النهار: الشلل يحكم لبنان وتصعيد بين الحزب و14 آذار

لم يمتثل الوسط السياسي اللبناني بمختلف قواه مرة لـ”النأي بالنفس” وبالمواقف المعلنة من مجريات الازمة السورية وانعكاساتها على لبنان كما فعل أمس حيال التطورات المفاجئة المتصلة بالمحاولة الاخيرة لاستدراك ضربة أميركية لسوريا. ذلك ان المشهد الداخلي بدا على كثير من الترقب والحذر وسط شلل تام في حركة الاتصالات السياسية التي تبدو معلقة الى حين جلاء مصير التطورات المتعلقة بسوريا علما ان ذلك لم يحجب استمرار الهاجس الامني وتقدمه واجهة الاهتمامات من دون أي منازع.

وبينما يتوقع ان تحمل الساعات المقبلة طلائع بلورة مواقف الافرقاء الرئيسيين من التطورات السورية وانعكاساتها على الجمود الداخلي علمت “النهار” ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان يتابع التطورات الداخلية على ان تتبلور الامور خلال اليومين المقبلين تمهيداً للخروج من حال الشلل السياسي الذي تمر به البلاد وخصوصاً على صعيد تأليف الحكومة. ورأت أوساط مواكبة ان التمهل الذي يحكم الحركة الاميركية حيال الملف السوري في ما استجد من طروحات تتعلق بالملف الكيميائي يعطي فرصة جديدة للاتصالات الداخلية علها تثمر نتائج ايجابية علما ان صيغة الثلاث ثمانات لتشكيل الحكومة لم تحظ بموافقة “حزب الله” مما يطرح خيارات أخرى منها حكومة حيادية مصغرة ولأشهر قليلة. ويستعد الرئيس سليمان هذا الشهر للسفر الى نيويورك حيث يعقد مؤتمر مهم لدعم لبنان في مواجهة اعباء النزوح السوري الى اراضيه.

بيد أن جولة جديدة حادة من التساجل بين “حزب الله” وقوى 14 آذار أعادت رسم المأزق المستفحل في شأن الازمة الحكومية مما يستبعد معه اي تحريك لهذا الملف قبل جلاء الغموض المتعاظم حيال الازمة السورية.

واسترعى الانتباه في هذا السياق تصاعد الحملة التي يشنها الحزب على 14 آذار والتي انطلقت خصوصا من بيان “كتلة الوفاء للمقاومة” الاسبوع الماضي. وقد صرّح أمس وزير الدولة للشؤون الادارية محمد فنيش “أن جماعة 14 آذار ومن يقف وراءهم من قوى اقليمية أو دولية لا يستطيعون ان يتجاوزوا المعادلة السياسية القائمة”. وقال: “البعض يضع هذا الشرط ثم شرطا آخر ثم يتخلى عنه ليقدم نفسه بايجابية ويقول إننا قبلنا بمشاركة حزب الله في الحكومة. فمن أنت لكي تفرض شروطك ومن أعطاك هذا الحق”. واتهم قوى 14 آذار بعرقلة تشكيل الحكومة وتعطيل مجلس النواب.

في المقابل، اتهم مصدر بارز في قوى 14 آذار “حزب الله” بأنه “يخضع حلفاءه أنفسهم لأمر عمليات أسقط بموجبه المحاولة الاخيرة المتقدمة لتشكيل الحكومة” التي بذلها الرئيس المكلف تمام سلام بالتعاون مع الرئيس سليمان . وقال هذا المصدر لـ”النهار”: “لماذا لا تتساءلون عن سر السياحة الطويلة التي يقوم بها الرئيس نبيه بري في ايطاليا؟ واين العماد ميشال عون من التحديات الضخمة التي يرتبها أي تورط اضافي لـ”حزب الله” في الرد على ضربة محتملة لسوريا فيما لم تترك له سوى ملهاة معركة التلزيم المعلق لشركات النفط ؟ واين سائر الشركاء فيما يمضي “حزب الله” في تنفيذ الخطوات الامنية والعسكرية السرية والمعلنة في مناطق نفوذه لتشديد قبضة امنه الذاتي ناهيك بالمناورات القتالية في الجنوب والبقاع الشمالي؟”. واعتبر المصدر أن الحزب “يتولى حصريا الان أمر العمليات السياسي والامني ويوزع الادوار الفرعية على حلفائه ولن يدع أي امكان لتشكيل حكومة جديدة أو احداث أي تغيير في الازمة الداخلية”.

وفي مواكبة للتطورات، أجرى رئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة مشاورات مع عدد من قيادات قوى 14 آذار شملت أمس الرئيس امين الجميل والنائب بطرس حرب ومنسق الامانة العامة لقوى 14 آذار على أن تتوسع دائرة المشاورات تحضيراً لمواجهة الاستحقاقات الداخلية على كل المستويات بدءاً بالملف الحكومي مروراً بالأوضاع الأمنية وصولاً الى الأحوال الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.

السابق
فابيوس: اقتراح روسيا في شان الاسلحة الكيميائية السورية “يمكن قبوله بثلاثة شروط”
التالي
اللواء: الإجراءات الأمنية ثابتة ميدانياً