من الصواريخ إلى العبوات

بين صواريخ اليرزة والفياضية وعبوات داريا، وحدها العناية الإلهية تدخَّلت لتخفيف حجم الكارثة، فلو ان الصواريخ أصابت هدفها لكنَّا أمام كارثة محققة، ولو أن عبوات داريا سلكت طريقها إلى الأهداف المخطط لها، قبل أن تنفجر بين أيدي مُعدِّيها، لكنَّا أمام فتنة نعرف كيف تبدأ لكن لا نعرف كيف تنتهي.

السؤال يبقى:
فليس في كل مرة تسلم الجرة.
وزير الداخلية العميد مروان شرابل لم يتوانَ عن القول إن ما جرى في داريا أتاح ضبط خلية إرهابية كانت تعد لتنفيذ إعتداءات في أكثر من منطقة، والمصادفة هي التي تحمي لبنان في هذه الأيام، ولو لم يحصل خطأ تسبب بإنفجار العبوة بين أيدي معديها، لكان قد وقع الأسوأ لاحقاً.
ولكن إلى متى سيبقى الإعتماد على المصادفة؟

إن ما يُخشى منه أشد الخشية هو أن تكون هناك صواريخ اضافية جاهزة ومُعدَّة للإطلاق ولا تنتظر سوى الأمر، كما يُخشى أن تكون هناك عبوات ناسفة تُجهَّز في أكثر من منطقة ولا تنتظر سوى انقشاع الظروف لوضعها حيث يرتأي المعدُّون والمخططون وضعها.
إذاً نحن في أجواء حرب، ولم يعد الخوف من أن تندلع هذه الحرب بل إنها مندلعة بشتى أنواع الأسلحة من صواريخ وعبوات ناسفة وأسلحة خفيفة وقطع طرقات وخطف متبادل، وهل الحرب غير ذلك؟

يحصل كل ذلك فيما البلد مكشوفٌ سياسياً وهذا الإنكشاف سببه أننا مازلنا من دون حكومة منذ أواخر آذار الماضي، وهذه الحال من المراوحة مرشَّحة للإستمرار في ظل انسداد آفاق الحلول والمخارج بالنسبة إلى التشكيلة الحكومية. فحتى إشعارٍ آخر ما زالت العقد والتعقيدات هي ذاتها:
لا حلحلة ولا تقدُّم وكل طرف متمسك بشروطه التي لا تتناسب مع شروط الطرف الآخر. قد يُقال إن الجهود تنتظر إنقضاء شهر رمضان وحلول عيد الفطر المبارك ليُعاد الزخم، لكن المسألة أبعد من رمضان ومن الفطر، فقبل الشهر الفضيل وقبل العيد كانت هناك جهود لكنها لم تصل إلى خواتيمها السعيدة، فما الذي سيتغيَّر بعد العيد؟
حتى الآن ما من مؤشرات إلى أن هناك حكومة في المدى المنظور، وإذا صحَّت المعلومات أن حكومة تصريف الأعمال ستعقد جلسة لها بعد عيد الفطر فهذا يعني شبه مؤشر إلى أن الحكومة الجديدة بعيدة المنال.

لكن السؤال الذي لا يجرؤ كثيرون على طرحه هو:
هل نصل إلى موعد الإستحقاق الرئاسي من دون حكومة أصيلة؟
الجواب عن هذا السؤال يحمل في طياته أكثر من مؤشر وأكثر من مغزى

السابق
حوار روحاني ومعاناة لبنان
التالي
بندر أميراً للجهاد