بعلبك : بلطجة حزبية ومذهبية باسم الامن الذاتي

قلعة بعلبك
بعلبك وجوارها مستباحة بالحواجز وباجراءات الامن الذاتي ، وحتى القوى الامنية الرسمية تمر على هذه الحواجز وتخضع للتفتيش . وهذا مشهد مأساوي يتكرر كل يوم في المنطقة .

مع تشديد اﻻجراءات اﻻمنية لحزب الله في مختلف المناطق ، تزايدت اﻻشكاﻻت مع المواطنين الذي بدأوا برفع الصوت على ما يعتبرونه أعمال بلطجة حزبية تمارس بذريعة الحفاظ على اﻻمن . وفي مدينة بعلبك ومحيطها بالتحديد ﻻ يكاد يمر يوم من دون اشكال بين اﻻهالي وحواجز حزب الله ، وكاد أحد هذه اﻻشكاﻻت ان يؤدي الى فتنة مذهبية في المدينة .

وأكد رئيس بلدية بعلبك السابق غالب ياغي لـ”جنوبية ” أن أبناء المدينة ضاقوا ذرعا باﻻمن الذاتي الذي يمارسه حزب الله وقد أصدر “اللقاء الشعبي ﻻبناء بعلبك الهرمل” بيانا عرض فيه هذه المسألة .فأكد أن حزب الله حل فعلا محل الدولة وتولى اﻻمور بيده ، وهذا ما يرفضه اﻻهالي . فالممارسات الحزبية على الحواجز باتت ﻻ تطاق ، وخصوصا ان المسلحين فيها هم غرباء من خارج المدينة وﻻ يعرفون اهلها . ومن الطبيعي ان يحتج المواطن البعلبكي على سؤاله المتكرر عن هويته أو عن أشياء أخرى كلما اراد التنقل داخل مدينته .

اضاف : وردني اتصال من بلدة نحلة عن اشكال كبير وقع هناك . والمصيبة انه وقع مع الجيش اللبناني الذي أراد اقامة حاجز هناك بطلب من عناصر حزب الله ومرافقتهم .فلو كانت القوى الرسمية هي التي تقوم باﻻجراءات لتقبل الناس ذلك ، ولكن أن يتم بذلك باوامر حزبية ، فهذا غير مقبول البتة .

كما وقع اشكال أكثر خطورة مع شيخين من الطائفية السنية الكريمة عند وصولهما في سيارة مع عائلتيهما الى حاجز لحزب الله عند المدخل الشمالي للمدينة . فجرى توقيفهما وأراد المسلحون تفتشيهما فحصلت مشادة ، تحولت لاحقا في المنطقة الشمالية من بعلبك الى استنفار واطلاق نار بغزارة ، وخصوصا ان الحزب اراد ان يقيم نقطة ثابتة هناك . ولم تنته القضية الا بذهاب رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك على رأس وفد علمائي لزيارة مفتي بعلبك والهرمل معتذرا . وقد أكد المفتي أننا نتحمل حواجز التفتيش حتى لا تهدر نقطة دم واحدة ولكن يجب أن ننسق فيما بيننا لنحمي البلد جميعا .

بدوره أوضح الشيخ عباس يزبك لـ”جنوبية ” طبيعة الاشكال الذي حصل في بلدة نحلة المجاورة لعرسال والحدود اللبنانية السورية . وقال : الاشكال وقع بين الاهالي والمزارعين وبين قوة من الجيش مؤلفة من حوالى خمسين عنصرا اقفلت الطرقات المؤدية الى البساتين وقطعت ارزاق الناس. وهذا ليس الاشكال الاول مع الاهالي اذ بوجود الحواجز الحزبية المسلحة كثرت اعمال البلطجة للاسف .

أضاف : هذه المنطقة حافظت على وضعها الطبيعي مع الجوار في عرسال او الحدود مع سوريا، رغم كل الاوضاع الامنية الصعبة التي يمر بها لبنان . وما حصل قبل يومين ان قوة الجيش بامرة نقيب حضرت الى المكان تقودها مجموعة من مسلحي حزب الله ، ومعهم جرافة ، وبدأوا باقفال الطرقات الى البساتين . فاحتج اصحابها للنقيب في الجيش ، مشيرين الى ان العناصر الحزبية التي تطلب قطع الطرقات تابعة لايران وتقبض رواتبها منها ، ومن المفهوم ان ينفذوا اجراءات مضرة بالناس وفقا للاوامر المعطاة لهم . ولكن ما ليس مفهوما ولا مقبولا ان تقوم بذلك عناصر رسمية تابعة للدولة. واذا كان ذلك يتم بحجة الاجراءات الامنية فهل يجوز انه بسبب تورط البعض في القتال في سوريا ان نتحمل نحن تبعات سياساته وشعوذاته .

وتابع يزبك : أصرت القوة العسكرية على اقفال الطرقات الى البساتين . علما ان الذريعة المعطاة هي منع التهريب من والى سوريا ، ولكن هل يعقل ان يتم هذا المنع باقفال طرقات داخل الاراضي اللبنانية بعمق 15 كيلومترا فيتم القضاء على ارزاق الناس .

اضاف : المشهد المقزز هو ان نشاهد قوة عسكرية رسمية بامرة حزبية . ولو جاء حزب الله بعناصره لاقفال هذه الطرقات لكان الاهالي تصدوا لهم . ولكن عندما يـأتون بالجيش ليقوم بذلك فان المقصود منه القضاء الى آخر ما تبقى من ايمان لدى الناس بالدولة . وهذا ما يحقق الغاية الحزبية بفرض الهيمنة المطلقة والنهائية .

من هنا نرفع الصوت للمسوؤلين ونقول لهم ان بعلبك وجوارها مستباحة بالحواجز وباجراءات الامن الذاتي ، وحتى القوى الامنية الرسمية تمر على هذه الحواجز وتخضع للتفتيش . وهذا مشهد مأساوي يتكرر كل يوم في المنطقة .

السابق
من يقف وراء الحملة على مخيم عين الحلوة
التالي
ليبرمان: لا مصلحة لحزب الله بإستفزازنا ولا مصلحة لنا بالتدخل بسوريا