الراعي :الخلاف بين 14 و8 آذار يعطل كل شيء

استهل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي لقاءاته، اليوم في المقر الصيفي للبطريركية في الديمان، باستقباله وفدا من افراد الجالية اللبنانية في نيجيريا وابوجا والبنى ولاغوس ورومانيا وجرى بينه وبينهم حوار في حضور راعي ابرشية جبيل المطران ميشال عون.

وقال البطريرك الراعي: “نرحب بكم بيننا وفرحنا كثيرا بهذا اللقاء واشكر كل من تكلم باسمكم ونحن حاجة الى توطيد العلاقة بين لبنان المقيم ولبنان المغترب. من هنا ضرورة التكامل وطنيا وكنسيا بيننا ونشكر دعم المغتربين للمقيمين الذين لولاهم لكان كثيرون ماتوا جوعا لان الوضع في لبنان مخيف جدا والازمة الاقتصادية والمعيشية مرتبطة بالازمة السياسية”.

واضاف: “ان مصير المنطقة مرتبط بمصير المسيحيين والمسلمين ايضا ونحن في حاجة الى الاستقرار لان التوتر والحروب يدفع ثمنها المسلمون والمسيحيون اننا قادرون على الانطلاق مجددا وبناء انفسنا عند عودة الاستقرار والمشكلة في الشرق الاوسط اليوم انهم تمكنوا، وتعرفون من هم، من اثارة صراع كبير بين المسلمين وفق مشروع اوجدوه وهذا الصراع هو الصراع بين السني والشيعي وكل الاحداث ما عدا في مصر حيث الاحداث بين المعتدلين والاخوان المسلمين، كل التعصب هناك على خلاف مع الاعتدال والمقصود ابقاء التوتر، في العراق حرب سنية – شيعية، في سوريا ايضا حرب سنية – شيعية وليس السوريون الذي يخوضونها وحدهم، لذا فهي حرب الدول السنية مع الدول الشيعية على ارض سوريا، الدول السنية ضد النظام مع المعارضة والدول الشيعية مع النظام ضد المعارضة، ونحن في لبنان نحصد، مع الاسف، النتائج السلبية ولهذا اصبح عندنا النزاع كبيرا بين السنة والشيعة. وكل ازمتنا حاليا في لبنان سببها هذا الخلاف وما يعرف ب 14 و8 اذار وهو يعطل كل شيء ومرتبط بأحداث سوريا وننتظر ماذا تقول السعودية للسنة وايران للشيعة”.

وتابع: “نقول كمسيحيين عموما وموارنة خصوصا علينا اداء دور الحل والبلد دخل في التناقض الكامل السني – الشيعي فلا حكومة بسبب المواقف وكل شيء معطل وعلى المسيحيين اداء دور آخر عوض ان يكون فريق منهم مع 14 آذار والسنة وفريق آخر مع 8 آذار والشيعة، ونحن مع العلاقات الجيدة معهم كلهم مع الصداقة معهم جميعا ولكن ليس مع التبعية لهم. ولهذا علينا دور آخر وقلت ذلك للقادة الموارنة ان المسلمين ينظرون الينا لأداء دور يوصلهم الى ايجاد حل ونحن نعمل على هذه المسألة حاليا مع القادة المسيحيين والموارنة للوصول الى وثيقة حل. فبدل التخوين والاحكام المسبقة نحن في حاجة الى مشروع للحل، وهذا مكلف لان ارتباطاتهم لا تعطيهم الشجاعة لاتخاذ مثل هذا القرار، ولكننا مستمرون في السعي والعمل للحفاظ على وجودنا مهما كلف الامر لان المسيحيين موجودون في الشرق وعمرنا 2000 عام في هذه المنطقة ونحن نعيش مع المسلمن في هذه المنطقة وقد تبادلنا القيم والحضارة الروحية والاخلاقية والذي يحصل اليوم كأنه يحاول ان يهدم هذه ال1400 عام وفان السياسات الغربية تدعم الاصوليات بالمال والسلاح والسياسة للوصول الى الحكم وكأن هذه السياسات تحاول تخريب كل الاعتدال الذي بنيناه مسلمين ومسيحيين في الشرق الاوسط، فاذا تابعت الدول الغربية دعمها للاصوليات فانها تجبر المسلمين على الانتقال الى الاصولية وهذا شيء مخيف نقوله امام السفراء الاجانب والمسؤولين الذين نلتقيهم، ولهذا فان المسيحيين في حاجة الى انجيل السلام ليحافظوا على الرسالة في لبنان والشرق الاوسط والرب يقول لنا: “لا تخافوا أنا معكم”.

وعن مدى تجاوب القادة المسيحيين والموارنة مع دعوته، قال: “علينا ان نكون واقعيين، السياسيون يفتشون عن مصلحتهم اولا مع الاسف ويجب ألا ننسى الاموال الكثيرة التي تدفع والمغريات والوعود، وهذا امر طبيعي وعندما نجتمع اليهم نجد ان عندهم رغبة في التعاون والوحدة والعمل بمحبة، هم لا يرفضون ما طلبناه منهم لكن هناك مصالحهم ونعمل معهم بحكمة وروية لبلوغ نوع جديد من التفكير وكلهم عندهم هذه الرغبة ونحن ككنيسة نهتم بحماية الثوابت والمبادئ الدستورية والوطنية ونقول لهم ان العمل السياسي هو تطبيق المبادئ الدستورية والثوابت الوطنية وعلينا خدمة الخير العام وعمل السياسيين هو اتخاذ الخيارات من اجل خير المجتمع ونحن ندعم ذلك ونقول لهم ليس هناك تضارب صلاحيات بين الكنيسة والسياسيين. الكنيسة لا تتدخل في الخيارات السياسية بل تتدخل للحفاظ على الثوابت والمبادئ والخير العام، ونحاسب السياسيين ليس على خياراتهم بل اذا كانوا امناء للثوابت والمبادئ. واذا كان العمل السياسي يخدم الخير العام فعلى المواطنين تقويم نتيجة هذا العمل. والخلاف اليوم على الثوابت والمبادئ فكيف يمددون لأنفسهم وكيف يقبل القادة المسيحيون بتعطيل عمل المجلس الدستوري؟ عليكم قول لا عند التعرض للثوابت والمبادئ والا فما هي الفائدة من وجودكم؟ وعلى المواطن ان يعرف السياسي كيف خدمه، لقد جوعت السياسة الناس والمؤسسات وغير موجودة وكلك الامن والهدر قائم، فماذا يعمل السياسي؟ ليسأل المواطنون هذا السؤال: الى اين اوصلنا السياسيون.؟ ليأخذ كل واحد الخيار الذي يريد ولكن عليه الحفاظ على الكيان والمجتمع وهذا ما مختلف عليه معهم كيف تخالفون الثوابت وكيف تسكتون؟ انها المصالح الشخصية والفئوية التي هي عندهم اهم من الشأن العام، وعلى الشعب ان يحاسب”.

السابق
العثور على مصطفى البساط جثة هامدة في بناية البرج في عبرا شرق صيدا
التالي
حاطوم: سهلنا الكثير من الامور لتشكيل الحكومة والبعض يعمل على التأجيل