الجمهورية: سفراء إيران وسوريا وروسيا والصين أشادوا بالنظام السوري

في الوقت الذي تتوجه فيه الأنظار إلى مصر لمراقبة نتيجة الاستفتاء الذي سيحدد حجم المعارضة والموالاة ويرسم الاتجاهات السياسية لما بعد الثورة، انشغل اللبنانيون بمتابعة حدثين سياسيين: الأول يتصل باجتماع رباعي غريب من نوعه لسفراء إيران وسوريا وروسيا والصين في لبنان في منزل السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي، وهذا الاستغراب مرده إلى تخصيص هذا اللقاء، وفق البيان الصادر عنه، لبحث الأزمة السورية حصرا ودعم النظام بالمفردات المستخدمة من قبل الأخير. وأما الحدث الثاني فيتعلق بالكلام المتداول على أكثر من مستوى عن تصور لـ"حزب الله" يتجاوز القانون الانتخابي إلى "سلة" متكاملة يمهد الالتزام بها لإجراء الانتخابات.

في معلومات لـ"الجمهورية" أن "حزب الله" الذي يعيش تحت وطأة الأزمة السورية وتداعياتها، وفي ظل خشيته من أن تفضي نتائج الانتخابات إلى عودة 14 آذار إلى السلطة، بدأ يروج لعروض سياسية يشكل اعتمادها، بالنسبة إليه، عبورا آمنا لهذا الاستحقاق، وهذه الأفكار هي كناية عن "سلة" متكاملة تتضمن الآتي:

أولا، الاتفاق على قانون انتخاب بعيدا عن الحالي أو معدلا يضمن عبره عدم فوز المعارضة بالأكثرية التي تمكنها من تشكيل حكومة من لون واحد.

ثانيا، الاتفاق على شكل الحكومة المقبلة بحيث تكون حصة 8 و14 آذار متساوية مقابل حصة الكتلة الوسطية المرجحة وعمودها الفقري النائب وليد جنبلاط، كما الاتفاق على بيانها الوزاري الذي يجب تضمينه المعادلة الماسية "جيش وشعب ومقاومة".

ثالثا، الاتفاق منذ اليوم على هوية رئيس الجمهورية ومواصفاته.

وقالت "المعلومات" إنه أمام إدراك الحزب استحالة تحقيق هذه الشروط التي يعتبرها بمثابة حياة أو موت ربطا بوضعه بعد انهيار حليفه السوري، أبدت خشيتها من أن يعمد إلى فرضها عبر "ميني 7 أيار" أو ما يعادلها لجر 14 آذار مرغمة إلى طاولة المفاوضات.

لقاء "الرباعية" من أجل سوريا

وفي لقاء لافت في شكله وتوقيته ومضمونه أعلنت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت عن عقد اجتماع رباعي في دارة السفير الإيراني غضنفر ركن آبادي شارك فيه سفراء كل من روسيا والصين وسوريا، وتم خلاله تدارس آخر الأوضاع في سوريا والسبل العملية الكفيلة بحل الأزمة السورية.

وأكد سفراء هذه الدول، بحسب البيان الصادر عن السفارة الإيرانية، أن "القتال الدائر في سوريا بدعم من بعض الدول الخارجية والذي يستهدف النظام هناك لم يسفر حتى الآن إلا عن مزيد من القتل والدمار وينبغي أن يتوقف فورا". وأشاروا إلى "فشل المجموعات الإرهابية المسلحة في تحقيق أهدافها المتوقعة خلال العامين الماضيين"، واشادوا بـ"وقوف سوريا جيشا وحكومة وشعبا بوجه الأعمال الإرهابية التي تقوم بها المجموعات المسلحة الوافدة في غالبيتها من خارج سوريا".

أبادي لـ"الجمهورية"

وقال السفير ابادي لـ"الجمهورية" ان "البحث في الاجتماع تركز على الوضع في سوريا وكانت وجهات النظر متفقة على وجود ايجاد حل سياسي للازمة في سوريا. واضاف: "التطورات الجارية في سوريا والاعمال العسكرية قد وصلت الى طريق مسدود، ولا مفر من ايجاد حل سياسي لتجنيب سوريا مزيدا من الدمار والقتل"، واشار الى ان "ايران ومعها الاتحاد الروسي والصين وكثير من الدول تشجع بقوة على ايجاد حل سياسي لسوريا، ولديها مبادرة في هذا المجال تدعو فيها الى وقف تسليح المعارضة ووقف ايفاد المسلحين وتمويلهم من الخارج، والبدء بحوار سياسي يفضي الى اجراء انتخابات حرة ونزيهة، وان سوريا هي في اشد الحاجة الى مثل هذا الحل".

واكد ابادي ان "جميع الاطراف اقتنعوا بالحل السياسي للازمة السورية وان لا جدوى من استمرار العمليات العسكرية". وردا على سؤال عما اذا كان اجتماعه مع نظرائه الروسي والصيني والسوري يرتبط بما يحكى عن مفاوضات اميركية – روسية جارية في جنيف لبلورة حل سياسي، قال ابادي: "موقف روسيا واضح وهو يدعو الى حل سياسي للازمة السورية، فاذا اقتنع الاميركيون به سيشكل ذلك دفعا لهذا الحل، اما اذا لم يقتنعوا فذلك يعني استمرار العمليات العسكرية بلا جدوى".

واشار ابادي الى ان "السفير الروسي نفى خلال اللقاء التصريحات التي نسبت الى المبعوث الروسي ميخائيل بوغدانوف وتحدث فيها عن ان النظام السوري بدأ يفقد السيطرة وان المعارضة قد تنتصر وأكد ان بلاده تتمسك بموقفها من دمشق وتشدد على الحل السياسي سبيلاً للخروج من الازمة".

"14 آذار" تستغرب

واستغربت مصادر قيادية في "14 آذار" لـ"الجمهورية" هذا اللقاء الذي خصص حصرا لبحث مسألة الأزمة السورية ودعم النظام السوري من دون الاتيان على الملف اللبناني من قريب أو من بعيد، في حين أن السفراء الأربعة معتمدون في لبنان لا سوريا، إذ كان بالأولى أن يجتمع السفراء المعتمدون لهذا الرباعي في دمشق. ورأت المصادر أن عجز إيران عن عقد اجتماع على مستوى وزراء خارجية هذه الدول دفعها إلى الاستعاضة عنه باجتماع على مستوى السفراء في بيروت لا يقدم ولا يؤخر على المستوى الديبلوماسي، واعتبرت أن هذا الاجتماع تم تدبيجه من قبل إيران وسوريا في محاولة لطي مفاعيل الكلام الروسي الذي أزعج دمشق وطهران وأربكهما، ودعت وزارة الخارجية إلى استدعاء هؤلاء السفراء لاستيضاحهم عن طبيعة دورهم فيما إذا كانوا سفراء للبنان أو سوريا.

ماذا سيقول نصر الله غدا؟

وفي هذه الأجواء، تترقب الأوساط السياسية المواقف التي سيعلنها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله غدا الأحد خلال حفل تخرج جامعي لطلاب الحزب في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية. واكدت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية" انه سيتطرق في كلمته الى الملفات الداخلية والاقليمية الساخنة. واعربت عن اعتقادها انه سيترك كل الخيارات مفتوحة للنقاش والحوار، إذ لا سبيل امام اللبنانيين الا التحاور وصولا الى الخروج من المأزق الراهن، وسيرسم خطا عاما يفتح الباب حول التفاهم.

واكدت المصادر ان انتصار حركة "حماس" في غزة سيحتل حيزا واسعا من كلامه و دور محور المقاومة الايراني السوري اللبناني في هذا الانتصار، مشددا على خيار المقاومة.

ولم تستبعد ان يتناول في كلامه الاحداث الجارية في مصر والتشديد على ضرورة تفاهم ابناء الثورة مع بعضهم البعض للحفاظ على اهداف هذه الثورة. كذلك سيشدد على ضرورة اعتماد الحل السياسي في مقاربة الأزمة السورية.

جثث تلكلخ

وعادت الانظار مجددا الى طرابلس مع تحرك اهالي حادثة تلكلخ الذين اعتصموا احتجاجا على عدم تسليم باقي الجثامين، وأمهلوا الحكومة حتى صباح الاثنين لاعادة الجثامين مهددين بالعودة الى الشارع وقطع طرق الملولة البداوي والقبة وساحة النور. وكانت الترتيبات التي تقوم بها المديرية العامة للأمن العام قطعت شوطا متقدما من أجل نقل جثث اللبنانيين الستة الذين تم التعرف اليهم في وقت قريب، يرجح ان يكون مطلع الأسبوع المقبل على ابعد مدى. وقد اطلع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على الترتيبات التي رافقت التعرف الى ست جثث من قتلى تلكلخ والتحضيرات المتخذة لإستعادة جثامينهم في وقت قريب، وعلى نتائج اللقاء الذي عقد مع اهالي القتلى من طرابلس وعكار منوها بالتزامهم وقف كل أشكال الإستغلال السياسي لهذه القضية الإنسانية لطيها بالسرعة التي تقتضيها الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة وسوريا بنوع خاص.

وعلمت "الجمهورية" ان ابراهيم ابلغ الى ميقاتي بأنه سيعيد الى لبنان جثة أحد الشبان الفلسطينيين من نهر البارد الذي قتل في الأراضي السورية في ظروف لم تتوضح بعد.

قانون الانتخاب

الى ذلك، بقي مصير ملف قانون الانتخاب في مهب الريح، ولم يطرأ اي جديد على هذا المحور في انتظار اللقاء الثالث بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ونواب 14 آذار. وقد وضع بري البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال اتصال هاتفي اجراه به في اجواء لقاءاته الأخيرة على خط القانون الانتخابي. كذلك تشاور معه في سبل الخروج من المأزق الراهن. واكدت مصادر بارزة في قوى 8 آذار لـ"الجمهورية" ان الحكومة الحالية باقية حتى اجراء الانتخابات النيابية، ولم تستبعد تمديد حال المراوحة الداخلية حتى موعد هذه الانتخابات، لكنها طمأنت الى بقاء الساحة المحلية في منأى عن أي تفجير داخلي، مشيرة الى ان الأحداث التي تقع من حين الى آخر ستبقى مضبوطة ومحكومة بالاطفاء، فالمناخ الدولي الذي يشدد على اجراء الانتخابات في مواعيدها، يريد الاستقرار وعدم الفوضى.

"14 آذار" إلى السفارة الفلسطينية

يزور وفد من أمانة 14 آذار الأربعاء المقبل السفارة الفلسطينية للتهنئة بمناسبة الإعتراف بدولة فلسطين عضوا بصفة مراقب في الأمم المتحدة، وتَسبق هذه الزيارة الاجتماع الأسبوعي للأمانة الذي من المقرر أن تحضره الكتائب بعد نجاح الاتصالات في ردم الهوة التي كانت قائمة وبلورة تفاهمات سياسية وتنظيمية تشكل الأرضية الصالحة لمواكبة المرحلة المقبلة بمزيد من الزخم والدينامية.

الإستفتاء والأزمة السورية

في موازاة بقاء الأزمة المصرية مفتوحة على مصراعيها عشية الاستفتاء على الدستور الجديد في ظل عودة التظاهرات الى الشارع واندلاع مواجهات في مدينة الاسكندرية، بين المؤيدين والمعارضين، لم تسترح الساحة السورية من المواجهات العسكرية، مقابل توسيع المعارضة بيكار سيطرتها على مواقع مهمة، في حين استبق وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا وصوله إلى انقرة، بالإعلان ان بلاده سترسل بطاريتي صواريخ باتريوت إلى تركيا، إلى جانب 400 من أفراد الجيش لتشغيلهما.

وفيما دعت باريس لدفع الاسد الى الرحيل في أسرع وقت ممكن، وقال الرئيس فرنسوا هولاند ان الحرب السورية تتحرك ضد مصلحته، اعلنت بريطانيا أن كل الاحتمالات مطروحة على الطاولة بشأنه. اما تركيا فرأت أن مساحة الدائرة من حول الأسد ونظامه باتت ضيقة للغاية، وقال رئيس اللجنة العسكرية في حلف شمال الأطلسي الجنرال الهولندي نود بارتلز: "أفترض أن الأسد سيختفي" ولكنه رفض التكهن بإطار زمني لرحيله. ?   

السابق
الأخبار: باسيل : لا انتخابات بقانون الستين
التالي
الحياة: ضغوط على الحكومة اللبنانية لتنفيذ مذكرات التوقيف في اغتيال الحريري