“التلغراف”: إيران “تعاقب” حماس بتخفيض التمويل ووقف العلاقات

نقلت صحيفة “التلغراف” البريطانية، في تقرير لها اليوم أعده مراسلها في غزة ونشرته على موقعها الإلكتروني، عن أحد القيادات السياسية لحركة حماس، أن إيران قطعت ما يصل إلى 15 مليون جنيه إسترليني شهريا في تمويلها لحماس عقابا لها على دعم الحركة للثورة في سوريا.

وأفاد التقرير أن التعاون العسكري بين الحليفين السابقين قد توقف أيضا، لتنتهي بهذا فعليا العلاقة الدافئة، بعد أن كانت طهران تقدم الأسلحة، الخبرة التقنية والتدريب العسكري لمقاتلي حماس.

وأرجع كاتب التقرير “القطيعة” بين الحركة وإيران إلى رفض حماس أن تنصاع للخط الإيراني الملزم بدعم بشار الأسد في حربه على الثورة السورية.

وقد وصف غازي حمد، نائب وزير الخارجية في حكومة حماس، العلاقات مع إيران بصراحة في مقابلته مع مراسل صحيفة “التلغراف” البريطانية في غزة، بأنها “سيئة” قبل أن يضيف: “دبلوماسيا، لا بد لي من استخدام كلمات أخرى”.

وردا على سؤال حول التمويل الإيراني، أجاب قائلا: “أستطيع أن أقول إنه ليس كالسابق، ولا أستطيع أن أعطيك المبلغ بالتحديد. فقدنا كثيرا لدعمنا الثورة السورية”.

“لا أستطيع أن أنكر أنه منذ العام 2006 دعمت إيران حركة حماس بالمال والعديد من الأشياء الأخرى، ولكن الوضع اليوم ليس كالماضي. لا أستطيع أن أقول إن كل شيء طبيعي”. وأضاف: “لا أستطيع أن أقول إن هناك تعاونا عسكريا”.

ونقل كاتب التقرير عن الدكتور عدنان أبو عامر، أستاذ مساعد في العلوم السياسية في جامعة الأمة بمدينة غزة، أن إيران أعطت حماس ما يقدر بحوالي 13 إلى 15 £ مليون جنيه استرليني شهريا بعد فوزها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في العام 2006، أي ما يكفي لتغطية ميزانية إدارتها للقطاع.

وأضاف أن طهران لا تزال ترسل “كمية ضئيلة” للحفاظ على العلاقات وتسويق دعمها للقضية الفلسطينية، لكن جميع أشكال العلاقات قُطعت عمليا.

وكان التعامل مع مكتب حماس في طهران، قبالة الشارع الرئيس في المدينة، منذ أمد طويل، يتم على اعتبار أنه سفارة مستقلة، أما اليوم فما عاد لحماس ممثل دائم هناك.

“كان الدعم الإيراني للأسد قبلة الموت للعلاقة”، كما قال الدكتور أبو عامر، المقرب من حماس. وأضاف: “لقد فقدت حماس بسبب الخلاف (حول الموقف من الثورة السورية) الدعم الإيراني لها، ماليا وعسكريا، وحتى الآن لا أحد قد عوضه”.

“لقد فقدت إيران نفوذها ليس في غزة فقط، بل في فلسطين ككل وجميع أنحاء العالم العربي، لأنها ساندت نظام الأسد، بعد أن قدمت إيران نفسها بنجاح بعد ثورة 1979 كمدافع عن الفقراء والمظلومين، وكانت معارضة للإمبريالية والنفوذ الأميركي. لقد فقدوا في عامين ما اكتسبوه في 30 سنة، وأعتقد أنه لن يمكن إصلاحه بشكل صحيح”.

كما وصف د. أحمد يوسف، مستشار إسماعيل هنية، رئيس حكومة حماس في غزة، دعم إيران للأسد بأنه “صادم”، واتهمتها بالتصرف انطلاقا من دوافع “طائفية”. وأضاف: “لم نكن نتوقع أبدا أن بلدا مثل إيران، التي تحدثت عن الشعوب المضطهدة والأنظمة الديكتاتورية، ستقف وراء دكتاتور مثل الأسد الذي يقتل شعبه”.

 

السابق
القرضاوي يدعو الى “الجهاد” في سوريا ردا على تدخل حزب الله
التالي
خطر السعادة الثورية على الثورة… وعلى السعادة