زهرا: السلاح غير الشرعي يضرب سيادة الدولة ومؤسساتها

اقام القطاع العام في “القوات اللبنانية” امس، عشاءه السنوي في مطعم النسمات في الرومية – القليعات، حضره النائب انطوان زهرا ممثلا رئس الحزب سمير جعجع، النائب شانت جانجيان، الامين العام للحزب فادي سعد، منسق بيروت عماد واكيم، رئيس القطاع بيار بعيني، فاعليات سياسية وحزبية واجتماعية ونقابية ومحازبون ومناصرون.

بعد النشيد اللبناني ونشيد القوات، القت عريفة الحفل اوغيت سلامة كلمة ترحيبية، اكدت فيها استمرار القطاع وبتوجيه من الحزب على “متابعة النضال من اجل اعلاء شأن اللبنانيين جميعا، لاسيما العمال منهم لنيل حقوقهم بالكامل”.

ورأى رئيس القطاع بيار بعيني في “السنوات السبع التي مرت كالحلم، كانت سنوات نضال من اجل الانسان، كل لحظة فيها حملت مواجهة وصراعا وبدأت تتمدد بهدوء وتنتشر مثل نقطة الزيت تاركة خلفها اثارا لا تمحى وحضورا لن يغيب”. ووعد بأن تكون المصلحة – كما الحزب “العين الساهرة عليكم، وعلى مصالحكم، والصدر الذي يجمعكم واليد التي تضمكم، فنحن مقاومة لبنانية ضحت وقاتلت ولا تزال من اجل لبنان وليبقى لبنان”.

اضاف: “واجهنا الفلسطيني يوم كان مدعوما من كل الدول وكسرنا مخطط التوطين، وواجهنا السوري وجحافله في عين الرمانة والاشرفية وزحلة، قدمنا الكثير من الرفاق شهداء على مذبح لبنان ومن اجل لبنان لنبقى مرفوعي الرأس متمسكين بوطننا، وعقيدتنا، وايماننا وسنبقى هكذا، عقيدتنا الحرية وايماننا الحق وهدفنا لبنان وطنا لكل ابنائه ومكوناته بمؤسساته الرسمية والعسكرية وتصميمنا على بناء دولة عصرية حضارية مدنية قوية بالمشاركة والمساواة مع الجميع من المخلصين”، واذ دعا للأنخراط في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية منها، لفت الى ان “مشاركتنا وثباتنا بوظائفنا في المؤسسات العامة يبقى سلاحنا المفضل للنضال من اجل بقاء لبنان وصموده”.

زهرا

من جهته، تناول النائب زهرا الوضع السياسي في البلد، مشيرا الى ما قاله رئيس الجمهورية في عيد الجيش، مجددا فيه القسم بالمحافظة على لبنان ارضاً وشعباً، وقال: “عشية عيد الجيش اللبناني، ورداً على قسم رئيس البلاد في تجديد عهده بخطاب القسم، وعشية يوم القدس، تجرأوا على قدس اقداس الجمهورية فأرسلوا صواريخهم باتجاه القصر الجمهوري، فبئس مقدساتهم عندما تتطاول على مقدسات الوطن”.

اضاف: “رئيس البلاد المؤتمن الوحيد تحت القسم على دستور البلاد ووحدتها وسيادتها قال بالامس ما نحلم به جميعا “وحدة الدولة وسيادة المؤسسات الدستورية، بالمرجعية السياسية الواحدة من جيش وطني واحد، الذي وان كان هناك طاقات اخرى للدفاع عن لبنان فلا يمكن ان توضع الا بأمرة هذه السلطة التي هي السلطة اللبنانية وتحت قيادتها”.

وتابع زهرا: “لقد قال فخامته اكثر، قال انه لن يستسلم للتعطيل، وقدرتكم باتت محدودة على التعطيل والتهويل والتخويف والتخوين، فأذا استمرت الشروط لا بد من قيام حكومة حيادية، وهذا ما اثارهم فوجهوا قذائفهم الى رمز البلاد ووحدتها، فتحية الى فخامته والى الجيش اللبناني الوطني في عيده، وهو عماد تكريس السيادة”.

وتوجه الى الحاضرين بالقول: “انتم اهل القطاع العام تحية لكم ايضا، فأنتم جيش الادارة الواحدة للبنان الواحد، وانتم كما الجيش، وكما السيادة تتعرضون من ضمن خطة مدروسة ومبرمجة على مدى عقود لمحاولة المصادرة ووضع اليد وتسخير الادارة لمشاريع اسقاط لبنان السيادة والادارة والمصلحة الوطنية”.

واضاف: “صمودكم في مواقعكم، كدور الجيش في الدفاع عن الامن والاستقرار. الامن الاجتماعي والاستقرار الاقتصادي هما نتاج تجردكم ورسوليتكم في الادارة اللبنانية التي تشكو ما تشكوه من الفساد والمحسوبية والابتزاز والتجيير لمصالح فئوية وحزبية وطائفية وشخصية. انتم الضمانة في عودة الادارة اللبنانية لخدمة المواطن اللبناني صاحب السلطة الفعلية التي تنبثق منه كل السلطات”.

وتابع: “نحن الى ازماتنا الوطنية، الامنية، الانفلات خارج الحدود، ومحاولات وأد الربيع العربي لمن يدعون المقاومة والدفاع عن لبنان وانخراط جزء من اللبنانيين في المشروع الايراني لتطويع الشرق الاوسط نعيش ازمة موازية على مستوى الاداء الحكومي في لبنان، فمنذ سنتين نعيش مرحلة انهيار وتراجع اقتصادي واجتماعي اضافة الى تراجع سياسي كبير، فقد حققت هذه الحكومة في سنتين ما لم يستطعه الاحتلال في 30 سنة، ارتفاع التضخم، تراجع الاستثمارات، انحسار في الحركة الاقتصادية، وكل ذلك مقابل التمنين بفتافيت الخدمات من خلال استغلال السلطة واذلال الناس للحصول على حقوقهم الطبيعية”.

واردف زهرا: “نعم اسوأ المراحل والخدمات على كل الصعد بلغناها مع هذه الحكومة، اضافة الى قطيعة عربية ودولية، لمجتمع لا يمكن ان يضمن كرامته وامنه بوجود السلاح الخارج على الشرعية، وفي ظل حكومة متمسك فيها كل وزير بوزارته على اساس انها ارث عائلي وشخصي، وان رئاسة الجمهورية حق شخصي طبيعي لهم، وقيادة الجيش حق عائلي طبيعي وكذلك الادارة الرسمية بالنسبة اليهم، وهم يذرفون الدموع، دموع التماسيح على المسيحيين وحقوقهم وعلى الدستور، فيما هم يدوسون على القوانين والدستور والاصول والمبادىء لأجل تحقيق مصالحهم الشخصية والعائلية. هذا الوضع لا يمكن ان يستمر على ما هو عليه اليوم مع بطالة كبيرة. القطاع العام معني بشكل اساسي به، عنيت سلسلة الرتب والرواتب التي من خلاله يمكن الانطلاق لتحقيق الواقع الصحيح للوضعين الاقتصادي والمعيشي”.

وكشف زهرا عن “مشروع كامل متكامل تعده القوات اللبنانية سيظهر قريباً يتضمن المبادىء الاساسية التي تؤمن بها والتي لا تتراجع عنها ابدا والتي تبدأ اولا باعطاء الموظفين والعمال حقوقهم كاملة دون منة من احد، وثانيا، لا فرض لضرائب اضافية لتعليل هذه الحقوق، ووقف اعتماد سياسة النفاق مع المواطن والموظف والاجير عبر تصحيح السياسة العامة للوظيفة بتأمين صحيح للجبايات، ووقف الهدر وادخال حقوق الدولة الى المالية العامة، وليس الى الجيوب الخاصة، او المرجعيات الدينية او السياسية، او الحزبية، ولتحقيق ذلك تقول الدراسات التي تعمل عليها القوات اللبنانية: نبدأ بضبط مداخيلنا، وتحقيق توازن حقيقي، واعطاء الموظف والعامل حقه الطبيعي دون تمييز للعيش بكرامة ولينتج بقناعة اكثر مما يقبض لا بمقدار ما يقبض عندما يشعر انه يعيش باكتفاء ذاتي ، ولا حاجة له للبحث عن مصدر دخل اخر ليؤمن تعليم اولاده وطبابتهم وعيشهم بكرامة دون الاذلال لأحد”.

واضاف: “هذه هي سياستنا الاجتماعية وهذه هي توجهاتنا الاقتصادية، دراسات كثيرة ومعمقة يجري مناقشتها تتطرق الى كل التركيبة اللبنانية، لسياسة الطبابة، التعاقد، التوظيف، نهاية الخدمة، السكن كلها قضايا تبحث بجدية للخروج بحلول قابلة للتنفيذ وشعارنا عصفور في اليد ولا عشرة على الشجرة، نريد سياسة واعية، ومسؤولة تعطي الناس حقوقهم بشكل سليم، فعلا لا قولا كما يجري اليوم. وكما كنا في السابق ولا نزال صوت الناس، كل الناس، وكل اللبنانيين، سنقوم بمقاربة كل القضايا الاقتصادية والاجتماعية لمصلحة كل الناس وكرامتهم ولمصلحة استمرار لبنان الدولة والوطن والمؤسسات، السيادة والرعاية والاحترام وحرية الانسان وكرامات الناس”.

ولفت الى انه “رغم كل هذه المشاكل، يبقى الهم الاساس والمشكل الاساس ان لا استقرار اجتماعياً واقتصادياً الا في ظل الاستقرار الامني والسياسي، وان لا منطق في العالم يقبل بأزدواجية الدولة والدويلة، ولا قيام لدولة صحيحة، سليمة في ظل وجود اي دويلة، وحسنا فعل فخامة رئيس الجمهورية، وكذلك السادة المطارنة في بيانهم الاخير باعتمادهم الصراحة وتسمية كل الامور بأسمائها، وعندما التمس الامر على البعض وحاول التفسير على ذوقه، ومن خلال مصالحه انبرى صاحب الغبطة ليقول بوضوح ما هو السلاح الشرعي وما هو غير الشرعي، والذي ترعاه المادة 49 من الدستور اللبناني التي تحدد مهام رئيس الجمهورية، والتي في احدى فقراتها تشير الى ان رئيس الجمهورية هو القائد الاعلى للقوات المسلحة، التي تخضع لسلطة مجلس الوزراء مجتمعاً، واي سلاح خارج هذه السلطة هو سلاح غير شرعي، ونقطة على السطر”.

وختم زهرا: “السلاح غير الشرعي يستدرج سلاحاً غير شرعي اخر، وكل هذه الاسلحة غير الشرعية ستعمل في اتجاه ضرب السيادة والاستقرار والاعتداء على كرامات الناس وحقوقهم، انها مرحلة وتمر، وبدايات النهاية بدأت بالظهور، وفي النهاية لا يصح الا الصحيح، فاذا توحدنا على الخير ننتصر مهما تكابر المتكابرون، فلا تبقى الا الدولة ولا ينتصر الا اصحاب الحق، ولا يدير مؤسساتها الا الشرفاء والامناء على هذا الارث التاريخي الذي خطه الشهداء بدمائهم لكي يبقى لبنان بلدا حراً سيداً مستقلاً، يتساوى فيه الجميع بالحقوق والواجبات، فتتحقق العدالة، ونكون اوفياء لتاريخنا ولشهدائنا ولرسالتنا في هذا الشرق”.

السابق
مراد: لتشكيل حكومة وطنية بالأحجام الحقيقية للقوى السياسية الموجودة
التالي
البطريرك لحام دعا لعقد مؤتمر روحي اسلامي مسيحي عربي وللحد من الهجرة