علويّّّّو عكار على سهل من قلق

تبدو عكار للقادم اليها من بيروت، كأنها لا تزال غارقة في حرب أهلية باردة، تتخللها براكين من الانفجارات المذهبية. العلويون، الذين نزح العشرات منهم نهائياً من جبل محسن في طرابلس إثر الجولة الأخيرة من المعارك مع باب التبانة، واشترى بعضهم بيوتا في.. سوريا، لا يعترفون فورا بقلقهم، الا أن الاسترسال في الحديث يعكس وضعاً اقل ما يقال في انه مقلق. ومع ذلك، يفضل هؤلاء القول إنهم لا يخافون من جيرانهم السنّة. هكذا يتفقون على استعادة رواية «الغريب» الذي لولاه، تكاد تصدق، لكانوا يعيشون معاً في «ثبات ونبات».

«وصلنا الى سوريا» يلقي احد الاصدقاء بهذه الجملة الهازئة لدى دخولنا الى منطقة عكار في شمال لبنان، مردفاً «سياسياً طبعاً»، ثم يضحك وهو يهزّ برأسه ساخراً من التجاذب السياسي الذي حوّل البلاد، وخاصة هذه المحافظة اللبنانية الملاصقة للاراضي السورية، الى حديقة خلفية للأزمة المتفاعلة هناك منذ ما يقارب السنتين. وبالفعل، على اوتوستراد عكار «الدولي»، الذي لا يملك من مواصفات الدولي إلا موقعه الجغرافي، تكاد السيارات ذات اللوحات السورية تساوي تلك العمومية اللبنانية. اما الشعارات على الطرقات، فخليط من شتائم للرئيس السوري ومديح لمعارضيه وحلفائهم من رموز اللبنانيين السنّة، إضافة الى علم «الثوار». هذا المشهد المتطرف الذي يحتل الفسحة العامة المفترض أنها مشتركة، يجد جوابه في اماكن غير بعيدة…تحديداً في القرى العلوية.
هكذا، يحس الداخل الى «المسعودية»، كأنه عاد بالزمن الى ما قبل الخروج السوري من لبنان في نيسان عام 2005. على الجدران التي تحيط بالبيوت المتواضعة، التي تضم احياناً الى المنزل الباطوني العاري، فناءً صغيرا يسرح فيه الدجاج والبقر فوق أرض اختلطت فيها اوساخ البهائم بوحول الشتاء، احتلت الشعارات المناصرة لسوريا حصة الأسد. وغير بعيد عن بانوهات كبيرة، وُلّفَت فيها بورتريهات للرئيس السوري الحالي، مع صور والده وحتى اخيه باسل، الذي قتل بحادث سير اواسط التسعينيات، نصبت صور «للقائد والزعيم»، في اشارة الى علي عيد النائب السابق عن المقعد العلوي، وابنه رفعت.
وحين تدخل بعض قرى عكار، لا تعود فقط الى زمن «الوجود» السوري، بل الى أقدم من ذلك الوقت بكثير.. كأن لبنان ترك هذه المنطقة العارية من التقدم، في ماضيه. حتى ملابس الناس، النساء خاصة، تبدو كأنها تعود إلى سنين خلت. كأن هذا القضاء من اقضية لبنان لا يزال «على العظم».
وعري عكار، بالمعنى المجازي، يجد مرادفه المحسوس في أشياء كثيرة تلتقطها العين: عري الطرقات من الإسفلت، عري خفّان البيوت حتى من «الورقة» الباطونية، الألوان الحائلة لبعض المباني التي أراد صاحبها الاحتيال على تجميل منظرها بإضافة لون غسله المطر المتكرر والنش، الطرقات الأشبه بجور من الوحل المتصلة، البيوت المظلمة والباردة، فيما جلست بعض العائلات امام البيت مستعيضة بضوء النهار عن ظلمة الغرف، وبنار الحطب المشتعلة في تنكة متوهجة، عن كلفة الغاز في ظل ازمة المازوت لانقطاع التهريب.

وعكار اليوم على قلق. تنام وتصحو كمن ينتظر حدثا كبيرا وخطيراً. وبما ان القلق سمة الأقليات، انتظرنا ان نجده في بيوت العلويين، وخاصة بعد تكاثر الهجرة من جبل محسن الى منطقة الكورة ومجدليا وضهر العين أخيراً، لتجدد الاشتباكات وتعذر العيش فيها.
لكن المعاينة على الارض أظهرت ان القلق، الذي ينفي اغلبية من قابلناهم انه يجتاحهم في البداية، ثم يصبح واضحاً لدى التباسط بالحديث، ليس موجودا فقط بين العلويين، بل يتعداهم الى المحيط المسيحي و.. السني أيضاً. تكاد تضحك لاتفاق الطوائف الثلاث على الإشارة بأصبع الاتهام الى عنصر «الغريب»، وهو عنصر أثبتت التجارب اللبنانية الطائفية المتكررة ضرورته من أجل «استئناف» التعايش، بعد جولات تبدو حتمية من الحروب المذهبية.
فالعلويون العكاريون يؤكدون أنهم غير خائفين من إخوتهم السنّة، بل من «الأغراب»، يقصدون العناصر المتشددين الوافدين من«افغانستان وسوريا واليمن والعراق والسعودية وفلسطين»، الذين يتبعون فتاوى غريبة عن مجتمعات الإسلام المطمئن، الذي كان يميز الشمال. أما القلق السني، فيبدو انه معيشي اجتماعي بالدرجة الاولى. والصيحة سنياً، بدأت تعلو اولا بين ..النساء! تضحك للملاحظة وتظنها في البداية مجرد مزحة، إلا ان التأكيد يأتي من مصادر متعددة. فقد ترافقت، مع وفود النازحين من سوريا، فتاوى لمشايخ «الساعة» بأولوية زواج المسلم بالنازحات السوريات، وخاصة إن كنّ «أرامل شهداء»، مشجعين العكاريين على هذه الخطوة «ولو كانوا متزوجين لأنه يحق للمسلم أربع نساء»، و…دبكت!
تضحك السيدة وهي تتعجب كيف أننا لم نسمع الخبرية التي «طبلت بها حلبا»، راوية كيف ان سيدة آوت إحدى النازحات، فما كان من اللاجئة الا أن «مدت ايدها ع الخرج.. يعني على زوجها للمرا». وما الذي حصل؟ تقول «شو بدو يصير؟ دار حلش الشعر.. هبشو بعضن والسورية دقّت اللبنانية قتلة ما إلها دبّار..ساعتها فللوها». يتدخل زوجها وهو يشاركها الضحك «يعني وحياتك ما حدا رح يمسك اهل عكار غير نسوانن.. لأنو هيدا الشي صار مش بس بحلبا كمان بخربة داوود وبالبيرة، وبخربة شار، مثلا كان في بنت مخطوبة لشاب لبناني، بس بسبب الفتوى تركها وتزوج واحدة لاجئة سورية».
ولا يخفف الناس من تأثير عوامل اخرى، اكثر جدية، للتململ السني العكاري، منها التنافس على فرص العمل في بيئة محرومة، تنخرها البطالة والبطالة المقنعة ولا يجد اهلها الذين يتكل اغلبهم على العمل اليومي، قوت يومهم، وخاصة مع انقطاع التهريب، كمورد رزق واستهلاك رخيص في آن واحد، لذلك «بلشوا النازحين يفلفلوا اكثر صوب المدن.. يعني هونيك بيضيعوا بين الناس والنسوان بتلاقي شغل مثلا بالبيوت. لأنو مين المرا العكارية اللي حتضرب إيدها على جيبتها وتعطي لمرا نازحة عشرة آلاف ليرة أجرة تنظيف البيت؟».
داخل القرى

«لا ما في شي» تقول صاحبة المنزل الذي جلسنا في فنائه خارجاً، بعدما حاول صاحبه استضافتنا في «الصالون» المعتم. تبدو لمبة التوفير كالنكتة في ظل تيار لا يصل الا ساعتين يوميا. يستهل زوجها، محسن العيسى الكلام «عنا بالمنطقة ما منكره حدا.. بس إذا بدو ينفرض علينا شي، ساعتها شي تاني». ويضيف «لشو بدنا نخاف؟ إذا انا بنتسب لسوريا، وهوي بينتسب للسعودية، كل واحد لحالو! إذا الإنسان منو حرّ لشو عيشتو؟ شو بنتسب لأميركا ولا لإسرائيل؟». أقول في نفسي انه تعريف فجّ لانتماء اللبنانيين. لا انتماء للبنان، لأنه ببساطة غير موجود هنا. اين هو لبنان في عكار؟ يستطرد الرجل «نحنا ما عنا دولة. بعرسال حاوطوا الجيش وقوصوا عليهن. شو عملت الدولة؟ اذا ما حميتني الدولة بدي احمي نفسي». حسناً، وماذا عن العلاقة مع الجيران؟ تجيب الزوجة التي جلست الى جانبنا بعدما وضعت صينية القهوة «عادي.. الحمدلله ما في شي». هل يتزاورون مثلاً؟ تجيب وهي تشعل سيجارة «عادي يعني إذا منلتقى بمحلات بطرابلس منسلّم على بعضنا ..اذا في عزاء منروح منعزيهن..». ابتسم لهذه المحاولة القروية للمراوغة. فالعزاء في القرى لا مفر منه، اما مقياس التعايش، فهو الاعراس. أسالها «وهل تحضرون اعراسهم؟» تجيب وقد ضحكت ضحكة من أُمسك به «الاعراس لأ.. ليش الكذب؟ لأنو زيّنا غير زيّهم. نحنا أقرب، بلا مصغرة، للزي المسيحي اكثر» تقول. أنتبه للمرة الاولى إلى ان النساء هنا حاسرات الرؤوس، ولباسهن «مدني» بالمعنى الديني.
الى تل بيرة القريبة. على الطريق العام يكاد لا يخلو جدار من الشعارات التي تناصر سوريا الأسد والمقاومة والسيد حسن نصر الله. «هيهات منّا الزولا» كتب أحدهم. في منزل رئيس البلدية عبد الحميد صقر، علقت على الحائط صورة بالاسود والابيض للرئيس الراحل حافظ الاسد. يبدو اننا داهمنا اهل البيت وهم يتناولون عشاءهم. ننتظر في الصالون البارد دقائق «ما بال ما شالت المرا السفرة»، ثم ننتقل الى الغرفة الدافئة لنجلس مع العائلة حول اكواب الشاي. يبدأ بالكلام على عادة وجهاء القرى بتمهل «انا لا احب ان يقال سلفي لمين من كان. لأن السلفيين مش كلن تكفيريين». أي؟ يقول «يعني هيدا الشيخ دقماق وهابي وبيكفر الكل، يعني هلق مبلش بتكفير المذاهب الإسلامية، وبكره بيجي دوركن» يقصدني وزميلي المسيحي. نسأله إن كان التوتر المذهبي سيدفع بهم الى النزوح مثلاً؟ فيجيب «هون خلقنا وهون ربينا وهون بدنا نموت. اذا أرادوا استهدافنا كجزء من الشعب اللبناني فإن الدفاع عن النفس أقرته كافة المواثيق الدولية»، ولكن هل هذا مطروح؟ «اذا تعرضنا طبعا، لكننا لا نخيف جيراننا ولا هم يخيفونا، الخوف فعليا هو من الغرباء». الغريب يضرب من جديد. ويضيف «صاروا موجودين في القرى والبلدات العكارية. نعتبرهم خلايا نائمة. متى يوعز إليها لتستفيق وتدخل في الفتنة فستستفيق. هم عبارة عن ادوات ليس لديهم لا مشروع ولا مبدأ». ويضيف «مثلا عندما يحصل حادث امني مثل قصة تلكلخ او باب التبانة جبل محسن.. وحتى في صيدا، بيقطعوا الطرقات ولما يلاقوا واحد علوي ع الطريق بيتعرضولوا». وماذا يفعلون في هذه الحال؟ يقول «المسؤولين اللي متلنا، بيتجنبوا الحركة بهالاوقات ليمتصوا الغضب، لكن الخوف هو على العمال باشغالهم، والطلاب بمدارسهم»، لكن كيف سيعلمون انهم علويون والهوية لا يكتب عليها المذهب؟ يقول «بيعاونوهم ملثمين بيأشرولون على اولاد المنطقة، وحتى العساكر اولاد المنطقة (علويين) بيوقفوهم اللي بيسموا حالن جيش حر». يا سلام. هو احتلال سوري إذاً، ولكن فرع المعارضة المسلحة هذه المرة! يتابع الرجل كلامه «النازحون نوعان: مدنيون هجوا بسبب الطرفين في سوريا، وقسم آخر من المطلوبين وجدوا بيئة حاضنة يكمنون فيها حتى تأتيهم أوامر بعض المسؤولين اللبنانيين، متل الضاهر والمرعبي. وهدول منعتبرهم قنبلة موقوتة». وهل يظن ان توقيت انفجارها سيتزامن مثلا مع انهيار مفترض للنظام السوري؟ هنا ندخل في المحظور. يقول الرجل بصوت واثق «لن يسقط، لكن إذا توسعت المعارك الى هنا حسب الطلب، فمن يرد الاعتداء علينا ما راح يكون مبسوط»، لكن هذا الكلام يؤدي الى قرار التسلح. يبتسم وهو يقول «عنا سلاح فردي». فردي؟ نرد له ابتسامته متسائلين عن إمكانية الاستنجاد بالخطوط «الخلفية»؟ يصر على إجابته وعلى ابتسامته «سندافع عن وجودنا ولو بالعصي والسكاكين، اكتبي هكذا». وهل يتردد هذا الكلام في بيوت الناس هنا؟ يقول بثقة «في كل البيوت».
في منزل آخر، طلب صاحبه عدم الكشف عن اسمه، يقول الرجل الستيني إن القلق موجود اكثر في القرى «المختلطة» مذهبياً مع مسلمين سنّة. يدخل في تلك اللحظة زائر من قرية التليل العلوية، الواقعة في محيط من القرى السنية في منطقة الدريب. بصحبة الرجل ابنه الوحيد، وهو تلميذ في إحدى جامعات جبيل. يقول الشاب إنه كاد يضيع السنة الدراسية لأنه اضطر الى التغيب سبعة عشر يوما بسبب التوترات بعد مقتل الشيح عبد الواحد «كل ما يكون في دبكة.. دغري بيتصلوا اهلي انو ما ترجع، كمّل ع بيروت، او نام بالدورم (المسكن الطلابي) ولما بطلع بالفان، من الاول بحكي إنكليزي وبعمل حالي اني ما بفهم عربي ومش من هون. بس لما بوصل ع العبدة ما بيعود ينفع هالشي لأنو الناس بتعرف بعضها». وماذا ايضا؟ يخبرنا ان أصدقاء له في ثانوية «باسل الأسد» هنا، اخبروه ان المدرسة الغت رحلة الى معرض مدرسي في طرابلس لأن مسؤولي المعرض اتصلوا 4 مرات في يومين ليتأكدوا إن كان «طلاب ثانوية باسل الاسد» سيأتون الى المعرض، ما أثار ريبة المدير فألغى الرحلة! «الفرز عايشينو من زمان، يقول، ياما اهلي اتصلوا حتى زورب بين الضيع وما اضطر مرّ بمحلات خطرة. وحتى أبي بيطلب مني غيّر سيارات، وكل ما اطلع بسيارة اعطيه رقمها، وانو اذا شكّيت انو الشوفير بدو يفوت بطريق فرعي لازم دقلو دغري». يقول الوالد «منطقة الدريب هي عبارة عن اوكار للجيش الحر. نضطر إلى أن نتجاهلهم لأنه ليس باستطاعتنا ان نحمي انفسنا يا عمي. مش قدن. محتلين البلد». نقف للخروج فتهمّ سيدة المنزل بتوديعنا تاركة للمرة الاولى المسلسل الذي كانت تتابعه على شاشة التلفزيون. نسأل السيدة ونحن نغادر إن كانت تحب المسلسلات التركية، فتجيب وهي تصيح متضاحكة «أعوذ بالله.. يلعن ابوهن ع ابو مسلسلاتهن. وإذا كانت مدبلجة سوري؟».

السيناريو الأسوأ

تتنوع القرى العلوية الأربع عشرة بين تلك الصافية مذهبياً والملاصقة للحدود السورية، اي «المحمية الظهر» على نحو معنوي يراهن البعض على فعاليته في حال حدوث «الأسوأ»، وبين تلك الغارقة في «حضن» من القرى السنية المتشددة، مثل عيدمون والبيرة، قرية الشيخ أحمد عبد الواحد، وهو حضن يهدد بأن يصبح خانقاً على وقع التطرف الوافد تسللاً من البلدان العربية عبر قنوات الجيش الحر والحدود المتفلتة وضعف الدولة اللبنانية امام فجور الطوائف. واليوم، يقدّر عدد العلويين في لبنان بمئة ألف نسمة، حوالى 50 ألفاً منهم في منطقة جبل محسن في طرابلس، و40 ألف في عكار بينهم 8 آلاف ناخب، وعشرة آلاف موزعون في بيروت والكورة والمتن الشمالي وقرية الغجر في مزارع شبعا المحتلة.
ويتخوف علويو عكار خاصة مما يسمونه السيناريو الأسوأ، أي التجاء الرئيس الاسد الى الساحل السوري ذي الغالبية العلوية، وتواجهه مع الداخل السوري المفترض سنياً، ما يحتم انقساما على الجهة اللبنانية لجهة دعم كل جهة مهوى فؤادها السياسي. وفي هذه الحال ستتحقق على نحو مأساوي فكرة شعب واحد في دولتين.. ممزقتين بالحرب الأهلية الإقليمية، وهو نوع جديد سنكون قد اخترعناه بدون ان يكون لنا أي شرف في هذا الاختراع الفظيع.

الاضطهاد تاريخياً

الخوف العلوي قديم، فهذه الطائفة التي وفدت الى لبنان في القرن الرابع عشر ميلادي، عانت الامرّين من كل الدول التي سيطرت على المنطقة. العلويون كانوا حتى سنة 1304 ميلادية، وحسب ويكبيديا، الغالبية بين سكان جبال كسروان وأمراء الجرد. وكانوا موجودين أيضًا في وادي التيم وفي جنوب وشمال لبنان، ولا سيّما مدينة طرابلس (حسب بعض المؤرخين مثل المطران الدبس وفيليب حتّي) الى أن تعرضوا لهجمات من قبل المماليك والصليبيين، حيث أصدر شيخ الاسلام ابن تيمية آنذاك فتواه الشهيرة التي حللت دمهم، ودعت الى قتلهم وملاحقتهم، معتبرًا إياهم أشد خطرا على الإسلام من الفرنجة. أمّا في طرابلس، فعندما أتى الصليبيون وحاربوا دولة بني عمار، انهزم العلويون، لكنهم بقوا في المدينة كسكان. أما القسم الأكبر، فلجأ الى الجبال، ولا سيّما جبال الساحل السوري التي عرفت لاحقًا بجبال العلويين. لم يكن حكم العثمانيين أرحم من حكم المماليك، فضيقوا عليهم وصدرت بحقهم فتوى حامد بن نوح، التي كانت كفتوى ابن تيمية، فقامت مجازر وحملات بحق أبناء هذه الطائفة، ولا سيّما العلماء منهم.  

السابق
تصحّر ثقافي عربي بعد التصحّر السياسي
التالي
سورية من عام الصمود إلى عام الانتصار؟