افتتاح مهرجان تراثي في شقراء

رعت رئيسة الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين السيدة رندى بري احتفال افتتاح المهرجان التراثي الاول الذي نظمه مكتب شؤون المرأة في حركة أمل في بلدة شقراء – قضاء بنت جبيل في حضور مسؤول اقليم جبل عامل في حركة "أمل" محمد غزال والمفوض العام لكشافة الرسالة الاسلامية حسن حمدان ومسؤولة شؤون المرأة المركزي في الحركة شهناز ملاح ورئيس اتحاد بلديات بنت جبيل عبدالله شعيتو وفاعليات بلدية وممثلي الجمعيات والاندية الثقافية والحرفية والتربوية والكشفية وحشد من الاهالي.

بعد النشيدين الوطني ونشيد الحركة وكلمة ترحيب لمسؤولة شؤون المرأة في بلدة شقراء غادة رزق، ألقت بري كلمة قدمت في بدايتها التحية للشهداء والجرحى وأمهاتهم وابنائهم "الذين باستشهادهم صانوا القيم والمبادىء وعمدوا بدمائهم وحدة لبنان وحرية ارضه وإنسانه واسسوا لنا تاريخا جديدا عنوانه التضحية والفداء، للشهداء لامهاتهم وزوجاتهم ولكل امهات الجنوب في هذه المناسبة الف تحية باريج الريحان وعبق الشهادة".

وحيت مكتب شؤون المرأة في الحركة – المنطقة السابعة في اقليم جبل عامل على "اخراجه هذه المناسبة الانسانية من الحيز الاحتفالي الى الحيز العملي والذي من خلاله يعكس حقيقة دور المرأة وقدراتها وابداعاتها في الشراكة وتحقيق التنمية"، وأكدت "الدور المحوري للمرأة في حماية التراث الوطني والشعبي والقروي"، وقالت: "هذا التراث وهذه الثقافة شكلا الحجر الزاوية في صناعة انتصاراتنا على المحتل الاسرائيلي ومشاريعه العدوانية التي طالت ارضنا وانساننا ولا تزال تضع وطننا لبنان ضمن دائرة استهدافاته على مختلف المستويات الامنية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية".

وتابعت: "انطلاقا من تلك الاستهدافات العدوانية، تنبع الاهمية القصوى لاحياء التراث والتمسك به فهو احياء لقيم الشهداء والتمسك بمبادئهم وثوابتهم ، فالمسؤولية الوطنية ترتب علينا جميعا تعميم مثل هذه الانشطة وجعلها جزءا من الفعاليات الدائمة في منظومة حياتنا في القرى والبلدات اللبنانية بشكل عام والجنوبية بشكل خاص، وجعلها مناسبة نستحضر فيها هذا الارث والثقافة التي كانت حتى الامس القريب سببا رئيسيا لمناعتنا وقوتنا وتماسكنا، و هي لا تزال تمثل المكون الاساسي الذي يمكن من خلاله البناء عليه في مجابهة التحديات وما اكثرها في هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة التي تحدق بوطننا وانساننا وبكل مفاصل الحياة اليومية".

ودعت "مكتب شؤون المرأة في الحركة وكل الفعاليات النسائية والامهات وهيئات المجتمع المدني الى ضرورة تشخيص هذه التحديات والانصراف نحو وضع الاليات والاطر لمواجهتها والتخفيف من انعكاساتها على مجتمعنا وتراثنا وثقافتنا وفي مقدمها العمل على التوعية من مخاطر المخدرات والظواهر التي بدأت تنتشر على نطاق واسع في مختلف المناطق وحتى في القرى التي كنا نظن انها بعيدة عن هذا الخطر المميت والقاتل ليس للمدمن فحسب انما للاسرة وللثقافة وللتراث ولمنظومة القيم والاخلاق اللبنانية، فللمرأة والام دور كبير في مكافحة هذه الظاهرة من موقعها الاقرب الى افراد الاسرة ، وحماية التراث والمحافظة عليه في ظل التدهور البيئي الحاصل في منطقتنا ، فالمحافظة على التراث وديمومته هو جزء من الثقافة البيئية التي يجب ان تكون حاضرة على الدوام في المدرسة والبيت والبلدة".

وحذرت من "مخاطر الوقوع في ردات الفعل على الخطابات التحريضية واللغات المذهبية بالوقوع في تبني ثقافة تحريض مماثلة، ان هذا النحو من الثقافة هي غريبة عن تراثنا وعن ثقافتنا وعن ديننا وشرعنا واخلاقنا، فللمرأة كما الرجل كما النخب الثقافية والدينية دور اساسي في مكافحة هذه الظواهر والتأكيد على ثقافة ونهج الاعتدال"، وأشارت الى "أهمية تعميم ثقافة المشاركة لدى المرأة وتمكينها اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وسياسيا والاقرار بحقوقها التي كفلتها القوانين والشرائع الارضية والسماوية ومكافحة اي شكل من اشكال العنف ضد المرأة والطفل ووعي مخاطر التسرب المدرسي".

وتخللت الاحتفال كلمة للحركة ألقتها مسؤولة شؤون المرأة في المنطقة السابعة السيدة وفاء عيسى، شارحة "اهداف هذا اليوم التراثي وما يحققه من تنمية إقتصادية وإجتماعية"، شاكرة الجمعيات والهيئات المشاركة على تلبيتها الدعوة لإقامة هذا اليوم التراثي لما يحقق من أهداف مشتركة للمجتمع المدني بجميع فئاته.

وشكر رئيس إتحاد بلديات قضاء بنت جبيل عطاالله شعيتو بري، منوها "بجهودها المتواصلة لدعم المرأة وتحسين ظروفها المعيشية والإقتصادية". ثم ألقت الشاعرة فاطمة الحسيني والشعراء يوسف سعد وحسن خلف قصائد شعرية.

وتلا ذلك تكريم لأمهات وزوجات عوائل الشهداء وقدمت هدايا تذكارية لعشرات الجمعيات والهيئات المشاركة "عربون محبة وتواصل من أجل خير المجتمع وتطوره وازدهاره".

وفي الختام إفتتحت بري معرض المنتوجات الغذائية والحرفية وجالت في أقسامه.
  

السابق
بدايات الكون في أوضح صورة
التالي
السنّة يحمّلون المالكي مسؤولية حرب مذهبية