حزب الله” يهدّد : ساحات ردنا مفتوحة الى خارج لبنان

 تزايدت في الأسبوعين الأخيرين المخاطر الأمنية التي يواجهها "حزب الله" بسبب تداعيات الوضع السوري، وشكّل انفجار بئر العبد تطوراً خطيراً في استهداف الحزب وبيئته، وزادت الخطورة الأمنية من خلال سلسلة العبوات الناسفة التي تستهدف مواكب الحزب وكوادره، وآخرها العملية التي حصلت على طريق المصنع – مجدل عنجر، وكذلك عملية اغتيال الناشط السوري محمد ضرار جمو في منطقة الصرفند، وهي منطقة نفوذ لحركة "أمل" و"حزب الله"، إضافة إلى الحديث عن عدد من السيارات المفخخة التي قيل إنها أُدخلت إلى الضاحية الجنوبية لبيروت وإلى الجنوب، ويجري البحث عنها يومياً.

 

كل ذلك يؤكد أن "حزب الله" يتعرّض لحرب أمنية قاسية بسبب انعكاسات تدخّله في الحرب السورية، وإنْ كانت مصادر قريبة من الحزب لا تغفل إمكان وجود جهات أخرى دخلت على خط الحرب ضد "حزب الله"، ولا علاقة لها بالصراع السوري مباشرة، ومنها الموساد الاسرائيلي الذي يخوض معركة أمنية ضد الحزب منذ فترة طويلة.

 

المشكلة الكبيرة التي يواجهها الحزب اليوم أن صراعه الأمني بات مع جهات غير محددة ولا يمكن حصرها في إطار معين، مع أن قادة الحزب يتّهمون الجهات التكفيرية والجهات التي تدعمها بالوقوف وراء هذه الحرب، كما أن المصادر القريبة من الحزب بدأت توجّه الاتهامات لجهات عربية تريد محاصرة الحزب والتضييق عليه سياسياً وأمنياً ومالياً.

 

لكن هل يستطيع الحزب مواجهة هذه الحرب الأمنية بعدما حقّق نجاحات عسكرية إنْ في مواجهة الجيش الاسرائيلي أو في معاركه التي يخوضها اليوم في سوريا؟

 

المصادر المطّلعة على أجواء "حزب الله" تعيد التذكير بـ"الإنجازات الأمنية" التي حقّقها الحزب منذ تأسيسه وحتى اليوم، وكان أهمّها اكتشاف الجهات التي نفّذت جريمة تفجير بئر العبد عام 1985، والتي استهدفت المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله وأدّت في حينه لمقتل وإصابة المئات، وكانت تقف ورءاها المخابرات الأميركية وبالتعاون مع المخابرات السعودية وجهات أمنية لبنانية. وتمكّن الحزب من اعتقال المجموعة المنفّذة وقام بتنفيذ حكم الإعدام فيها. كما نجح الحزب في خوض صراع أمني كبير مع الموساد الاسرائيلي ومع بعض الأجهزة الأمنية الغربية وكشف مئات الجواسيس، واستطاع استدراج الضابط الاسرائيلي ألحنان تننباوم إلى لبنان لمبادلته لاحقًا بالأسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية.

 

وتعترف الأوساط الغربية والعربية والإسرائيلية والمحلية بقدرات الحزب الأمنية، إضافة إلى العسكرية، ما ساعده في مواجهة الكثير من التحديات الأمنية والعسكرية طيلة السنوات الثلاث والثلاثين الماضية منذ تأسيسه وحتى اليوم، لكنّ اليوم يختلف عن الأمس، إذ يبدو أنه يواجه شكلاً جديداً من التحديات الأمنية لم يواجهها سابقاً، فـ"العدو" اليوم يختلف عن السابق، إذ هو قد يكون من البيئة نفسها وقادر على اختراق المناطق التي يتواجد فيها الحزب، ويمتلك قدرات امنية وعسكرية متنوعة، ولديه خبرات كثيرة في حرب العصابات والحروب الأمنية، اضافة الى توفر بيئة مساندة لمن يقوم بهذه العمليات على صلة قوية بالبيئة التي يتواجد فيها الحزب.

 

"حزب الله" إذاً أمام تحديات جديدة، وقيادة الحزب تعترف بذلك، وتقول في اللقاءات الخاصة إنها "مستعدة للمواجهة"، وإنها جهّزت نفسها لمواجهة طويلة وخصوصاً بسبب التداعيات السورية، لكن يبدو أن بدء تنفيذ التفجيرات وتنقّلها من منطقة الى أخرى، وقدرة المنفذين على تحقيق نجاحات مهمة، كل ذلك يضع قيادة الحزب أمام ظروف جديدة، ولذلك بدأت دراسة الخيارات البديلة لمواجهة هذه المعركة.

 

وتقول مصادر مطلعة على أجواء الحزب إن "القيادة وضعت عدة سيناريوات للمواجهة، وساحة المعركة لن تقتصر على لبنان، بل قد تمتد الى ساحات اخرى وخصوصًا لجهة استهداف الجهات الكبرى التي تقف وراء الذين ينفذون التفجيرات والاغتيالات، وبالتالي نحن أمام معركة قاسية وجديدة يخوضها الحزب، كل الخيارات مفتوحة فيها ومن غير المعروف الى ما ستؤول إليه الأوضاع في الأيام القليلة المقبلة".

 

السابق
جريمة الصرفند من هواية الى إحتراف
التالي
الحياة: 75 بالمئة يوقعون عريضة عزل قباني