جند الملا نصرالله

طوال الاعوام الماضية, انبهر الشارعين العربي والاسلامي بنموذج "حزب الله" اللبناني, ذلك الحزب الذي اعتبره قطاع عريض جدا من الشارعين آنفي الذكر مشروع الامل في التصدي ومقارعة إسرائيل ومحوها من الوجود!
صفق لهذا الحزب الكثيرون ومجده عدد غير محدود من الكتاب والمثقفين والفنانين الى الحد الذي رفعه البعض أعلى كثيرا من سقفه المعهود حتى طرحوه في النهاية كبديل للنظام العربي الرسمي, وكل ذلك لأنه الحزب الوحيد الذي يجسد مشروع الامل العربي والاسلامي في القضاء على دولة اسرائيل وتحرير الارض المغتصبة!
"حزب الله" اللبناني الذي أعطى صورة خاصة عن المقاتل الشيعي المتطرف الذي لايعترف بشيء سوى تبعيته وخضوعه الكاملين لسلطة الولي الفقيه في إيران, تمكن ليس فقط من فرض نفسه كدولة داخل الدولة اللبنانية فقط وانما كسلطة خاصة تصر على أن يكون لها حساب عند دول المنطقة, وكأمر واقع لا مناص من القبول به, حاول دائما وبصورة ملفتة للنظر ومن أجل التغطية على هذه التبعية المفرطة الغريبة من نوعها, التأكيد على عدائه الشديد لإسرائيل وإصراره على مواجهتها حتى النهاية, حتى جاءت حرب يوليو عام 2006, التي كبدت لبنان قبل "حزب الله" خسائر فادحة لم تعوض حتى الان لتعمل على تحجيم هذا الحزب وتحديده ضمن إطار محدد بحجم المشروع الذي يمثله والذي انطلق اساسا من أجل تحقيقه, لكن هذا الحزب ظل متمسكا بالشعارات الميدانية والعقائدية التي استزاد ويستزيد من قوتها لكي يستمد الثبات منها, وهذا ماصعب كثيرا من موقف اولئك الكتاب والمثقفين الذين تصدوا لهذا الحزب المشبوه وأهدافه المزعومة بشأن التصدي لإسرائيل, بل وان نفرا من الكتاب وبعض المنابر الاعلامية التابعة او المسيرة من قبل النظام الايراني قد باتت ترمي كل من يدلي برأي مخالف ل¯ "حزب الله" بالعمالة لإسرائيل!
قبل هبوب نسائم الربيع العربي والتغييرات السياسية التي طرأت في المنطقة, بدأت ثمة تحركات مختلفة ل¯ "حزب الله" في العراق والبحرين ومصر, وهي تحركات اتسمت بطابع من الحذر, خصوصا وانها لاتخدم الخط العام المعلن من جانب الحزب الذي يزعم تفرغه للتصدي لإسرائيل دون غيرها, لكن ظل الحزب ومن ورائه نظام ولاية الفقيه, يفند صحة هكذا تقارير, ويؤكد أن الحزب لاشأن له ببلدان وشعوب المنطقة, حتى جاءت أحداث الربيع العربي, وأثبتت ليس للعرب والمسلمين فقط وانما للعالم كله حقيقة ومعدن جند حسن نصرالله الذي طالما حاول ملالي طهران أن ينفخوا فيه كذلك الضفدع الذي حاول أن يتشبه بالبقرة في حجمها فظل ينفخ في نفسه ظنا منه بأنه سينافس البقرة في حجمها لتؤكد بأن حسن نصرالله ليس سوى مجرد ملا توهم بأنه زعيم او قائد لطائفة او أمة.
مانشر بشأن مقتل او فقدان الف من جند "حزب الله" وجند ولي أمر الطائفيين والمتطرفين في طهران في المواجهات الدائرة في سورية على يد الثوار السوريين, أماط اللثام والاقنعة عن وجوه هذا الحزب بخاصة وأثبت حقيقة الدور المناط به والمهمة الموكولة إليه, وان الدفاع عن النظام السوري يمثل اليوم من وجهة نظر جند الملا نصرالله الدفاع عن بيضة الاسلام وقتل وإبادة الشعب السوري يمثل قتل وإبادة أعداء الدين وعملاء اسرائيل وأميركا!
جند الملا نصرالله الذين تساقط منهم خلال الاشهر الاخيرة ذلك العدد المشار إليه أعلاه, من المؤكد بأنهم سيتساقطون كالذباب خلال جولات الحسم في دمشق العاصمة حيث سيشهد العالم كله من هناك ضمور هذا الحزب الدعي وسقوط ذلك النظام القمعي المصدر للإرهاب والفتن.  

السابق
جبران وسمير رمزان لمقاومة لبنان وانتصاره
التالي
لماذا ارتبط اسم الربيع بالظلم؟!