حسني مبارك وصدام حسين وإيران

حسني مبارك
عندما قامت الحرب الأهلية اللبنانية في الثمانينيات شارك فيها جميع طوائف لبنان، وقد كانت فتنة حقيقية لكن عندما يخرج حسن نصرالله بعد تفجيرات الضاحية الجنوبية ليتحدث عن الفتنة ثم يتوقع تفجيرات مماثلة في مناطق سنية حصرا فهذا يعني الكثير، لماذا اتهم حسن نصرالله إسرائيل وتجاهل الجهة التي أعلنت مسؤوليتها عن تفجيرات الضاحية؟ طبعاً ليبرر لنفسه أعمالا إرهابية قادمة سينفذها هو وحزبه تحت شعار المؤامرة الإسرائيلية في لبنان وذلك بعد أن أصبحت إسرائيل شماعة لهؤلاء، لو أرادت إسرائيل أن تبث الفتنة في لبنان لما اختارت الطائفتين الشيعية والسنية حصرا، بل كانت اختارت أيضا المسيحيين والدروز، لكن حسن نصرالله كشف عن نواياه بزلة لسان عندما تنبأ بتفجيرات مماثلة في مناطق سنية حصرا على طريقة حليفه النظام السوري الذي أرهق السوريين بتفجيراته المصطنعة ليتهم الثورة بالإرهاب، وها هو نصرالله يمارس انتقامه تحت شعار الفتنة في لبنان ويتهم إسرائيل.

التعاون بين نظامي حسني مبارك وصدام حسين بلغ ذروته في ثمانينيات القرن الماضي وذلك لإدامة الحرب العراقية ـ الإيرانية، إذ بلغ عدد المصريين في العراق أكثر من مليوني مصري، وكان العراقيون منهمكين في محاربة إيران آنذاك، وكما كان يقول نظام صدام إنهم يحمون البوابة الشرقية، وكان أجدر بهم حماية أعراض الفتيات الكرديات لأنهن كن أيضا عراقيات، كما يدعون، وليس بيعهن مثل جاريات عصر الجاهلية، وما تفعله جبهة النصرة الإرهابية في سورية هذه الأيام من جرائم وقتل ضد الشعب الكردي وأخذها النساء الكرديات هو امتداد لتلك الأفكار الخبيثة والمريضة التي تعتبر الأكراد كفارا ويجب إهدار دمهم وأخذ مالهم ونسائهم كغنيمة حرب.

إنها العبقرية والإبداع التي حولت الأمم إلى أدوات يعتقد الإنسان أنه المتحكم بالجهاز بينما الشبكة هي التي تتحكم به وتفرض الاتصال والتواصل أو تتحول إلى فريسة للجهل والتخلف والنسيان، شبكة من الاتصالات حولت الإنسان الى كائن واحد في عالم افتراضي يستفيد ويفيد تماما كنظام الجسم البشري الذي يتكون من تريليونات الخلايا التي تعمل من اجل هدف واحد ومحدد تفيد وتستفيد لبقاء الكائن في السابق خلية واحدة ضعيفة ومسلوبة الإرادة ومحدودة البقاء، فحينما انقسمت وعاشت في أجسام استطاعت تكوين جيش داخل جسم يفيد ويستفيد والآن أصبحت تريليونات الخلايا داخل الجسم تستفيد من ترابط الأجسام لتزيد فرصها في البقاء، الفائدة من ربط أعداد هائلة من البشر في شبكة واحدة تزيد فرص البقاء تماماً كما فعلت الخلايا حينما أتحدث، سيشهد العالم تطورا سريعا لم يشهد تاريخ البشرية له مثيلاً.

السابق
أين قاسم سليماني قائد فيلق القدس؟
التالي
قتيلان بتظاهرات الإخوان في مصر