الحريري: سنقف في وجه كل من يريد إعادة عقارب الزمن إلى الوراء

تحدثت النائب الحريري في تخريج طلاب ثانوية صيدا للبنات فقالت :”نعيش جميعنا اليوم أسرا وأفرادا، طالبات وطلابا، مدنا وقرى قلقا عميقا وظروفا صعبة تعيدنا إلى عقود مضت وأيام صعبة فقدنا خلالها الألفة والمحبة والأمن والإستقرار والتقدم والإزدهار، في لحظة واحدة تخلى فيها كل منا عن مسؤوليته نحو أهله ووطنه، ويومها استهان الكثيرون بالقيم الجامعة والضامنة لوحدتنا واستقرارنا، وفسر بعضنا الحرية بما هي إعتداء على حرية الآخر، وسمحنا لأنفسنا بأن نطلق العنان لأهوائنا وغرائزنا، ودمرنا كل ما أنجزناه عبر السنوات الطويلة من بناء الدولة والوحدة، وإننا اليوم ونحن نستذكر تلك الساعات الغاضبة التي فرقت بين أبناء الوطن الواحد والمدينة الواحدة، والقرية والأسرة الواحدة، فمن هنا، من صيدا، نستذكر أنه وقبل أكثر من ثلاثين عاما انطلقت الإرادة الوطنية الكبيرة بلم الشمل الوطني، وإعادة بناء ما تهدم، وإعادة الإعتبار لدولة القانون والمؤسسات، ثلاثون عاما ونيف من العمل الدؤوب، والتضحيات الجسام، ولم نستطع حتى الآن أن نستعيد ما فقدناه في ثلاث ساعات.

اضافت :”أردت اليوم، وفي المناسبة الأعز إلى قلبي، وفي المدرسة الأحب إلى قلبي، أن أقف وقفة مسؤولة لأخاطب بناتي واخواتي، ولأقول لكن: لا تفرطن بوحدتكن الوطنية، ولا تسمحن للكراهية أن تنفذ إلى قلوبكن، وإن قبول الآخر ثروة عظيمة، إذا ضاعت، ضاعت السكينة والأمل والإستقرار والمستقبل، علينا جميعا أن نتمسك بوحدتنا الوطنية، وباستكمال بناء دولتنا العادلة والقادرة والحاضنة، ولن نستسلم، ولن نهون، مهما كانت التجاوزات والأخطاء، فسنبقى دائما مؤمنين بالله عز وجل، وبالإرادة الطيبة لعموم أبناء لبنان، إن بناء الإرادة الوطنية الجامعة ليس تحديا سهلا، لأن البناء أصعب دائما من الدمار، والمحبة والمودة أصعب أيضا من الكره والإلغاء”.

وقالت :”إنني وإياكن نتشرف بانتمائنا إلى صيدا وجوارها، هذه الأسرة العظيمة الحاضنة لقيم الخير والمحبة والعيش الواحد، والتي رفضت دائما كل إشكال الفرقة والتباعد، وفتحت ذراعيها دائما لكل أبناء لبنان، إن تخرجكن اليوم يحملكن مسؤولية في اختيار العلوم والإختصاصات التي تعود بالنفع على أهلكن ووطنكن الغالي لبنان وليس من المفيد أن نتجاهل تحدياتنا وأن نلقي اللوم يمينا ويسارا، بل يجب أن نتحمل مسؤوليتنا جميعا، كبارا وصغارا، وأن نتمسك معا بالقيم السامية التي نشأنا عليها في بيوتنا ومدينتنا، وأن نحملها إلى كل رحاب الوطن، وإلى كل المواطنات والمواطنين في كل لبنان، وسنقف وإياكن في وجه كل من يريد إعادة عقارب الزمن إلى الوراء، وسنحمي ما أنجزناه حتى الآن، وسنستمر بقوة وعزيمة في استكمال المسيرة التي حملها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، سيبقى لبنان أكبر من أشخاصنا، وتياراتنا، وأحزابنا، وستبقى سلامة الجميع أكبر من سلامة الأفراد، وإننا نكرر مع الرئيس الشهيد “ما حدا أكبر من بلدو” ، وسيبقى لبنان الكبير أمانة في أعناقنا وكبيرا في إنسانه وقيمه وطموحاته”.

السابق
سليمان رحب بكل طرح يهدف للحوار: للنظر بآليات تنفيذ القرارات السابقة
التالي
الإفراج عن الصحافي حسين شمص