وإسرائيل كانت تعلم مسبقاً

وفقاً لمعلومات استخبارية مسبقة، كانت تمتلكها، استعدت إسرائيل، أمس، وأول من أمس، لتلقّي صليات صاروخية، كانت تعلم أن نشطاء من «الجهاد العالمي» سيطلقونها باتجاه المستوطنات الشمالية. وكما بدا أمس من التصريحات والمواقف السياسية والعسكرية والإعلامية، وأيضاً العملانية، أدركت إسرائيل مسبقاً الهدف من وراء إطلاق الصواريخ: محاولة من «الجهاد العالمي» لتسجيل نقاط على حزب الله وإحراجه، واستدراج رد إسرائيلي ضده، على أمل أن يتدحرج الرد الى تصعيد أمني واسع على الحدود مع لبنان.

الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، العميد يؤاف مردخاي، أشار الى وجود معلومات استخبارية مسبقة، كانت في حوزة إسرائيل، الأمر الذي دفع المؤسسة العسكرية إلى الاستعداد المسبق، وقال إنه «بناء على معلومات عملياتية واستخبارية، وبناء على تقدير للوضع، قمنا بالاستعداد المسبق، ونشرنا منظومة القبة الحديدية في منطقة حيفا والشمال». ورغم تأكيد مردخاي أن «إسرائيل لن تتحمل أي اضرار بمواطنيها وستعمل على الرد في المكان والزمان المناسبين»، إشار الى توقع بأن تعمل الحكومة والجيش اللبنانيان على منع اطلاق الصواريخ مستقبلاً، وأكد أن «الجيش الاسرائيلي عمل بمسؤولية مقابل الفوضى في الطرف الآخر».
ونقل موقع «واللا» الاخباري العبري على الانترنت ان الاستعدادات الاسرائيلية المسبقة كانت مبنية على انذار استخباري، وصل في الأيام القليلة الماضية الى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، اللواء افيف كوخافي، ونقلها الى الجهات المعنية في الجيش، الأمر الذي استتبع نشر منظومة قبة حديدية ثانية في منطقة الشمال، اضافة الى منظومة أخرى كانت موجودة هناك قبل شهر.
وكانت التصريحات الاسرائيلية حريصة على التأكيد أن تل ابيب غير معنية بأي تصعيد امني، ولن تنجرّ الى مواجهة عسكرية مع لبنان، بل حرصت على نفي وتكذيب كل التقارير التي تحدثت عن استهداف الجيش الاسرائيلي لمصادر اطلاق الصواريخ في الأراضي اللبنانية، مع تأكيد بأن الحادثة موضعية ونقطوية، ولن تتسبب بأي تصعيد، بل حرص بيان صادر عن الجيش الاسرائيلي على الإشارة الى ان «الحادث من منظوره العسكري قد انتهى».
رغم ذلك، حرصت القيادة السياسية في تل ابيب على تسجيل موقف يرتبط، كما يبدو، بالمرحلة المستقبلية، وإمكان تكرار استهداف المستوطنات انطلاقاً من لبنان، اذ هدد رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، باستهداف الجهة التي قامت بإطلاق الصواريخ، رابطاً الحادثة بمسائل الأمن الجاري، والعمل الاسرائيلي المتواصل على مواجهة وإحباط التهديدات، وقال ان «اسرائيل تعمل على جميع الجبهات، سواء في الشمال (مع سوريا ولبنان) أو في الجنوب (مع قطاع غزة وسيناء المصرية)، من أجل حماية سكان إسرائيل من هكذا هجمات».
وفي حين لاذ وزير الدفاع الاسرائيلي، موشيه يعلون، بالصمت، أكد وزير المواصلات، يسرائيل كاتس (الليكود)، أن «المسألة خطيرة جداً، لكننا لن نسمح بفتح جبهة على الحدود الشمالية»، مشيراً في حديث مع القناة الثانية الى ان «اسرائيل تدرك كيف تتدحرج الأمور، اذ تبدأ المسألة مع منظمة هامشية، ومن ثم مع منظمة كبيرة، علماً بأننا لا يمكن ان نصبر حيال اطلاق الصواريخ على اراضينا»، وأكد مسؤولية الحكومة اللبنانية، التي عليها ان تعمل على منع تكرار ما حصل «وإلا فإننا سنضطر الى العمل بأنفسنا».
وأشارت الاذاعة العبرية الى ان رئيس اركان الجيش الاسرائيلي، بني غانتس، ترأس جلسة مشاورات امنية لتقييم الوضع، بمشاركة من شعبة الاستخبارات وسلاح الجو وقيادة المنطقة الشمالية، من دون ان ترشح اي قرارات او توصيات. الا ان مصادر عسكرية أكدت ان «الحادثة» استثنائية ومحدودة، ودعت الاسرائيليين الى استئناف روتينهم اليومي.
ورغم البيان الصادر عن الجيش، الذي أكد بداية ان اربعة صواريخ اطلقت من لبنان باتجاه الاراضي الاسرائيلية، ثلاثة منها سقطت في لبنان واعترضت منظومة القبة الحديدية الصاروخ الرابع، عاد الناطق الرسمي باسم الجيش، يؤاف مردخاي، للتأكيد لاحقاً أن صاروخين سقطا داخل مناطق سكنية في احدى المستوطنات، وجرى اعتراض صاروخ ثالث، مع اغفال مكان سقوط الصاروخ الرابع. وجاء «التصحيح» بعدما بثت قنوات التلفزة العبرية مشاهد عن دمار لحق بأبنية وسيارات في مستوطنة «غيشر هزيف»، الواقعة الى الشمال من مدينة نهاريا في الجليل الغربي.

السابق
يقفز هرباً من نكد حبيبته
التالي
كتائب عبدالله عزام تتبنى العملية.. واسرائيل ترد