المسلمون يذبحون بعضهم: أميركا العدوّ السابق

اليوم تنتصر أميركا وتنتقم من أعدائها وتدعهم يتقاتلون في سوريا حتى يفنون أنفسهم ، وهي تعلن صراحه انها لن تسعى لوقف هذه الحرب وتغيير موازين القوى، متيقّنة ان الشعارات المعاديه لها التي يتشدق بها الطرفان ما عادت الا نفاقا

المسلمون الشيعه ما زالوا يعيشون على أمجاد انتصار الثوره الإسلاميه في إيران بقيادة الإمام الخميني عام 1979. تلك الثوره التي شكلت حركة تغيير كبرى غيرت وجه المنطقه السياسي، كما غيرت في الوعي العقائدي والفكري فأعادت للإسلام السياسي دوره الريادي بعد طول أفول. وغني عن الذكر أنّه بعد احتلال السفاره الأميركيه في طهران من قبل الثوار الايرانيين، أصبح شعار “الموت لأمريكا  الشيطان الأكبر” هو الأيديولوجيا والعقيده الجهاديه والفكريه التي حكمت توجه النظام الجديد.

لم تكن ثورة عبدالله عزام، المسلم السني، ورفاقه، حينها، ضد الروس في أفغانستان، إلّا صدى تلك الثوره في بلاد فارس. وهي ارتدّت فيما بعد ضد الولايات المتحدة، على يد تلميذ الشيخ عزام  أسامه بن لادن. وكانت الذروه ضرب برجي نيويورك في 11 أيلول، ولسان الحال يقول: أين الخميني والشيعه منا السنه بعد اليوم .

فاز السنّة بقصب السبق فأصابوا من “الأميركيين الصليبيين” مقتلة عظيمه وبات تاريخ 11 أيلول 2001 يؤرخ يوم نصر مبين للقاعده وأخواتها من الحركات الجهاديه السنية، التي صنفها العالم الغربي بعدها كـ”تنظيمات أرهابيه”، فما زادها هذا اللقب الّا زهوا وتفاخرا ومنافسة فيما بينها لقتال “أعداء الاسلام”.

واليوم  يتواجه الجهاديون الشيعه والسنة في بلاد الشام: حزب الله الشيعي المدعوم من ايران يقاتل دفاعا عن نظام الرئيس الأسد، يقابله جبهة النصره وأحفاد الرسول ولواء التوحيد وغيرهم من الثائرين ضد النظام، المدعومين مالا وسلاحا من دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.

لم يتحد الجهاد السني والجهاد الشيعي ضد الأميركيين والصهاينه كما يقضي منطق “عدو عدوك صديقك”. فعقيدة العداء لأميركا، المعلنة من قبل الجماعتين، لم تجمعهما بل فرقتهما ووضعتهما في مجابهة بعضهما البعض. وهكذا تراجع شعار “الموت لأميركا” لصالح شعار “الموت للتكفيريين”، يقابله شعار “الموت للرافضه الصفويين”.

هي لعنة سفك دم الأبرياء كما في 11 أيلول 2001، ولعنة خطف وقتل الأجانب، وحمى المنافسة بين جهاديي المذهبين ما اخترع افتك آلات القتل وأشدها همجيه وهي “الانتحاري في السياره المفخخه” الذي قتل آلافا مؤلفة من الأبرياء المدنيين المسلمين وغير المسلمين وما زال يقتل كل يوم، في لبنان والعراق وسوريا وأفغانستان وغيرها.

اليوم تنتصر أميركا وتنتقم من أعدائها وتتركهم يتقاتلون في سوريا حتى يفنون أنفسهم. وهي تعلن صراحة أنّها لن تسعى إلى وقف هذه الحرب وتغيير موازين القوى، متيقّنة من أنّ الشعارات المعاديه لها، التي يتشدق بها الطرفان ما عادت الا نفاقا يستر أحقادا دفينه بين مذهبين ونزعة إلى التسلط والتحكم دونها ضرب رقاب وقطع رؤوس.

 

 

 

السابق
ملك الأردن يدعو مواطنيه لعدم القلق من أوضاع سوريا
التالي
روسيا سلمت الولايات المتحدة خطتها للإشراف الدولي على الاسلحة الكيميائية في سوريا