عن المنشد علي بركات: كلّ اختلاف عمالة

المنار والمنشد علي بركات
حاول المنشد علي بركات أن يسأل قناة "المنار" لماذا لا تبثّ أناشيده الدينية. وقال إنّ "موظفين فاسدين" يصفّون معه حسابات شخصية. لكنّه جوبه بحملة فايسبوكية تصفه "بالمخبر لدى المعلومات" وبأنّه قوّاد عاهرات... فهل هذه ثقافة بيئة "المنار"؟

إذا حاولنا ان نفهم او نحلل منشأ الالغاء والسحق لاي “آخر” عند حاملي الفكر السياسي المؤدلج، أعتقد جازما ان السبب الرئيسي هو وجود هذا الشعور عند الجماعة. وهو يأتي من شعور عند الفرد الأيديولوجي بأنه قابض بكلتا  يديه على الحقيقة كاملة وبأنه يحيط بها من جوانبها كلها، وبالتالي يصبح اي “آخر” هنا هو حتما بنظره يعني “الغريب” و”المجافي” او “المعادي” للحقيقة. فيعامل على هذا الاساس!

تزداد هذه الحالة خطورة مع توافر عامل القوة وتشعباتها المالية والاعلامية عند المنتمين الى حزب “الحقيقة” المطلقة. ليتحول بعد ذلك وبشكل لاإرادي الى اداة الغاء لاي آخر يصادفه.

وكلما تضخمت عوامل القوة والسيطرة عنده تضخمت معها عملية النفي والاقصاء، إلى درجة تضيق عندها اي مساحة لاي مختلف فيصبح عنوان المختلف حينئذ ليس المعارض او المعادي بل مجرد “المنتقد”، وإن من موقع المحب او الحريص.

هذا ما حصل تماما مع المنشد الاسلامي الملتزم الحزب اللهي المقاوم السيد علي بركات. فهو له تاريخه الطويل في العمل ضمن صفوف “المقاومة” داخل “حزب الله”، وله تضحياته الجسام ونشأته في بيت له باع طويل في مضمار المقاومة، بيت لا يزال حتى اللحظة لا يتوانى عن الدفاع عن خيارات المقاومة. لكنّه ارتكب الخطيئة المميتة ورمى بنفسه في التهلكة عندما تجرأ على انتقاد قناة “المنار” من موقعه الفني معترضا على أنّ أناشيده “الاسلامية” ذائعة الصيت لا تبثّ على هذه القناة. بل واعتبر انه يتم التعتيم على اعماله الفنية من قبلها, ويرد السبب بتساؤل عن ان يكون حصول ذلك بخلفيات شخصية لموظفين فاسدين داخل هذه المؤسسة.

هذا الانتقاد البسيط وغير الجوهري الذي سجله الاخ علي بركات على صفحته في الفايسبوكية كان كفيلا بإحداث موجة مضادّة من الهجوم الفايسبوكي الشرس من الاخوة الاشاوس المدافعين بكل ضراوة عن سمعة المقاومة وتلفزيونها.

فبدأعندها  الهجوم المضاد باتهام المنشد علي بركات بالغرور وبأنه مريض نفسيا ويحتاج الى معالجة مرورا بالتهديد بفضح علاقاته النسائية، وصولا إلى تجريده من تاريخه النضالي ثم الى ما هو مضحك أكثر: ففي خضم حملة الشتائم والسباب والتجني التي انهالت عليه من كل حدب وصوب انبرى من تبرع بالصاق تهمة “خطيرة جدا” ومبتكرة هذه المرة، وهي أنّه “مجرد مخبر عند فرع المعلومات”!!

الملفت هنا ان هذه التهمة كانت اكثر ما استوقف الاخ علي بركات فتصدى لها بكل ما اوتي من قوة (هنا لا بدّ من علامات تعجّب أيضا!!)

وبعد الإطلاع على الحوار “الداخلي” على صفحة الزميل محمد بركات، الذي شيّر  الخبر على صفحته الفايسبوكية, يحضر في ذهن القارىء السؤال الكبير عن امكانية او جدوى التحاور مع هذا الفريق، أو حتى بين أهله. في ظلّ هذه الذهنية التي لا تقبل أيّ اختلاف، مهما كان بسيطا أو هامشيا.

هي ثقافة “داعشية”. نقطة انتهى.

السابق
ماروني: نخشى أن يستمر الفراغ الى حين انتخابات رئاسة الجمهورية
التالي
حملة مجانية للكشف عن مرض السكري والضغط في صيدا