بعد القرار الأوروبي: حزب الله حركة مقاومه ام تنظيم ارهابي؟

أدرج الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري لـ «حزب الله» على لائحة الإرهاب أمس، بعد حوالي سنة من الأخذ والرد.

وفيما جاء القرار الذي اتخذه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس في بروكسيل على خلفية اتهام عناصر من الحزب بالتورط في هجوم بورغاس في بلغاريا الصيف الماضي على حافلة ركاب إسرائيلية، فان العقوبات تشمل تلك التي يفرضها القرار على الأشخاص، كحظر تأشيرات الدخول وتجميد الأصول. كما تُرك للجهات المختصة في دول الاتحاد أن تحدد أسماء المعنيين وكذلك الكيانات التابعة للجناح العسكري للحزب.

وفيما قرأت مصادر “الحياة” على أنه «لا يعني وفق التفسيرات التي أعطيت له أي اعتراض أوروبي على تمثيل حزب الله في الحكومة اللبنانية، لكونه لا يشمل الحزب ككل ويقتصر على جناحه العسكري»، فإنها لم تقلل في الوقت نفسه من كونه «خطوة نوعية في المواجهة بين دول الغرب والحزب وحلفائه الإقليميين تفترض رداً منه ومن هؤلاء الحلفاء».

ومن أجل الاضاءه على مفاعيل القرار القانونيه والسياسيه  ،التقينا الخبير القانوني الدكتور محمود رمضان الذي قال أنها ليست المرة الأولى التي يدرج فيها حزب الله على لائحة الإرهاب ، فأميركا صنّفته على هذه اللائحة منذ سنوات .

ويتابع الدكتور رمضان أنّ البروتوكول الملحق باتفاقية جنيف عام 1977 يحدّد طبيعة حركات المقاومة وشروط قيامها ، فضلاً عن ذلك فإن حركة المقاومة لحزب الله إعترف العالم أجمع بها بعد عدوان اسرائيل على لبنان في نيسان 1996، خاصة أنها كانت طرفاً في إعلان وقف إطلاق نار بعد هذا العدوان ، وحزب الله لا يميّز في تركيبته الداخلية بين الجناح العسكري وغير العسكري . لذلك فإن حركة المقاومة لها شخصية قانونية دولية بسبب بروتوكول إتّفاقية جنيف .

هذا فضلاً من الناحية العملانيّة فإن المقاومة في لبنان في حالة الدّفاع عن النفس واسرائيل اعترفت أكثر من مرّة أنها اغتالت عدداً من قياداتها وبالتالي فإنه يحق لها أن تبقى مسلّحة للدفاع عن نفسها .

ويصنف الدكتور محمود vlqhk قرار الإتحاد الأوروربي بوضع الجناح العسكري لحزب الله على لائحة الإرهاب بأنه ذو طابع سياسي وليس ذو طابع قانوني، فالاتحاد الأوروبي لا يهمه الأعذار لأنه اتخذ القرار بناء على رغبة أميركية وخدمة لإسرائيل .

أمّا من ناحية خطورة القرار فيبين دكتور رمضان هذه الخطورة،اذ بعد هذا القرار فإن حزب الله يجب أن يقاتله العالم كلّه لأنّه إرهابي فالقرار الذي اتخذه مجلس الأمن رقم 1373 عام 2001 واعتبر فيه أنّ اعتداءات نيويورك ارهابيه ،تتالت القرارات بعدها فيما يتعلّق باغتيال الحريري أيضاً ، وأصبح تعريف العمل الإرهابي لدى الأمم المتحدة هو”  التهديد للأمن والسلم العالميين وهو من صلاحية مجلس الأمن بصورة أساسية ” ، بمعنى أنّه يجب على كل دول العالم التّصدي لكل الأعمال الإرهابية تبعاً لهذه الذريعة ولا تتوقف عبر الإعتقال ، بل يجب على الدّول أن تلاحق وتتعقّب وتسجن كل فرد متّهم بتلك الأعمال .ومن الآثار الأخرى أن جميع القادة العسكريين سيتعرضون لعقوبات فوريّة بمصادرة ممتلكاتهم والحجز عليها وقد يعتقل عدد من المسؤولين بالحزب في أوروبا وإن كانوا مدنيين بتهمة أن لهم علاقة بالجهاز العسكري .

وبالنسبة للوضع في لبنان يلفت الدكتور رمضان لما يمكن أن يقوم به حزب الله من خطوات قد تزعج قوات الطواريء باعتبار أنّ فيها فرقاء من الإتحاد الأوروبي ، فيمكن أن يقوم مناصرو الحزب بهذه الأعمال مما يهدد وجود تلك القوات في جنوب لبنان .

ويتوقّع الدكتور رمضان أنّ دول الإتحاد الأوروبي لن تستمر في تاييد القرار لأن لها مصالح في المنطقة تمنعها من الإنجراف في التّبعيّة لأميركا بشكلٍ يهدّد مصالحها الحيويّة .

ومن ناحية تأثيره المباشر على القوة العسكرية لحزب الله وخياراته السياسية ،وهل من الممكن أن تتأثّر بصدور القرار ، يؤكّد الدكتور رمضان أنّه لن يكون لها تأثير في الميدان خاصة ، لنّ دولاً مثل روسيا والصين لن تؤيد هذا القرار الذي تعتبره موجهاً ضد حركة نضال وتحرّر ، إضافةً أن لا أساس لم تحاول بعض الجهات تسويقه من أنّ قوّة حزب الله العسكرية ضعفت أو سوف تنتهي قريباً ، لأنه كما هو معلوم فإن قيادة حزب الله العسكرية والأمنية خفيّة وغير مرئيّة ، وهي موجودة على الأرض اللبنانية وتتحرك بحرّيّة مطلقة ويمكن العمل على عدم ظهور أيّ من تلك القيادات المستهدفة كما حدث بالنسبة للمتهمين الأربعة في اغتيال الحريري.

السابق
هاشم: قرار الاتحاد الاوروبي حول حزب الله خُطّ بحبر اسرائيلي
التالي
الأسد يفقد استقلاليته؟