«اليتيم» البائس

المحامي حسّان الرفاعي

فرّ بن علي من تونس وعَلِقَ بعض أقارب زوجته ليلى طرابلسي لما عاثوا من فساد في البلاد…
قبلهم أُعدِم صدام وكان سبق ذلك قَتْلُ ولدَيْه عدي وقصي وقد اشتهرا بشدة بطشهما الذي فاق بطش والدهما.
بعدها بدأت محاكمة حسني مبارك ورأينا إلى جانبه في قفص الاتهام ولديه جمال وعلاء…
أما أولاد معمر القذافي، فقد قُتِل من قُتِل منهم قبل أو بعد والدهم وفرّ الباقون…
وفي سوريا، قَتَل الثوار صهر بشار، آصف شوكت، وعلى الأرجح شقيقه ماهر، أما أطفال بشار فستلاحقهم على مدى حياتهم لعنة الوالد والجدّ…

بقي أن نقول أنه مع سقوط بشار، ولا همّ إن حصل هذا السقوط على طريقة أي من زملائه الذين سبقوه أو وفق طريقة جديدة، سيترك أيتاماً كثراً… إنهم أيتام في غالبيتهم لبنانيون وهم يشكلون فئة تختلف وتتمايز عن فئة المأجورين والمرتزقة. فالأيتام هم أبناء بشار الذين ما انفكوا ولن ينفكوا يعلنون ولاءً ووفاءً وحباً له حتى بعد رحيله.

من ضمن هؤلاء الأيتام من استشعر باقتراب ساعة يتمه، فبدا عليه الاضطراب الشديد في النطق والتعبير والحركة وهو ظهر حديثاً في حلقة متلفزة غير قادرٍ على ضبط تجشوئه كما هي حاله في كل اطلالاته المتلفزة، أما النطق فكان بصوت نشاز كالذي يحلّ بالصبية مع بدء مراهقتهم ويزول مع بدء اكتمال بلوغهم. أما “يتيم” بشار فهو في العقد الرابع ولم يفارقه بعد صوت المراهقة! علّ في ذلك دليل على عدم نضج في الشخصية والتصرف.

من ناحيةٍ أخرى، لفتنا الديكور المحيط بهذا “اليتيم”، وهو جالس في منزله، فصُعِقنا من الإضاءة التي أُريد منها التذكير أننا في فترة أعياد، في حين أنها أوحت فعلاً بإنارة حانة سهر رخيصة أو ربما صالة بينغو.

عذراً من قارئ هذه الأسطر لأننا توقفنا عند ما يُسمى بالقشور! صحيح هذا الكلام، ولكن حينما يكون مضمون الإطلالة فارغاً لا يبقى سوى الشكل والمظهر والتفاهات… وقد شُدِه كثرٌ من الصحافيين والساسة بما نطق به هذا “اليتيم” من خلط بالتواريخ والأحداث ومن سخافة وابتذال في التحليل والتهجم والتطاول…
لا بد لنا أن نستدرك لنقول بعد عرض عينات عن حالة وأداء هذا “اليتيم” البائس أن هذا الأخير يتحدّر من عائلة لبنانية عريقة عُرِفَ منها أصحاب العقل النَيِّر والحسّ الوطني الحميد والرجولة والشهامة… لذلك نرجو اعتبار هذا “اليتيم” كالشاة الجرباء التي لا بد من وجودها في كل جسم قويم!! هذه الشاة سَقْطَةٌ لا يجب التوقف عندها…
نعم، إن فئة أيتام بشار في لبنان هي ظاهرة مرضية من نوع الفيروسات التي ستزول آثارها المزعجة دون الحاجة إلى علاجات! إنها تزول مع بعض الصبر والوقت فلا داعي لإيلائها أي اكتراث….

السابق
عون: نرفض إلحاق الظلم في أي طائفة
التالي
شهيب: ليت حكومتنا لا تنأى عن آلام شعب شقيق