة في هذه المنطقة، وعدم قدرة التعاونيات الزراعية على تلبية احتياجات المزراعين، بسبب عجزها أو ولائها السياسي، أو غياب خبرة أعضائها بالإدارة أو بمهارات التواصل وكتابة المشاريع، وكذلك عدم وجود أي خطة رسمية لتسويق زيت الزيتون العرقوبي، عالي الجودة، بحسب نتائج كل الإختبارات، كل هذه الأسباب أدت إلى جعل المزارعين يفكرون حقيقة باستبدال زراعة الزيتون بزراعات أخرى”.

ويقترح عيسى “دعم التعاونيات الزراعية الفعلية بالأدوات اللازمة، شق الطرقات الزراعية والمساهمة باستصلاح الأراضي، العمل على مشاريع لجر مياه الري من نهر الحاصباني والليطاني إلى المنطقة، إنشاء مكاتب إرشاد زراعية في المنطقة وتوزيع الأدوية والمبيدات اللازمة، ووقف إستيراد زيت الزيتون والزيتون من الخارج، المساهمة في إيجاد أسواق لتصريف المنتجات الزراعية وفي مقدمها زيت الزيتون، إنشاء مصانع للتصنيع الزراعي ما يساهم بإيجاد فرص عمل للمواطنين، تقديم قروض زراعية ميسرة للمزارعين، تشجيع السياحة البيئية في المنطقة و إنشاء برادات لحفظ المنتوجات الزراعية”.

والتعليم لا يشذّ عن القاعدة نفسها. يعتبره الإعلامي عبد اللطيف قعدان، جهاداً بالنسبة لأهالي المنطقة، خصوصاً الذين وصلوا إلى المرحلة الجامعية؟ فأقرب جامعة لبنانية تبعد عن المنطقة أكثر من 100 كلم، ما يحتم على الطلاب ترك منطقتهم والانتقال إلى السكن في المدن وهذا ما يزيد من أعبائهم المادية”.

 ويضيف قعدان: “تزيد من معاناة هذه المنطقة أزمة المواصلات. فالمنطقة ليستعل ى خارطة الدولة اللبنانية. لا خط للنقل العام يصل إلى هنا. فقط بعض الباصات الخاصة تصل إلى مفرق “سوق الخان”، ما يزيد من ظلم الطلاب”. ويطالب قعدان الدولة بإنشاء خط للنقل العام يصل النبطية بمنطقة العرقوب. فأزمة النقل أجبرت طلاباً كثيرين على ترك قراهم، مثل الطالب أحمد يحيى الذي انتقل الى العيش في بيروت للالتحاق بالجامعة. ومن المعروف، كما يردد أهالي منطقة العرقوب، أن صندوق مجلس الجنوب أنشئ خصيصاً لمنطقة العرقوب بعدما دمرها الطيران الإسرائيلي عام 1972. لكن أهالي المنطقة ما زالوا يعانون للحصول على تعويضات من المجلس عن بيوتهم التي تهدمت. ويسأل العم حسين أبو علي يحيى، من كفرشوبا، مجلس الجنوب عن التعويض الذي ينتظره عن منزله الذي تهدم نتيجة العدوان الإسرائيلي عام 1982.

وختاما لا بد من التذكير بأنّ نواب المنطقة غائبين. فهم لا يحتاجون أصوات أهل القرى هنا كونهم يصلون إلى ساحة النجمة بقرار من “حزب الله” وحركة “أمل” في قرى مرجعيون.

السابق
جمعية النجدة كرمت طلاب مخيم برج الشمالي
التالي
مجهولون اطلقوا النار عل منزل في المعلقة زحلة