نيللي والشيخوخة

عندما تسأل الفنانة نيللي مقدسي عن حقيقة ما تردد عن حب يجمعها بسياسي لبناني شهير، تكتفي بالرد «لا تعليق»، ولكنها في المقابل تدافع عن تجربة زواج الفنانة برجل يعمل في مجال السياسة وترى فيها اجتماعاً لثنائي ناجح لأنهما يستمدان القوة من بعضهما. مقدسي التي عانت خلال الاعوام الماضية من اشاعة مشاركتها في فيلم اباحي، عادت لتواجه هذه الاشاعة التي طفت على السطح من جديد بالتزامن مع زيارتها الأخيرة لمصر، حيث ستخوض أولى تجاربها في مجال التمثيل وستكون البداية من خلال مسلسل تلفزيوني.
مقدسي ترى، في حوار مع «الراي»، أن من يروجون مثل تلك الاشاعات أشخاص بلا ضمير، «وانا أعتب على بعض الصحافيين وليس الناس، لانهم يعرفون انها اشاعات وغير معروف اصلها وفصلها، وعلى الرغم من ذلك يصرّون على تداولها، وعندها يجد الفنان نفسه مجبراً على التبرير. عن جد (عيب عليهم).
وقالت: «تلقيت اتصالاً وطلبوا مني الترشح للانتخابات، وهذا الموضوع أضحكني كثيراً، وقلت لهم أرفض الدخول الى مجال لا أفهم فيه»، وأشارت الى أنها بين مشروع تجديد الأغنيات والمشروع التمثيلي الذي ستباشر فيه سوف تطرح أغنية «سنغل»، لأن «السنغل» بمثابة تواجد لاسم الفنان وهو يكفي في الوقت الراهن.. واليكم تفاصيل الحوار:

• نشرت بعض المواقع الالكترونية المصرية خبراً يتحدث عن أزمة تسببتِ بها في التلفزيون المصري، بسبب حفل كان من المفترض احياؤه في الصعيد أدى الى استياء أهل الصعيد منك. ما هي خلفية هذا الموضوع؟
– أين نُشر هذا الموضوع؟ لا علم لي به وهو غير صحيح، قبل أيام كنت في مصر بسبب مشروع تمثيلي، وبسببه يمكن أن تحصل بعض البلبلات، ولكن ليس كل ما يُنشر يكون صحيحاً، وأنا لا يهمني أن أعلق على كل خبر ينشر عني.
• هل نشْر خبر مماثل يعني أن هناك مَن لا يريدك أن تمثلي في مصر؟
– ما هو مضمون الخبر؟
• الخبر فحواه ان اهل الصعيد رفضوا استقبالك بسبب تصريحات ادليت بها حول مشاركتك بأفلام اباحية؟
– اين نشر الخبر؟
• على اكثر من موقع الكتروني بينها موقع (… ) كما يوضح الخبر أنك لا تمثلين الأفلام الاباحية من أجل الكسب المادي، بل…؟
– هذا الخبر عمره 200 عام!!. هل عادوا الى التحدث عنه مجدداً؟ بماذا أجيب أو ماذا أقول؟
• بما أن الخبر قديم جداً، كيف تفسرين تزامن اعادة نشره مع زيارتك الأخيرة لمصر بسبب مشروع تمثيلي. هل هذا يعني انك محارَبة في مصر؟
– ابداً لكن هناك مَن يهمه ان يصطاد في المياه العكرة، وعندما يلمسون النجاح يلجأون الى اطلاق الاشاعات.
• في رأيك لماذا هناك اشاعات تموت مع الوقت واخرى تظلّ تستيقظ بين وقت وآخر ولا سيما تلك التي تتعلق بالجنس والاباحية؟
– لان من وجهة نظر مطلقيها، تعتبر الاشاعات الاباحية والجنسية مؤذية اكثر، وهم سبق ان روّجوا اشاعة لنجوى كرم وايضاً لشيرين عبد الوهاب. لم يعد يوجد ضمير حي. هؤلاء اشخاص بلا ضمير، وانا أعتب على بعض الصحافيين وليس الناس، لانهم يعرفون انها اشاعات وغير معروف اصلها وفصلها، وعلى الرغم من ذلك يصرّون على تداولها، وعندها يجد الفنان نفسه مجبراً على التبرير. عن جد «عيب عليهم». الا يوجد لديهم اخوة او عائلات؟ واذا كانوا متأكدين مما ينشرونه، لماذا لا يبرزون وثائقهم؟ هم يكتفون بكتابة: يقال.. وسمعنا.
• لكن الخبر يتضمن بمضمونه تأكيداً وكأنه صدر عن لسانك فهو يتضمن عبارات مثل «صرحت بكل جرأة» و«اشارت نيللي»…؟
– واين هو التصريح المزعوم! فلينشروه على موقعهم. بامكان اي كان ان يكتب «اتصلت بـ نيللي وهي صرحت»، ولكنني أطلب منهم أن ينشروا تصريحي فوراً اذا كان هناك تصريح لي بين أيديهم. لو كانوا أصحاب ضمير حي لما كانوا نشروا هذا الخبر. الضمير بات مفقوداً في الوطن وعند الناس، «شو وقفت علينا». ما يجري معنا ارحم بكثير مما يجري في الأوطان.
• هل يمكن ان تقف وراء الخبر مثلاً ممثلة شعرت بالغيرة منك كونها شعرت بانك اخذتِ دوراً من دربها؟
– حتى لو كان هذا الأمر صحيحاً، فما هي علاقة المواقع الالكترونية. عندما يُنشر خبر مماثل في موقع الكتروني، فهذا يعني ان هناك صحافياً كتبه. ولكن مَن الذي حرضه! لا أحد يعرف. لقد تعرضتُ انا وغيري من الفنانين لاشاعات مغرضة. كل فنان ناجح وله اسم يمكن ان يكون عرضة لمثل هذه الاشاعات، ولانه تنتظرني العديد من الخطوات المهمة، سأسمع وأنت ايضاً الكثير منها في المستقبل، وسأذكرك بها. لكنني محصنة، لأن عائلتي الى جانبي وايضاً لأن هناك اناساً يحبونني ويعرفون مَن انا. منذ ان بدأت مشواري الفني وحتى اليوم، اعرف ان هناك من يدافعون عني لانهم يعرفون أنهم يدافعون عن الحقيقة، وهم يفعلون ذلك بايمان وليس لمجرد انهم يحبونني، والحياة لن تتوقف عند بعض الاشخاص المغرضين، ولا يهمني ان اعرف مَن يقف وراءهم، أنا اعرف أن انسانا يؤذي غيره لا بد وان يصله الدور وأن يصادف من يؤذيه.
• أشرت الى مشاريع كثيرة ومهمة في مصر.. هل يمكن ان تطلعينا عليها؟
– لا يمكنني ان اتحدث عنها، لان العقد ينص على ذلك.
• وهل المشروع يتعلق بفيلم سينمائي او بمسلسل تلفزيوني؟
– البداية ستكون من خلال مسلسل تلفزيوني.
• على المستوى العاطفي، أثرت فضول الناس عندما أشرت الى حب يربطك برجل سياسي مشهور، بالرغم من أنك أكدت ايضاً انك لا ترغبين بالتحدث عن حياتك الخاصة. فهل يمكن ان نعرف ولو تفاصيل بسيطة عنه؟
– كل ما في الأمر انني سئلت «هل تربطك فعلاً علاقة بأحد رجال السياسة؟» وهذه المسألة تعود الى الفترة التي ظهرت فيها على «أو.تي.في» في الحلقة التي ألبسوني فيها الفستان الابيض، ومنذ تلك الفترة وحتى اليوم والكل يسألني السؤال نفسه. وانا أجيبهم لا احب ان اتحدث عن حياتي الشخصية، ولكنني في المقابل مستعدة للاجابة عن اي سؤال حول اموري الفنية. ورفضي التحدث عن حياتي الشخصية، لا يرتبط بموضوع الرجل السياسي بل هو قرار صادر عن قناعة شخصية. أنا لا أصرح في الأعلام عن حياتي الشخصية، لأن الحياة قسمة ونصيب ولا أحد يعرف «وين بيكون ووين بيصير» وأي كلام لا ينتج عنه اي فائدة لا يمكن أن أتحدث عنه. عندما أعيش علاقة عاطفية يمكن أن تنتج عنها خطوة جدية عندها يمكن ان أتحدث عن الموضوع مهما كان الشخص الذي سيكون في حياتي، وسأعلن عن ذلك امام الملأ لأنني أعرف ان الناس سيفرحون كثيراً بالخبر. كلنا نمر بتجارب في الحياة، ولكنها تبقى لنا وحدنا.
• هذا يعني أن علاقتك بالسياسي المشهور عارية عن الصحة، وهي مجرد قصة قديمة ولكن يتم تداولها اليوم في الاعلام؟
– لماذا اللف والدوران حول هذا الموضوع؟
• هل نفهم أنه عار عن الصحة؟
– اذا أردت القول انه عار عن الصحة، اكتبي انه عار عن الصحة. انا لا أريد التحدث في هذا الموضوع، أو التعليق عليه سلباً أو ايجاباً. هم سألوني «هل تريدين الزواج من رجل سياسي شهير؟»؟ قلت لهم «لا تعليق»، والجواب نفسه أكرره معك.
• تقصدين أنهم استنتجوا الجواب من جوابك المبهم؟
– هم استنتجوا الجواب الذي يفضلون سماعه. ماذا تعني عبارة «لا تعليق؟»، هل هي تعني نعم أو كلا؟ هي تعني ان الموضوع هو شأن خاص بي ويبقى لي وحدي. سواء كان صحيحاً أو غير صحيح.
• الناس يريدون أن يعرفوا هل هو من فريق 8 آذار أم من فريق 14 آذار؟
– بل 7 آذار.
• وهل هو نائب أو وزير؟
– لا تعليق.
• هل ترين أن زواج الفنانة يتعارض مع الزواج من سياسي، أم انه كسائر الزيجات الأخرى؟
– اي زواج سواء من سياسي أو غير سياسي، يحتاج الى وعي. يجب أن يعرف الانسان ما هي وجهته، وما الذي ينتظره بعد الزواج. لا أعتقد أن هناك تعارضاً بين زواج السياسي بالفنانة، بل هما يكملان بعضهما بعضاً، لأنه زواج يجمع بين القوة والشهرة، وبذلك يدعمان بعضهما أكثر. ولكن ليس بالضرورة أن ينطبق هذا الكلام على كل الأشخاص، بل إن مثل هذا الزواج يمكن ألا ينجح أيضاً مع بعض الثنائيات. لكن في شكل عام، فان السياسي والفنانة يستمدان القوة من بعضهما البعض.
• يبدو أنك مشجعة لهذه الخطوة… زواج يجمع بين السلطة والشهرة؟
– بالمجمل هو كذلك.
• هل يمكن ان نبني على جوابك شيئاً؟
– كلا.
• ما رأيك بظاهرة الفنانين الذين يفكرون بالعمل في السياسة؟
– تلقيت اتصالاً وطلبوا مني الترشح للانتخابات، وهذا الموضوع أضحكني كثيراً، وقلت لهم أرفض الدخول الى مجال لا أفهم فيه، فردوا عليّ بان الفنان هو انسان في النهاية، وهو يؤثر بالمجتمع والناس، وفي حال وافقتِ على الترشح، فلن تتكلمي في السياسة بل في مواضيع تخص المجتمع وفي قضايا أحب أن أتحدث بها وتهمّ الناس، الى جانب مجموعة من الأشخاص بعضهم سياسيين وبعضهم الآخر غير سياسيين من بينهم أطباء ومحامون ومن مجالات مختلفة». من حيث المبدأ الفكرة «مهضومة» واذا كان ثمة قضايا تثير أهتمامي فيمكن أن أتحدث عنها في مقابلاتي الصحافية، ولست مجبرة على أن أكون ضمن هذه المجموعة كي أوصل أفكاري. لذلك اعتذرت وقلت لهم ان هذا الطرح غير مناسب لي.
• ما الافكار او المواضيع التي تثير اهتمامك في المجتمع.. وبماذا تطالبين؟
– أطالب بمساعدة الناس. أولاً «يا عيب الشوم»، هل يعقل أنه يوجد في لبنان اشخاص ينامون على الطرق لأنه لا يوجد لديهم بيت يؤويهم؟ يجب أيجاد الحل لهذه المشكلة، ويجب أن يبدأ التغيير انطلاقاً منا كأفراد. ثانياً، اقرار مشروع ضمان الشيخوخة ومأوى للعجزة يضم الكبار في السن ممن لا أحد يسأل عنهم، بينما في الدول المتطورة فان الأشخاص الذين يعيشون ظروفاً مماثلة وفي مثل أعمارهم، يكملون حياتهم بكرامة بفضل التأمينات الاجتماعية. هذه الأمور تسبب لي حرقة في القلب، بالاضافة الى أمور اخرى كثيرة، ولكن قصص الحروب «لا يد لنا فيها»، واذا كان الكبار لا يهتمون بشعبهم، فنحن مهما طالبنا يبقى الأمر مجرد امنيات، ونصل الى مكان لا نتمنى فيه سوى الرحمة لهؤلاء الناس. لكننا في المقابل، يمكننا أن نطالب بتأمين ضمان الشيخوخة وبتأمين بيوت للناس المرمية على الطرق، ولا أعتقد ان اياً من الوزراء «يمكن أن ينكسروا» اذا تبرعوا لهم بمبلغ مادي شهرياً.
• كنت تحدثت في الفترة الماضية عن نيتك بتجديد بعض الأغنيات، ما هو مصير هذا المشروع؟
– بين مشروع تجديد الأغنيات والمشروع التمثيلي الذي سأباشر فيه سوف أطرح «سنغل»، لأن هناك خطورة كبيرة في طرح البوم كامل في ظل الظروف التي تشهدها الدول العربية. السنغل هو بمثابة تواجد لاسم الفنان، وهو يكفي في الوقت الراهن. انا افكر بهذه الطريقة وهذا هو مخططي في المرحلة الحالية.
• وهل سيكون «السنغل» أغنية قديمة اعدت تجديدها بصوتك أم أغنية جديدة؟
– بل اغنية جديدة. وبالنسبة الى مشروع تجديد الأغنيات فهو لا يزال مؤجلاً بعض الشيء.

نيللي … والشيخوخة

تطرقت نيللي مقدسي خلال حوارها عن هواجسها من مرحلة الشيخوخة ومعاناة جارة جدتها التي عاشت وحيدة أواخر عمرها؛ «فمنذ أن وعيت على هذه الدنيا وأنا أفكر بجارة جدتي التي لم كانت تعيش وحدها. أنا كنت أمضي كل وقتي عندها، ولا يزال هذا الموضوع يؤثر بي حتى اليوم. كانت تقول لي دائماً: «الله يرضى عليك»، وهذه العبارة كانت تعني لي الكثير وهي لا تزال تطنّ في أذني حتى الآن. لا أحد منا لا يخاف من الشيخوخة، لأننا لا نعرف ماذا يمكن أن يحصل معنا، ولكن لأن مشهد تلك العجوز لا يمكن أن يزول من ذاكرتي، على الرغم من أنها كانت أماً ولكن أولادها سافروا جميعاً ولم يكن أحد يهتم بها، فان ما حصل معها يجعلني أشعر بخوف شديد من هذه الحياة. لكن الانسان يجب ألا يصبح أسيراً لهواجسه وخائفاً من المستقبل. من لا يكن مؤمناً يمكن ان يخاف من الموت ومن اي شيء آخر في هذه الحياة، والحمد لله ايماني كبير جداً. من المفيد جداً التحدث في هذه المواضيع، وكما نحن نتطور في نواح كثيرة، من خلال الأمور البشعة التي نستوردها من الخارج، يمكننا أن نتطور من النواحي الايجابية أيضاً.  

السابق
بلديات حاصبيا واستحقاق نصف المدة
التالي
ساندي: لست ممثلة إغراء