مسؤولان عن تفجير الضاحية

قبل ان يتورط “حزب الله” بهذا الشكل الكثيف في سوريا، كانت التهديدات الارهابية للبنان اقل. هذه حقيقة لا يراد منها تبرير ما حصل في الضاحية، ولا التقليل من هول الجريمة التي طاولت مدنيين من بيئة الحزب، بل يراد منها الاضاءة على المسؤوليات الحقيقية، حتى لو لم تعجب البيئة المعنية او حزبها.

 

عام 2006 أشعل “حزب الله” حرباً لبنانية – اسرائيلية عند قيامه بعملية خلف “الخط الازرق”، وكان سبق العملية تحذيرات مبنية على معلومات تم ابلاغها الى الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله شخصياً، على اساس انه سبق للحزب ان قام بعملية على الخط نفسه قبل عملية 12 تموز بنحو شهرين ونيف. يومها تبلغ نصرالله رسائل من عواصم كبرى تبلغه ان اي عملية تحصل على الحدود سوف تكون شرارة لحرب مع اسرائيل. وقد تزامن هذا الامر مع حديث جرى بين نصرالله وبعض القادة اللبنانيين على طاولة الحوار الوطني في مجلس النواب، وسماعه قلقا لبنانيا مبنيا على معلومات مصدرها عربي واوروبي مضمونها مماثل لمضمون الرسائل الي تبلغها نصرالله من عواصم كبرى، وفي مقدمها باريس التي كلفت سفيرها آنذاك بالمهمة.

وفي 12 تموز قام “حزب الله” بعملية خلف “الخط الازرق” وكان ما كان: الف وثلاثمئة قتيل وآلاف الجرحى، وخسائر في الممتلكات العامة والخاصة ولا سيما البنى التحتية قدرت بأكثر من عشرة مليارات دولار، فضلاً عن خسائر في الحركة الاقتصادية بلغت خمسة مليارات دولار جراء تراجع الاستثمارات، وتخريب الموسم السياحي. وبعدها خرج السيد نصرالله ليعلن في موقف اول انه “لو كان يعلم ما سيكون لما دخل المعركة”، تلاها موقف ثان باعلانه “النصر الإلهي”، وموقف ثالث باعلانه الحرب المفتوحة على الداخل متهما الاستقلاليين بشتى صنوف الاتهامات والتخوين.

في الفصل الحالي للازمة اللبنانية، بدأ تورط “حزب الله” في الحرب ضد الثورة السورية منذ اليوم الاول لاندلاعها.

وعندما تورط “حزب الله” في سوريا واجتاح قرى وبلدات ومدنا، فتح على نفسه وعلى بيئته التي قام بعضها يوزع البقلاوة احتفاء باجتياح القصير. فقبل التورط الميداني للحزب في سوريا، وعلى رغم كل الاحقاد التي زرعها في الداخل اللبناني مع البيئات الاخرى، لم يكن هناك تهديد امني يرقى الى التهديد الامني الراهن. فالصواريخ سقطت على البقاع الشمالي والضاحية، فضلاً عن التفجير الاول في بئر العبد كلها حصلت بعد التدخل العلني وليس قبله. هذه حقيقة تستوجب محاسبة من فتحوا هذا الباب على لبنان واللبنانيين لان الاستنكار وحده لا يكفي. ثمة مسؤولان: الاول قام بالعمل الاجرامي ولكن الثاني استحضره عن سابق تصور وتصميم. افيقوا!

السابق
الإسلام هو الحل أم الغرب؟
التالي
تحديات بلد مفخخ