وليد عبود في صيدا: كلمتنا مش كلمة

في حلقة السبت الفائت من "كلتمنا كلمة" مع الإعلامي وليد عبّود، كانت تيارات أساسية صيداوية غائبة، أهمها "التنظيم الشعبي الناصري". وكان الحوار متأرجحا بين تراشق التهم والكلام السياسي بعيدا عن الهمّ الإنمائي، لتكون حلقة "يحبّها المعلنون" لكنّها لا تفيد أهالي صيدا في شيء.

معظم المشاركين في برنامج “كلمتنا كلمة”، الذي يعده ويقدمه الإعلامي وليد عبود على شاشة Mtv، في حلقة السبت 21 أيلول، يبدو أنه غاب عن بالهم، حين تحدثوا عن منطقة صيدا، أن المشكلة تكمن في غياب رؤية تنموية للمنطقة، يمكن ترجمتها إلى خطة استراتيجية تسعى إلى إيجاد توازن إنمائي واجتماعي واقتصادي وثقافي يطال نواحي المنطقة المختلفة. وذلك كي تؤمن الاندماج الاجتماعي والعيش الواحد. ولم يتطرق الحضور إلى تسلط الطقم السياسي على المنطق الإنمائي، ولم يلحظ أحد انهيار اتحاد بلديات منطقة صيدا تحت ضغط الانقسام السياسي الحاد وخصوصاً بعد عام 2010

ويبدو أن عبود قد انجرف مع ضيوفه إلى مواضيع تفصيلية وجزئية، خصوصاً أن الشيطان يكمن في التفاصيل. فعاد النقاش بين الحضور إلى مواجهة نتائج الوضع المتدهور في المنطقة، وصار كل طرف يتمرس خلف متراسه المذهبي، ليدافع عن موقفه واستنتاجاته، وصار كل طرف يلقي بالمسؤولية على الآخرين، وكأننا في جولة انتخابية ترويجية.

كان النقاش بارزاً بين ممثل “القوات اللبنانية” وممثل “التيار الوطني الحر”. أما رئيس بلدية عبرا فلعب دور أبو ملحم بامتياز، وتحول مدير مكتب الرئيس نبيه بري الدكتور أحمد موسى إلى معقّب معاملات، لا مداخلات له سوى تبرير ما يحصل والوعد بتنفيذ هو مطلوب منه، فبدا المسيحيون كأنهم جالية في المنطقة علينا خدمتهم، وليسوا مواطنين لهم حقوقهم المتساوية للآخرين.

أما رئيس بلدية صيدا محمد السعودي فكان الأكثر ارتياحاً مقدماً المشاريع التي تنفذ داخل المدينة، داعياً الجميع إلى الاستفادة منها، من دون أن يناقشه أحد حول العلاقة التي تربط هذا المشروع بذاك، ومن هي الفئات المستفيدة منها مع الإشارة إلى أهمية المشاريع المنفذة.

حتى موضوع ظاهرة الشيخ أحمد الأسير تحول إلى شماعة يحاول معظم الحضور تعليق أخطائهم عليها من دون الدخول في مناقشة الظاهرة وأسبابها وإمكانية انتقالها إلى أمكنة أخرى. ولم يعرف سبب غياب مكونات سياسية أخرى موجودة ومؤثرة في المنطقة من اللقاء مثل “التنظيم الشعبي الناصري”.

فهل تم استثناؤها؟ أم رفضت المشاركة؟ كذلك لوحظ غياب أشخاص متخصصين مشهود بحياديتهم وموضوعيتهم، إلا إذا كان الهدف هو صب الزيت على نار الانقسام. وكانت التعهدات التي أعلن بعض الحضور الالتزام بها تعبر عن خدمات سلطوية وخطوات بيئية لا تقدم ولا تؤخر في الموضوع. فبقي اللقاء بعيدا عن تقديم حلول ناجعة في المنطقة. والسبب الأساسي: غياب تسوية سياسية عامة وتحول الالتزامات الوطنية إلى وجهات نظر.

السابق
سوريّو البدّاوي: 40 % يحتاجون أدوية
التالي
حزب الله: الدولة عاجزة.. حزب الله: الدولة قادرة