«التشاوري الشيعي» و «سيدة الجبل» : الخوف على الكيان

اجتماع مسيحي شيعي
عندما تستباح الدولة يزول الصمغ الذي يقيم اللحمة بين المكونات اللبنانية ، وعندما يزول هذا الصمغ ، سواء بالامن والسياسة والعلاقات الاقليمية وتسقط الدولة ، نفقد اللحمة المطلوبة لاستمرار الكيان .

تثير الاجتماعات المشتركة بين  «لقاء سيدة الجبل» و«اللقاء التشاوري الشيعي» وآخرها قبل يومين ، أسئلة كثيرة عن توقيتها وأهدافها. والاهم عن مدى جديتها في الوصول الى قاسم مشترك وطني في ظل الانقسام الحاد الذي يشهده لبنان .

عضو اللقاء التشاوري الشيعي لقمان سليم الذي شارك في الاجتماع الاخير مع لقاء “سيدة الجبل” ، أكد لـ”جنوبية” أن الاجتماع ليس مرتبطا بحدث معين او بتوقيت ما ، فاللقاءات مع “سيدة الجبل ” قائمة ومستمرة منذ فترة طويلة وما أملى الاعلان عن الاجتماع الاخير ارتفاع منسوب الاحساس بالحاح اللحظة وخطورتها . فالمنعطف اللبناني والاقليمي يفرض التنبه الى كل ما يحمله من تداعيات ومخاطر. ولا أتحدث عن تفصيل أو جزئية، مثل متفجرة هنا او حاجز هناك ، وانما عن خوف متزايد عبرنا عنه بلطف في البيان وأسميناه “تقلص المساحات المشتركة” بين القوى والاطراف .

وهل هو خوف على الكيان ؟ أكد سليم أن الخوف على الكيان موجود فعلا ، لانه عندما تستباح الدولة يزول الصمغ الذي يقيم اللحمة بين المكونات اللبنانية ، وعندما يزول هذا الصمغ ، سواء بالامن والسياسة والعلاقات الاقليمية وتسقط الدولة ، نفقد اللحمة المطلوبة لاستمرار الكيان ، ولا يمكن التعويض عن ذلك الا بصمغ جديد نحاول مع شركاء آخرين صناعته وصيانته .

وعن تشبيه اللقاء مع ” سيدة الجبل ” بتفاهم 6 شباط جديد ، اي لقاء ماروني شيعي بديل ، قال سليم : لا اعتقد ان كل الشركاء نضجوا كفاية لاقامة اي تفاهم من اي نوع . وبالتأكيد لسنا في وارد بناء محور ماورني شيعي ، ولكن بما اننا سمعنا هذا الصوت الماروني ، ونسمع تاـتأة لدى آخرين ، ولم تتحول الى صوت بعد ، فاننا ننفتح على الجميع ، شرط ان يكون هذا الجميع من أصحاب الخطاب الوطني اللبناني حيث لا مصلحة تعلو على المصلحة اللبنانية العليا .

وهل من خلاقات أو نتؤات مع لقاء “سيدة الجبل” تؤخر العمل المشترك ؟ قال سليم : هناك اختلاف على بعض الجزئيات والاولويات . فلكل منا تحدياته الخاصة داخل بيئته الطائفية . وبالاصل نحن لا نقوم بعمل اندماجي . لذا يتوجب علينا توضيح الامور وتحديد أوجه الخلاف  وليس الاتفاق الكامل على كل شيء .

وعن تداعيات الحدث السوري . قال سليم : الحدث السوري يرمي بثقله داخل سوريا وداخل لبنان . وهو لا يقف على نقطة المصنع او العريضة ، وانما هو في القلب اللبناني . ولا يمكن الفصل بين دمشق وبين بيروت أو بغداد … فالكيلومترات  قد تبعد الخوف الامني ولكن الخوف السياسي عابر للحدود . من هنا قلقنا وخوفنا على الكيان من تداعيات النار السورية التي صارت عندنا .

وعن آفاق اللقاءات مع المكونات اللبنانية الاخرى ، أكد سليم أن التواصل قائم مع مجموعات مختلفة . وحتى داخل الطائفة الشيعية هناك تواصل مع مجموعات عدة وان كانت لم تفصح عن هويتها الشيعية . المهم انها موجودة حتى لو لم تحمل اسما حتى الآن .

يذكر أن أخر اجتماع بين “لقاء سيدة الجبل” و”اللقاء التشاوري الشيعي”، عقد يوم الثلاثاء الماضي  في مكتب عضو “التشاوري” يوسف الزين، وحضره صلاح حنين، شوقي داغر، فارس سعيد، بهجت سلامة، سمير فرنجية وكمال اليازجي عن “سيدة الجبل” وراشد حماده، خليل الخليل، يوسف الزين، لقمان سليم، إبراهيم شمس الدين، منى فياض، محمد مطر وغالب ياغي عن “التشاوري

وأوضح بيان لـ”التشاوري” أن “الإجتماع يأتي بعد عدد من اللقاءات التحضيرية، وفي ظل التطورات الكبيرة التي تشهدها المنطقة وتتردد أصداؤها في لبنان، وأمام التقلص المتسارع للمساحة المشتركة بين اللبنانيين، سواء تحت تأثير تلك التطورات أو بفعل ما تراكم خلال السنوات الماضية من إخفاقات لبنانية ـ لبنانية”.

أضاف: “بعد مراجعة متأنية للكليات التي يجتمع عليها الطرفان والتي عبرت عنها الوثيقة الصادرة أواخر تموز الماضي عن الخلوة التاسعة للقاء سيدة الجبل تحت عنوان “مبادرة مسيحية من أجل سلام لبنان”، والوثيقة الصادرة، مطلع حزيران الماضي، عن التشاوري الشيعي تحت عنوان “مبتدآت ومواقف، لبنانيون شيعة يخاطبون اللبنانيين”، وبعد نقاش مستفيض في بعض الجزئيات، واستعراض موسع للتحديات التي يواجهها لبنان، وما ترتبه هذه التحديات من مسؤوليات ملحة ليس لأحد من اللبنانيين أن يتنصل منها، اتفق الفريقان على تفعيل التواصل بينهما، وعلى توسيع دائرته، ودائرة المشاركين فيه، ليشمل كل الذين يشاطرونهما هذا التشخيص، سعيا إلى بلورة خريطة طريق لبنانية جامعة”.

السابق
الضاهر: السيارتان المفجرتان بالرويس وطرابلس فخختا في سوريا
التالي
تجار صيدا قطعوا الطريق في ساحة النجمة احتجاجا على الخطة الامنية