الجيش يفاجئ وزير الدفاع باستدعاء احتياط!

أعلن الجيش الاسرائيلي، أمس، بدء مناورات عسكرية واسعة النطاق شمالاً، في محاكاة لنشوب مواجهة عسكرية ضخمة مع حزب الله. والمناورة التي حرصت إسرائيل على الإعلان عنها وتغطيتها إعلامياً بشكل كبير، كما التشديد على أنها فجائية، ولم يكن مخطط لها مسبقاً، تأتي بحسب مصدر عسكري رفيع المستوى على خلفية التوتر على الحدود مع سوريا، وضرورة فحص قدرة الرد السريع، في حال حصول تصعيد من الجانب اللبناني.
وذكر المراسل العسكري للقناة العاشرة في التلفزيون العبري، أنه تم استدعاء ألفي جندي احتياط للمشاركة في المناورة «التي تستمر حتى يوم الخميس، وتشمل تدريبات بنيران حية، وفحص الاستعدادات والمرونة القتالية للوحدات العسكرية». أضاف أنها «مناورة كبيرة جداً، ومنذ سنوات طويلة لم تجر مناورة بهذا الحجم، وقد تقررت بناءً على التوتر الكبير الذي تشهده الحدود الشمالية، سواء مع حزب الله أو مع سوريا».
المناورة تسببت في شائعات في إسرائيل عن استدعاء وتجنيد الاحتياط لشن عملية عسكرية ضد الكيميائي السوري، الامر الذي تطلب من الجيش الاتصال بالمراسلين العسكريين واعلامهم بأن المناورة جزء من البرنامج السنوي للتدريبات لكن توقيت إجرائها كان فجائياً.
وذكر موقع يديعوت ان من بين الذين فوجئوا بتوقيت المناورة واستدعاء احتياط كان وزير الدفاع موشيه يعلون ولجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست.
وقال ضابط رفيع المستوى في قيادة المنطقة الشمالية، في استعراض صحافي للمراسلين العسكريين أمس، إن «المناورة تحاكي حالة تصعيد قد يشهدها الميدان خلال فترة زمنية قصيرة، الامر الذي يفرض علينا تجنيد القوات والبدء بالمناورات خلال 48 ساعة». أضاف أن «السيناريو الذي سنقوم بمحاكاته هو سيناريو تدهور فجائي للوضع الامني على الجبهة اللبنانية، يتطلب لاحقاً دخولاً برياً الى لبنان».
وأشار الضابط الى أن «المناورة ستشهد عملية استيعاب قوات احتياط، ومن ثم الخروج بها سريعاً للقيام بتدريبات استعداد لخوض القتال، وهذا لم يحدث في هذا القطاع (الشمالي) منذ وقت بعيد جداً». ورداً على سؤال الموقع، حول العلاقة ما بين المناورة الفجائية وحادثة إسقاط طائرة من دون طيار قبالة سواحل مدينة حيفا الفلسطينية، شدّد الضابط على «وجوب الاستعداد لكل السيناريوات، ومن بينها الانتقال سريعاً الى الجبهة السورية».
وأفاد موقع «إسرائيل ديفنس» العبري، المتخصص في الشؤون العسكرية والامنية، أن وحدات متخصصة في حرب العصابات لدى كتائب المشاة في الجيش الاسرائيلي ستخضع خلال الفترة القريبة المقبلة لتدريبات ومناورات تحاكي مواجهات في مناطق معقدة، ومن بينها التدرب على التوغل في الأماكن المبنية واختراق مبان محصنة، مشيرة الى أن «التدريبات ستشمل أيضاً محاكاة قتال يجري تحت الارض، على خلفية الانفاق التي بناها حزب الله في القرى اللبنانية».
وقال ضابط رفيع المستوى في شعبة العمليات في الجيش الاسرائيلي إن «حزب الله بنى أنفاقاً وتحصينات تحت القرى والمناطق المأهولة في لبنان، بهدف سحب القوات الاسرائيلية الى القتال فيها»، مضيفاً أن «التهديد من تحت الأرض في الساحة اللبنانية تفاقم بشكل هائل في الاعوام الاخيرة، وثمة فرق كبير بين حجم البناء تحت الأرض الذي صادفناه في حرب لبنان الثانية عام 2006، وبين الموجود حالياً، والذي سنواجهه في الحرب المقبلة، إذ لا قياس بين الواقعين».
وبحسب الموقع، ستخوض الوحدات المناورة تدريبات داخل قرية عربية وهمية في قاعدة التدريبات التابعة لقيادة المنطقة الشمالية في «اليكيم»، ومن بينها التدرب على القتال في منشآت تحت الارض، تتضمن تحصينات ومغارات وما شابه.
إلى ذلك، انتقدت مصادر في مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تصريحات وزير الدفاع الاسرائيلي السابق بنيامين بن أليعازر الذي أكد فيها أن «السلاح الكيميائي بدأ بالفعل الانزلاق الى حزب الله في لبنان». وبحسب إذاعة الجيش، «رفض مكتب وزير الدفاع، موشيه يعلون، التعليق على تصريحات بن أليعازر، الأمر الذي يطرح علامات استفهام حول الموضوع»، مشيرة الى أنه «في حال صحّت أقواله، فستكون إسرائيل أمام قرار صعب. فهل تجاوز حزب الله للخط الاحمر يلزم تل أبيب بالتحرك؟».

السابق
بحثاً عن هوية جديدة لمصر
التالي
مناطق جعجع العازلة