طبول حرب باردة

تتعرض منطقة الشرق الاوسط لعواصف دولية بما يشبه الاستعداد لمواجهات مرتقبة نتيجة ما يجري من مناورات عسكرية غير مسبوقة بعد الحرب الباردة كما اعلنت روسيا من دون استثناء التهيؤ الاميركي للتعاطي مع التطورات.
وقد دخلت اسرائيل كما هو معروف على الخط بإعلانها عن مناورة لافتة في هذه المرحلة وهي تحييد استغلال التداعيات والخلافات مع مضاعفة الضغوط على الفلسطينيين في غزة والضفة اضافة الى الامعان في الاكثار من بناء البؤر الاستيطانية.
واذا كانت العاصفة غير العادية المتوقعة بعدما يتردد عن وصول الاخضر الابراهيمي الى طريق مسدود فإن بوادر حل في الساعة الاخيرة كما هو مألوف يتم التوافق عليه خصوصاً بين موسكو وواشنطن في الاجتماع المرتقب بين مسؤولين من البلدين، وكثيراً ما وصل التجاذب الحاد الى اعتبار الصدام امراً واقعاً، لكن سرعان ما يفرض التفاهم نفسه ولو في الساعة الاخيرة، ومن هنا يتركز الاهتمام الدولي على انعقاد جلسة لمجلس الامن لاتخاذ قرار تحت البند السادس وليس السابع لأن طبول الحرب التي تقرع الآن ستهدأ نتيجة حسابات دقيقة لمنع الوصول الى حافة الهاوية بين الدول النافذة كون اجتراح حلول افضل للكل من صدام.
والذاكرة تبقى محتفظة بما ادى الى سحب صواريخ الاتحاد السوفياتي السابق من كوبا باصرار من الرئيس الاميركي الاسبق جون كيندي ووعي روسيا لنتائج الاحداث، وهذا ما هو متوقع في هذه المرحلة لجعل مهمة المبعوث الدولي والعربي الاخضر الابراهيمي نافذة عبر خطة يقترحها لانهاء موجة العنف القاسي التي تتعرض له سوريا، وهذا يتوقف على حكومة ذات صلاحيات واسعة بالتعاون بين الاطراف المعنية، واذا كان الوضع السائد يمتاز بالغموض والتشدد من قبل النافذين فإن التفاهم سيفرض نفسه التزاماً بوحدة الشعب السوري ودوره في المنطقة.
والذي يوجب تهدئة العواصف والرياح الشديدة هو ما يتوقعه المراقبون من ان ما تشهده سوريا الآن لن يقتصر على حدودها الجغرافية بل يمتد الى ابعد منها اقليمياً ودولياً ايضاً، ومعرفة الكبار بذلك هي التي تبعد شبح التخوف من ارتدادات سلبية على المنطقة ككل ولا احد بالطبع يريد بلوغ حافة الهاوية او التردي فيها، وكثيرة هي الشواهد والادلة من ازمات سابقة تمت معالجتها بحلول ترضي المعنيين بها بعد بلوغ الحرب الباردة حدود الصدام.
هذا الواقع يثبت ان الحل تملكه واشنطن وموسكو ومن هنا الرهان على نجاح مهمة الابراهيمي وما سيقرره مجلس الامن الدولي.

السابق
فيديو الرعب
التالي
معين المرعبي: لتنفيذ قرار انتشار الجيش على الحدود