14 آذار: النهاية لن تتأخر

الذكرى الثامنة لقوى 14 آذار، في 17 منه. يوم أحد، عطلة نهاية الأسبوع. الجمهور يستطيع المشاركة. يوم العائلة من السهل أن يتحوّل يوماً مع العائلة الكبيرة لقوى الاستقلال. هناك، في البيال، سيكون الحضور في انتظار استعادة لا جديد فيها، سوى الوجوه، أو بأحسن الأحوال، الخطابات، التي ستقول للجالسين هناك أو خلف الشاشات: 14 آذار بخير وقوّات الجحيم لن تقوى عليها.

يوم الأحد، سينتهي المهرجان. تعود الأمور إلى حالها. شيء لن يحصل، هكذا كانت السنوات الأخيرة للبيال وروّاده، وهكذا ستكون. الحسم في الاستنتاج لا يجوز في كل الأحوال، إلّا في حالة 14 آذار. المُتغيّر لا يوازي الواحد في المئة من الموجود. المُتغيّر ليس سوى أسماء ستسقط سهواً أو عمداً على احتفالية، لا تستطيع، مهما حاول منظموها، أن تلغي حجم التباينات في ما بينها. ولا تستطيع، أن تُقدّم أي جديد لمن ينتظر جديداً، التجارب المُحبطة كثيرة، الرهان اليوم، معدوم، إن وجد أصلاً.

الأمانة العامة لقوى 14 آذار، في انتظار إشارة بيت الوسط. سيجتمع أمينها العام فارس سعيد مع الرئيس فؤاد السنيورة في الساعات القليلة المقبلة. إمّا أن يكون لقاء سياسياً، يتحدث في خلاله أقطاب هذه القوى، أو أن يكون مدنياً، في استعادة للمهرجان الماضي. يومها، قدم ميشال الحجي جورجيو قراءة معمّقة ومطوّلة، لمكامن الفشل وطريق النهوض. ما عداه، كان إنشاءً، من غالبية منها من هو خارج لبنان، ومنها من لم يكن يوماً في صلب الحراك الاستقلالي.

يومها أيضاً، قاطعت حركة اليسار الديموقراطي المهرجان، معترضة على أن لا نيّة للإصلاح، أو تقديم صورة جديدة مُختلفة، للخروج من الإحباطات المتتالية. يومها، كان مطلب كثيرين، إطلاق المجلس الوطني الذي يعيد الاعتبار للمستقلين فيها. شيء من هذا لم يحصل. ولليوم، لم يتغيّر هذا الواقع، لا بل الأمور ازدادت تعقيداً مع دخول عامل الانتخابات وقانونها وحصصها، على خط الخلاف المتنامي بين أطيافها.

قبل نحو شهر، كانت ذكرى 14 شباط. الاحتفاليتان منفصلتان. تلك استعادة لذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري. الأساس فيها موقف تيار المستقبل. هذا ما كان، يقول قيادي في هذا القوى، ويضيف: أمّا في ذكرى 14، فهي مناسبة للعودة إلى التحالف العريض، وما تطرحه كل 14 آذار لمواجهة التحديات المُقبلة، والظهور بطريقة تنهي حال الارتباك والاشتباك الذي كان قائماً حيال الانتخابات وقانونها.

لكنّ السؤال الذي يُطرح: هل تُلغي الخطابات ما حصل من تباعد؟، هناك يعتقد ذلك ويجزم. هناك من يقول إن لا مجال للعودة بـ 14 آذار كما كانت. هناك أيضاً من يذهب أبعد في شرح التعقيدات الموجودة، يقول: إلى اليوم لا اتفاق على قانون موحّد، والمشاكل التي كانت لم يُحل منها شيئاً، ومقاربة الأمور ليست واحدة، بالتالي ماذا ستقول الأحزاب في هذه المناسبة؟ وهل تُدرك ما الذي ينتظره الجمهور بعد كل ما حصل وكل الانتكاسات التي سبقت موضوع قانون الانتخابات؟

على أي حال، حين يتقرّر التوجه العام لما سيكون عليه احتفال البيال، يُمكن استشراف أوضاع هذه القوى، علماً، كما يقول بعض من يدور في فلكها، أنه مهما كان الخيار، سياسياً أم مدنياً، فإن ذلك لا يُعبّر عن واقع الحال. في السياسة، يُمكن لقادتها أن يتحدثوا عن سوريا و"حزب الله" من دون المرور على الانتخابات، ومدنياً، سيُقال: أنظروا، تريدون استقلالية، أعطيناكم إيّاها.. فارضوا.

العام الماضي، دعوات كثيرة وُزّعت. القاعة الصغيرة لم تمتلئ. مقاعد خالية، كخلوّ الاحتفال من أي معنى، سياسيّ وتنظيميّ ومدنيّ. هذا العام، سيتضاعف عدد الدعوات، كي لا يتكرر الخطأ نفسه. 2000 كرسي في انتظار من يحمل بطاقته، ليُشاهد نسخة محدثة زمنياً عن العام الماضي، ليس أكثر.

يبقى أن الاجتماع لردم الهوّة، إن رُدمت، لا يلغي واقعاً مفاده أن قوّات الجحيم، أو بالأحرى قانون انتخابي، وُضع في مكان ما، وسُوّق بطريقة ما، فعل ما لم يفعله يوم 7 أيار "المجيد". في 17 آذار الجاري، تاريخ، قد يؤسس لبداية النهاية، أو نهاية هذه البداية. نهاية، كُثر حاولوا تأخير وصولها، على ما يبدو، ولن ينجحوا.

السابق
هل يعاقب لبنان بسبب انحيازه للأسد؟
التالي
كباش بين ميقاتي وحزب الله