نحاس: لبنان لن يكون ممرا لضرب سوريا الازمة السورية ستطول

نقولا نحاس

اعرب وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الاعمال نقولا نحاس عن تخوفه على لبنان “جراء الانقسام الداخلي الحاصل، لان العواصف تبحث عن المكان الاضعف للدخول اليه، وربما يكون لبنان هذا المكان الاضعف بعد سوريا”، متمنيا على اللبنانيين “الوقوف وقفة ضمير واعادة النظر بالمواقف السابقة لان المشهد تغير”.

ورأى في حديث الى “صوت لبنان” 100,3 ان “الضربة لن تكون لسوريا وانما لعنوان السلاح الكيماوي المحرم الذي يجب ان يعالج كي يتم ضبطه لاحقا في اي مكان من العالم”.

وقال: “لأن السلاح الكيماوي استعمل في سوريا، فستكون الضربة هناك، وليس للتدخل بالمعادلات السورية القائمة وفق المنهج المتبع حاليا”، مؤكدا ان “الازمة السورية ستطول وتشعباتها ستصبح اكثر سوءا”.

ونصح نحاس الفرقاء اللبنانيين بألا يتدخلوا في الشأن السوري، معربا عن اصراره على النأي بالنفس لانه الوحيد الذي يحمي لبنان واللبنانيين. وقال: “الخطأ المميت عند اللبنانيين هو عندما نتدخل مباشرة أو مداورة بالشأن السوري والنأي بالنفس يعتبر الطريق الاسلم لشعب لبنان”.

ولفت الى ان “تأليف الحكومة دخل مرحلة جديدة بعد دعوة رئيس الجمهورية الى حكومة جامعة”، ملاحظا خطوات شائكة كبيرة في هذا الموضوع.
وقال: “ان ثمة توافقا اليوم منطقيا وعقلانيا لحكومة جامعة ومعظم اللبنانيين يهمهم حكومة جامعة، وانا ضد حكومة تشمل الجميع لانها تلغي دور مجلس النواب، لكن في فترات الازمات تقوم حكومة وحدة وطنية وهذا هو وضعنا اليوم”.

واعتبر ان “تجربة الحكومة السابقة غير مشجعة”، الا انه رأى ان الحكومة التزمت النأي بالنفس وان كانت هناك بعض المكونات التي لم تتخذ هذا المنحى الا ان ذلك لم يؤثر على دور الدولة.

وقال نحاس: “بيكار الانغماس اللبناني في الآتون السوري توسع، ومن هنا النداء بالعودة الى النأي بالنفس لحماية لبنان وشعبه”.

ووصف بعض تصاريح وزير الخارجية عدنان منصور بأنها خارج المألوف وخارج السياسة العامة، لكنه لم يتخذ أي قرار خارج اطار الدولة.

وشدد على ان “حوار الدم دفع رئيس الجمهورية الى لم الشمل عبر الدعوة الى حكومة جامعة، والكل اليوم يعمل في هذا المنحى، مما يعني نقل الحوار من الشارع الى الطاولة”.

وحذر من ان “عدم تأليف الحكومة بالسرعة المطلوبة يعني الذهاب باتجاه الانتحار”، مشددا على ان “الرئيس ميقاتي يدعم بشكل مطلق الرئيس المكلف تمام سلام”.
وقال:”نحن بحاجة لتسوية تاريخية وعودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان يجب الا تطرح من هذه الزاوية لانه ابن البلد”.

وإعتبر أن “النائب وليد جنبلاط يقرأ جيدا ويتغاضى عن الأنا ويتموضع وفق مصلحة البلد لتجنيبنا الأزمات ويتعالى عن كثير من قناعاته الأساسية للوصول إلى شاطىء يحمي اللبنانيين، فيجب أن نشكره لأن تموضعه يحفظ الاستقرار”.

وجزم نحاس بأن العلاقة بين الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي جيدة بغض النظر عن الاختلاف في قراءة بعض الامور وتفسير التشريع في ظل حكومة تصريف أعمال.
واكد ان “حكومة جامعة على اساس اعلان بعبدا هي الطريق للملمة الوضع في لبنان”.

وتوقع الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء لاسيما في ظل الطلب لتعزيز الاجهزة الامنية وهذا موضوع قيد البحث بين رئيس الجمهورية وحكومة تصريف اعمال، داعيا الى انتظار جهود تأليف الحكومة بعد نداء رئيس الجمهورية قبل الاقدام على اي خطوة.

وردا على تهديد وزير الطاقة جبران باسيل بتأجيل مناقصة التنقيب عن النفط اذا لم تنعقد الحكومة قال: “العملية غير متوقفة عند اسبوع او اسبوعين، والافضل ان تلتزم الحكومة المقبلة بها لانها تحتاج الى امد طويل ولن ندخل في خطر داهم اذا ارجأناها بعض الوقت”.

واكد ان اللبنانيين غير مستعدين لعرقنة الوضع اللبناني، وما رأيناه بعد التفجيرات يؤكد انهم يتمسكون بالسلم الاهلي ويرفضون التقوقع عبر امن ذاتي.

ودق نحاس ناقوس الخطر في ما خص النازحين السوريين، معلنا الا تجهيزات ولا امكانيات كافية لخدمة هؤلاء، مشيرا الى ان الموضوع يعالج بكل جدية وصبر وحكمة رغم الاختلافات في وجهات النظر بين بعض الفرقاء من القضية.
وسأل:”هل من امكانية لاقفال الحدود او الترحيل؟”، كاشفا عن ضوابط كبيرة توضع على الحدود من قبل الامن العام وهذا الموضوع بدأت تتضح مفاعيله.

ورفض نحاس عمليات الخطف لاي سبب كان، ووصف التعديل في حركة الملاحة بالظرفي، مؤكدا ان “لبنان لن يكون ممرا لضرب سوريا وهذا موقف تتشبث به الحكومة”.

وعن الوضع الاقتصادي، قال نحاس: “بالمبدأ من الطبيعي ان يكون للهيئات الاقتصادية موقف بعدما وصلت الامور الى هذا الدرك من التعثر في السياسة، ولكن موقفها المفاجئ بالاضراب يتعب الجسم لاسيما ان لا آذان صاغية لدى السياسيين”.

وفي موضوع سلسلة الرتب والرواتب، اوضح نحاس ان “من واجب مجلس النواب ان يدرس الملف ويتشاور مع الحكومة اذا كانت لديه افكار اخرى لان الحكومة مسؤولة عن التطبيق والتنفيذ، وآمل من رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان فتح النقاش مع الحكومة عند الانتهاء من درس السلسلة، لان الموضوع يجب الا يكون خارج الاتفاق مع الحكومة”، داعيا كنعان الى عدم “التشاطر” علينا، مشيرا الى ان “الحكومة وضعت بشكل دقيق اسس تمويل السلسلة.

السابق
مصدر أمني سوري: نتوقع الضربة العسكرية في أي لحظة وجاهزون للرد
التالي
جنبلاط: المرحلة التي نمر بها تتطلب التوقف عن السجالات والمناكفات الداخلية