قبلان: لبنان في خطر ولا يجوز الاستمرار في المشاحنات والمناكفات

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة ومما جاء فيها:"الموعظة لكم أيها الساسة اعقلوا واعتبروا واحذروا يوم اللقاء مع الله سبحانه وتعالى حيث تنشر الكتب ولا ينفع معها ندم عندما تقول (يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا) (إن في ذلك لعبرة لمن يخشى) فاتقوا الله أيها الناس ولا تتعدوا حدوده (ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون)، فلا تكونن من الظالمين أيها الساسة، واتقوا الله واتفقوا لأن الخلاف بين اللبنانيين يجب ألا يستمر، فعليكم أن تقفوا مطولا أمام الضرورات والثوابت الوطنية التي تشكل دعامة أساسية في بقاء الوطن وقيام الدولة، وتتخذوا المواقف التي تحفظ البلد وتحصنه في وجه المتغيرات والتحولات الزاحفة إلى المنطقة، ولبنان لن يكون بمنأى عنها.

ودعا "الجميع إلى التبصر والخروج من عصفوريات الارتهان والتحدي وإثارة العصبيات، فلبنان لا نريد له إلا أن يكون موحدا أرضا وشعبا ووطنا يتساوى فيه المواطنون ويتشاركون عيشهم في إطار من الحرية والديموقراطية والمساواة وفق مندرجات الكفاءة لا الولاءات الخاصة. لذا نطالب الأطراف كافة بأن يخففوا من الاندفاعات الخطرة وبأن يضبطوا جيدا البوصلة التي يهتدون من خلالها إلى المسار الذي يجمعهم في خط المواجهة ودرء الأخطار المحدقة والمحيطة بلبنان واللبنانيين".

وأكد "أن الأهداف الإقليمية والدولية متقاطعة ومعقدة، لكن الاحتماء والتحصن من تداعياتها ليس بالأمر المستحيل إذا ما أجمعنا على القراءة في كتاب واحد، وأكدنا أن لبنان لن ينزلق إلى الفتنة مهما بلغت الضغوط، وذلك بفضل وعي بعض القيادات التي على الرغم من كل الاستفزازات والاستدراجات والتجنيات لا تزال قادرة على نزع فتائل التفجير ومنع الانجرار إلى ما يخطط لهذا البلد ويرسم له من مشاريع لم ولن تكون في مصلحة أبنائه".

وجدد قبلان دعوته الى المسؤولين جميعا، بالقول:"اختصروا الطريق ووفروا على هذا البلد وشعبه أثمانا تدفع في غير وجهتها الحقيقية، وفكوا ارتباطاتكم بكل جهة لا تكون في خدمة المصلحة الوطنية العليا، فلبنان بخطر وأبناؤه في وضع معيشي واقتصادي وأمني واجتماعي لا يحسدون عليه ولا يجوز والحال أن نستمر في المشاحنات والمناكفات، نحن بحاجة إلى من يواصل لا من يقاطع، بحاجة إلى من يحاور وينطق بكلمة طيبة، كلمة تجمع ولا تفرق، تقرب ولا تبعد، نحن بحاجة لنكون جميعا في خدمة هذا البلد عاملين معا بالتكافل والتضامن والتشارك على وقف الخروقات والانفجارات والاغتيالات وكل التدهورات الأمنية أينما كانت في صيدا، أم في طربلس، أم في أي منطقة من مناطق لبنان، نحن معنيون ومسؤولون وعلينا أن نقفل هذا الملف وأن نضع حدا لكل هذه الاهتزازات الأمنية التي يراد منها أن تبقينا في دائرة الأخطار وعرضة لبازار المساومات الإقليمية والدولية".

كما شدد على "دور الجيش والقوى الأمنية في حفظ الاستقرار وفرض الأمن ولو بالقوة في كل زواريب لبنان، وعلى ضرورة تلاقي الجميع والمباشرة بحوار حقيقي في كل الاتجاهات. فلنتفق أيها اللبنانيون على ما ينقذ بلدنا ولن ينقذه إلا التصالح والتواصل والبدء فعليا بإنجاز كل الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية العالقة لاسيما قانون الانتخاب الذي ينبغي أن يشكل بندا أوليا على لائحة اهتمامات الجميع، وليكن الحراك السياسي مستمرا باتجاه التواصل والتعاون مع الرئيس بري الذي نجد فيه بداية حقيقية لكسر جدار الجليد بين الأفرقاء السياسيين".  

السابق
الجيش والفتيان صيدا بطلا دورة الاستقلال بالملاكمة
التالي
علي فضل الله: لقانون انتخاب عصري يؤمن التمثيل الصحيح