محمد بركات يرد على حموي

أثار التقرير الذي عرضه تلفزيون «المستقبل» في نشرة الأخبار قبل يومين بعنوان «ذكرى «جمّول»: المقاومة انتهت في سوريا»، جدلاً واسعاً، بعدما أصرّ الأسيران المحرّران نبيه عواضة وأنور ياسين على كون ما ورد على لسانهما فيه محرّفاً، ومقتطعاً من سياقه. وكانت «السفير» قد تطرّقت إلى تلك القضية في عدد أمس، في تقرير حمل توقيع الزميلة فاتن حموي بعنوان: «تلفزيون «المستقبل» يتذكر جمّول». والتزاماً بالأصول المهنيّة المرعيّة، عرضت الزميلة حموي وجهتي النظر، فنقلت احتجاج الأسيرين المحررين، ونقلت عن مدير الأخبار والبرامج السياسية في «المستقبل» حسين الوجه نفيه حصول أيّ تحريف، أو اجتزاء. رغم ذلك، تحفّظ معدّ التقرير محمد بركات عن مقال حموي، وننشر هنا ردّه.

«من منطلق الحرص على المقاومة، بما هي فكرة «الدفاع عن النفس وعن الحريّة»، كان اهتمامي (وليس اهتمام قناة «المستقبل» كلها بمئات موظفيها) باستعادة ذكرى انطلاقة «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية». أنا منتج التقرير ومعدّه وكاتبه والقائم بمونتاجه، الذي كان يفترض بالزميلة فاتن حموي أن تسأله، لا أن تكتفي بسؤال مدير الأخبار الزميل حسين الوجه. لأنّه في مكان عمل حرّ ومتنوّع كقناة «المستقبل»، يبدي المراسلون آراءهم ويطلبون القيام بتقارير ويوافق المدير عليها برحابة صدر. ولسنا في تلفزيون حزبي كما يروّج كثيرون، ولسنا منفّذي أجندات بل نحن صحافيون لنا آراؤنا وحريّة الاختيار.
منذ السطر الأول تعمّدت حموي التشهير بالمراسل معدّ التقرير بالقول إنّ التقرير «حمل توقيعه» فقط، الأمر البعيد عن المهنية. وقد اخترت ثلاثة مناضلين دفعوا ثلث أعمارهم خلف قضبان السجون الإسرائيلية، لما لهم من مصداقية في الحرص على المقاومة. واخترتهم متنوّعي الأهواء السياسية، بحسب معرفتي بهم، لنقل أكثر من رأي في موضوع محدّد كانوا على علم مسبق به قبل 48 ساعة من التصوير، وهو: «أين المقاومة اليوم بعد انخراط حزب الله في الأزمة السورية؟».
ولم يفاجأ أحد منهم بمضمون الأسئلة، وإلا كان في إمكانه العدول عن المشاركة. وتحديدا في ما يخصّ البطل نبيه عواضة، بطل عملية دير سريان، فهو قال كلاما كثيرا في البداية أكّد موافقته على تدخل «حزب الله» في القتال الدائر بسوريا. لكنّه، بعد جولة نقاش لمدّة نصف ساعة مع البطلين أنور ياسين وأحمد اسماعيل، عاد وطلب مني منحه فرصة ثانية ليقول رأيا «محدّدا أكثر ومباشرا»، بعدما قال رأيا في 5 دقائق. وكان أن قال رأيه «الجديد» في 12 ثانية تقريبا، وواضح في التقرير أنّها لم تخضع لأيّ قصّ وتلزيق.
ما علمته، وذقته كثيرا من قبل، أنّ عواضة خضع لتأنيب من أحد الأحزاب، وطلب منه أن يتبرّأ مما قاله. وهكذا فعل على الفايسبوك في ستايتوس نشره يوم الثلاثاء الفائت، ثم أتبعه بآخر يتجنّى على «المستقبل» كلّها. واتصل بي وناقشني في ما نشرته لكنّني أكّدت له أنني لم أجتزئ شيئا من كلامه.
ما أودّ تأكيده أنّ التسجيل موجود وهذا ما قاله عواضة دون اجتزاء. وجاهز لعرض التسجيل كاملا على من يريد. لكنّ نشرة الأخبار لا تحتمل عرض 6 دقائق بهذا الشكل.
وما يؤلم أنّ رجلاً دفع 10 سنوات من عمره في سجون الاحتلال الإسرائيلي من أجل رفع صوته عاليا ضدّ ما يراه خطأ وظلما وجورا وعدوانا، لا يحقّ له أنّ يقول، في 10 ثوانٍ فقط، رأيه بمشاركة حزب قاوم إسرائيل في القتال الدائر بسوريا.
هي جمهورية الرعب، ولا أحد سينجو من قطع الحناجر».

السابق
تلفزيون المستقبل يتذكّر جمّول
التالي
المرابطون:الولايات المتحدة الاميركية تستخف بكل الاعراف الدولية