الحزب الشيوعي: نازي ايضا

مظاهرة للحزب الشيوعي اللبناني

حزبنا أيضاً كان يتبع الطريقة النازية في التعامل مع المراهقين… في الثالثة عشرة من العمر، وما حولها، اخضعنا لدورة عسكرية في جبل نيحا. كنا صغاراً لا نفقه شيئا، ولا نرى اي شيء سوى ان نضال ذلك الحزب سيوصلنا الى بر السعادة والبحبوحة! في تلك الدورة العسكرية، التي استمرت قرابة شهر، كنا نتشارك مع مراهقي الحزب التقدمي الاشتراكي الخيام. قالوا لنا حينها إنّه تحالف استراتيجي بين الحزبين، وأنّ الاشتراكية ليست سوى مرحلة ما قبل الشيوعية، فلذلك هم الأقرب. لم يكن في بالنا حينها، في العام ١٩٧٨، ان الاشتراكي الدرزي سيذبح الشيوعي المسيحي بعد سنوات عدّة! افكر اليوم: كيف لمراهق صغير طري العود ان يحتمل في ليلة المخيم الاولى “طابور ازعاج “؟ وهذا كان عبارة عن إلقاء قنابل صوتية وإطلاق رصاص بين الخيام ما بعد منتصف الليل؟ كان المدربون يصرخون بان ثمة هجوم تقوم به قوات الكتائب علينا… خرجنا من خيامنا حفاة وشبه عراة لنفتش عن ملجأ بين الصخور والاشواك! دب الرعب الكبير فينا ومات احد المتدربين الصغار بسكتة قلبية. قالوا لنا بعدها بانه كان يعاني في السابق من مشاكل قلبية، وبان الوفاة لم تكن ناتجة عن رعب الليلة الاولى في المخيم! عند انتهاء الدورة حضر وليد جنبلاط الى المخيم وألقى خطاباً اعلن فيه عن ثقته بأننا أصبحنا في قلب المعركة وجنوداً بوجه الانعزالية… قبلها بعدة ايام احضروا لنا فرقة الميادين لتغني لنا وتشعل فينا ” روح النضال ً ! وهكذا جهزوا حوالي 500 مراهق ليغيبوا عن كل اهتماماتهم الطبيعية، ولكي يحملوا السلاح الى جانب الحقائب المدرسية ويضيعوا في غابة الفوضى حينها!

السابق
فرعية الادارة والعدل بحثت تنظيم مهنة خبراء التخمين
التالي
استخدام جهاز كشف المتفجرات في صيدا