الجمهورية: مبادرة أوروبية من ثلاث نقاط واكبت قمّة العشرين

ظلّت الأزمة السورية الحدث ومحور الحراك الدولي السياسي والديبلوماسي، شخصت أنظار العالم إلى قمّة العشرين في سان بطرسبرغ، وما يمكن أن يصدر عنها وعن اللقاءات المهمة التي يمكن أن تنعقد على هامشها، وذلك في محاولة لمعرفة المسار الذي سيسلكه الوضع السوري في قابل الأيام، بعدما أجازت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي الضربة العسكرية التي قرّرتها واشنطن ضد نظام الرئيس بشّار الأسد، فيما برزت مبادرة أوروبية في اتجاه الروس يُتوقع أن يتبلور مصيرها قريباً.
ومع أنّ قمّة العشرين تنعقد على وقع الخلاف الأميركي ـ الروسي واستمرار الانقسام الدولي حيال الضربة المقرّرة ضد النظام السوري، ولئن كانت اعمالها مخصصة للمواضيع الإقتصادية، فقد فرضت الأزمة السورية نفسها على المناقشات المسائية، في وقت لم يظهر في الافق بعد ما يشير الى احتمال انعقاد لقاء على هامشها بين الرئيسين الاميركي والروسي باراك اوباما وفلاديمير بوتين.

مبادرة حلّ؟!
وكشفت مصادر ديبلوماسية أوروبية لـ”الجمهورية” أنّ مبادرة أوروبية ستطرح على هامش أعمال القمّة، وُصفت بأنّها مبادرة “الساعة الأخيرة” لحلّ الأزمة السورية. وقالت إنّ اتصالات جارية عبر القنوات الديبلوماسية الرفيعة المستوى بين الأوروبيين والروس لإقناع موسكو بحلّ من ثلاث نقاط:
أوّلاً، إستقالة الرئيس بشّار الأسد في خلال ثلاثة أشهر.
ثانياً، إختيار شخصية من النظام لترؤّس حكومة انتقالية.
ثالثاً، الذهاب الى مؤتمر جنيف ـ 2.

وقالت هذه المصادر “إنّ الديبلوماسية الأوروبية تبذل جهداً حثيثاً لإقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهذا الحلّ، فإذا وافق عليه لا يظهر في موقع المدافع عن استخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين، وتُنقذ بالتالي سوريا من الضربة العسكرية وما سيستتبعها من خراب ودمار، وفي الوقت نفسه تُنقذ صدقية المجتمع الدولي الذي لا يستطيع التراجع في هذه المسألة الحسّاسة”.
لكنّ مصادر مراقبة أكّدت وجود شكوك لدى المعنيين في إمكان نجاح هذه المبادرة لاستحالة قبول الأسد بها. علماً أنّ وزير الخارجية السورية وليد المعلم سيزور موسكو الإثنين المقبل بالتزامن مع بدء الكونغرس الأميركي جلساته للتصويت على قرار الضربة العسكرية.
وسط هذه التطوّرات، يجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي اليوم وغداً في فيلنيوس، في محاولة للتوصل الى موقف مشترك حول تدخّل عسكري في سوريا. وأفاد ديبلوماسي اوروبي انّ فرنسا باتت معزولة وسط نظرائها بسبب تصميمها على ضرب نظام الأسد، فيما تراجعت بريطانيا بعد تصويت برلمانها برفض أيّ عمل عسكري.

السابق
الأخبار: الحكومة إلى ما بعد العدوان والحريري يرفض عرضاً جنبلاطياً
التالي
الحياة: سليمان يحذر من أخطار الانقسام الأعمى والرهانات الخاسرة على ما يجري في سورية