حاصبيا تنبذ الفتنة وشبعا تطوق حادثة فاطمة

أكد وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور على «وحدة منطقة حاصبيا المعروفة بأخلاقياتها وتاريخها»، وقال: «خلفية ما حصل في الأيام الماضية من أحداث، أُرِيدَ منها إحداث شرخ في المنطقة، وفتنة لن نسمح لها بأن تحصل»، معتبراً أنها «أحداث مفتعلة على خلفية ما يحصل في سوريا ومجيء نازحين وجرحى مظلومين، وما يقوم به أهلنا من شبعا إلى دير العشائر من استضافة وحماية هو واجب أخلاقي».
كلام أبو فاعور جاء في لقاء موسع، في قاعة بلدة الكفير أمس، تحت عنوان: «الوحدة الوطنية والعيش المشترك»، حضره النائب السابق منيف الخطيب، والشيخ فندي شجاع، ومفتي البقاع الغربي وراشيا الوادي الشيخ أحمد اللدن، والشيخ جهاد حمد ممثلا مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ حسن دلي، وكاهن رعية الكفير الخوري نعمة ابو رحال، وقائمقاما حاصبيا وراشيا الوادي، وممثل النائب أنور الخليل كمال أبو غيدا، وممثلون عن «الحزب التقدمي الاشتراكي»، و«القومي»، و«المستقبل»، و«الجماعة الإسلامية»، و«الشيوعي»، و«جمعية إشراق أنور الخيري»، ورؤساء بلديات وفعاليات.
وقال أبو فاعور: «لا نريد استيراد الحرب السورية إلى لبنان»، مشدداً على أن «ما يحصل في سوريا ليس صراعاً طائفياً، وليس بين السنة والدروز، إنما هو شعب يطالب بحقوقه المشروعة، هناك دروز مع النظام ودروز مع المعارضة، وهناك سنة مع النظام وسنة مع المعارضة، ولكن يجب أن لا نقبل بتحويل هذا الصراع إلى صراع طائفي. إذا كان هناك من يريد تصوير ما حصل في حضر وبيت جن، على أنه طائفي فهذا امر غير صحيح، ومن يريد استيراد هذا الصراع ونقله إلى لبنان فنحن ضد ذلك ولا نقبل به».
وكان قضاء حاصبيا قد شُغِلَ ببعض البيانات التي حملت نفساً طائفياً خطيراً. ودعا النائب أنور الخليل، أبناء منطقة حاصبيا إلى توخي الحذر، والعمل معاً لإسقاط محاولات الفتنة التي يحاول البعض زرعها بين أبناء العائلة الواحدة في قرى القضاء. وقال الخليل في تصريحٍ أمس: «منذ مدّة يحاول البعض اللعب باستقرار قرى قضاء حاصبيا وأمنها وإدخالها في لعبة المنطقة ومخاطرها. إننا نربأ بجميع القيادات والفاعليات السياسية والاجتماعية وبرؤساء البلديات والمخاتير بذل كل جهد للتأكيد على متانة البيت الجنوبي الذي لم تهزه مؤامرات وفتن العدو الإسرائيلي». ودعا «الدولة بجميع أجهزتها الأمنية والإدارية والخدماتية لتكثيف جهودها في المنطقة منعاً لأي فراغ قد يملأه المشبوهون أو المصطادون في الماء العكر. كما ندعو الجميع إلى التعامل بإيجابية مع ملف النازحين السوريين بما يعكس أصالة أبناء المنطقة في حفظ الأخوّة وأواصر العلاقة التاريخية بين البلدين».
شبعا
وفي شبعا، تمكنت فعاليات البلدة من تطويق حادثة طعن الفتاة فاطمة نبعه، من قبل مجهول ليل أمس الأول، داعية الأجهزة الأمنية والعسكرية المعنية لكشف الفاعلين، وإنزال أشد العقوبات بهم.
وكان مجهول قد طعن الفتاة نبعه بآلة حادة في أحد أزقة البلدة ليلاً، فأصيبت بجرح متوسط، تمت معالجته في إحدى عيادات شبعا. وإثر ذلك تجمع عدد من أقاربها، وعملوا على قطع الطريق العام وسط البلدة، مطالبين بكشف المرتكبين، حيث توجهت الاتهامات ناحية أحد النازحين السوريين. وقد عمل عناصر من الجيش اللبناني والقوى الأمنية على تهدئة الوضع بانتظار ما ستسفر عنه نتائج التحقيقات.
وبدعوة من مفتي حاصبيا – مرجعيون الشيخ القاضي حسن دلي، عقد اجتماع موسع في جامع البلدة أمس، بحضور قاضي الشرع الشيخ إسماعيل دلي، ووجهاء عائلة نبعه، والمخاتير، ومندوبي البلدية، و«الجماعة الإسلامية»، و«وقف النور الخيري»، وعدد من النازحين السوريين إلى البلدة، بحث خلاله في «الاعتداء غير المبرر، والغريب عن عادات وتقاليد البلدة». وخلص المجتمعون إلى إدانة الحادثة، وحث الجميع على «التعقل في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة».
الشيخ دلي، الذي بذل جهداً كبيراً في معالجة الوضع، أشار باسم المجتمعين، إلى أن «ما حدث يدخل في إطار خلق الفتن المتنقلة، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار الذي ننشده جميعا، واضعين هذه الحادثة في عهدة الأجهزة الأمنية المعنية، آملين كشف ملابساتها وتفاصيلها بسرعة، وإنزال أشد العقاب بالفاعلين. ودعا أهالي البلدة إلى «تجنب أي ردات فعل تسيء إلى العلاقة مع الأخوة النازحين، لقطع الطريق على المصطادين في المياه العكرة».
  

السابق
كنعان: الوضع الراهن يفرض حكومة سياسية
التالي
احتجاج في صور أثناء حفل للقوة الإيطالية