لحود: للتصدي لمحاولات افشال للمبادرة الروسية

أشار الرئيس العماد اميل لحود امام زواره الى “التطورات المستجدة التي تشهدها الازمة السورية، على أثر ذريعة استخدام السلاح الكيمائي من الحكومة الشرعية”، مشددا “ان احدا لم يستطع اثبات استعمال الجيش العربي السوري الباسل، بأمر من القيادة الدستورية الشرعية في سوريا او بمبادرة ميدانية منه، مثل هذا السلاح المحظور منذ بروتوكول جنيف لعام 1925”.

اضاف :”أما وقد تبين وهن مثل هذه الذرائع المستنسخة عن ذرائع لا يزال العراق يذوق مرارة آثارها المدمرة على كيانه ووحدته واستقراره وأمنه، تحت عنوان “ديموقراطية الشرق الاوسط الجديد”، وتيقن قادة الغرب وبعض عروش امة العرب ان شعوبهم ترفض خياراتهم السياسية والعسكرية ضد سوريا، انقسم هؤلاء القادة على انفسهم وظهر الخزي العربي في أبشع صوره، في حين عاد بعض قادة الغرب عن قرار العدوان على سوريا بضغط من شعوبهم وممثلي شعوبهم، وذهب البعض الآخر يجهدون في شرح قرارهم الى شعوبهم والبحث عن شرعية ملتبسة لدى ممثليهم يستعيضون بها عن الشرعية الاممية التي يحق لها وحدها اللجوء الى القوة ضد دولة سيادية وفقا للاليات المنصوص عنها في ميثاق الامم المتحدة”.

وتابع لحود :”قال بولتون يوما ان الولايات المتحدة ترتكز على المجتمع الدولي وليس على قرارات مجلس الامن والأمم المتحدة، ما يجعلها متحررة من اي قيد عند شن اي عدوان”.

واوضح “كنا نعتقد ان عهد المحافظين الجدد قد ولى في الولايات المتحدة الاميركية، الا ان هذا الاعتقاد ليس في محله، ذلك ان مصلحة اسرائيل هي اولا واخيرا محرك القرار الاميركي في اي اتجاه يصب في خانة هذه المصلحة دون سواها من الاعتبارات”.

ورأى “ان مبادرة روسيا الاتحادية، التي وافقت عليها سوريا لحقن دماء الشعب السوري الابي الذي يتعرض لحرب ارهابية كونية تفترس البشر وتدمر الحجر، دون ان توفر المقدسات والمحرمات، ولا ينقصه عدوان من دولة عاتية بأحدث الاسلحة الصاروخية وأفتكها، انما هي مبادرة مسؤولة، لا بل انها مبادرة محرجة من حيث انها سوف تفضح النيات الحقيقية من وراء مشروع العدوان، اي البحث اولا وآخرا عن مصلحة العدو الاسرائيلي في المنطقة وجعله بمأمن من اي مقاومة او ممانعة لخطط الاحتلال والاستيطان والتهويد التي ينتهج. الانكى من كل ذلك ان الحشد للعدوان يتم تحت نظر بعض امة العرب وجامعتهم الباهتة ، حتى ان بعض هؤلاء يحرض ويمول ويخطط للعدوان على ارضه، ناذرا نفسه لبعثرة مكامن قوة هذه الامة وخدمة عدوها التاريخي”.

واكد ان “المطلوب اليوم الكثير من الوعي والكثير من التصميم للتصدي لأي محاولة افشال للمبادرة الروسية التي قبلها قائد عربي كبير، هو الرئيس الدكتور بشار الاسد، الذي يعرف اين تكمن مصلحة شعبه ووطنه، وكيف يدافع عنهما، وان العدوان على سوريا ممكن في اي لحظة طالما ان العدو متيقن ان المسألة لا تقتصر على امتلاك سلاح نوعي او حرية التصرف به، ما يتحقق معه توازن الرعب مع اسرائيل التي تملك سلاحا نوويا خارج رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بقدر ما تتعلق بإرادة المقاومة والممانعة مهما كلفت من تضحيات وتوسلت من وسائل قتالية”.

وختم لحود :”ان ارادة المقاومة والممانعة تفوق كل قدرة وكل سلاح، على ما بينه انتصار لبنان على العدو الاسرائيلي في تموز/آب 2006″، مؤكدا “أن وضع السلاح الكيمائي بمأمن عن العصابات الارهابية التي تفتك بشعب سوريا وحجرها ومقدساتها، هو الاساس الذي تبنى عليه كل الآمال بعودة السلام والاستقرار الى سوريا في ظل قيادة حكيمة ومصممة وبقوة جيش باسل وبدعم مطلق من شعب أبي”.

السابق
من المجلس الشيعي الأعلى: هنا أميركا
التالي
هيل: نحرص على بقاء لبنان بعيدا من تأثيرات ما يجري في سوريا