الجيش القادر والميليشيوي الغادر


هل أصبح النيل من هيبة ومناقبية ودور مهام واجراءات الجيش الأمنية: رياضة سياسية واعلامية عشوائية لدى أفرقاء يمتهنون هذه الإساءة المليئة بالتحريض على المؤسسة العسكرية الضامنة في عقيدتها الوطنية وثقافتها وعلومها الميدانية للاستقرار، والحامية للنظام العام من الفوضى والممارسات الميليشوية ذات الأوجه والتوجهات والإتجاهات والشعارات والقنوات والأنفاق المحلية وذات الإرتباط بقنوات وأنفاق وغرفة عمليات عربية واقليمية ودولية، توزع الأدوار وترسم الخرائط وتحدد المواقيت لحملة على الجيش الذي يتصدى لمخطط أهداف هذه الحملة الملغومة بالحرب النفسية على الروح المعنوية والعقيدة الوطنية، والإنجازات الميدانية والعمليات النوعية لضباط ورتباء وأفراد المؤسسة العسكرية في استئصال العديد من شبكات التجسس والاغتيالات والارهاب والتفجيرات الاسرائيلية، وفي إفشال مخطط استعداء الشعب للجيش، وإقامة الهوة بين الجيش والشعب وصولاً إلى تفكيك الوحدة الوطنية بالحرب الأهلية ذات الوفود المذهبية والطائفية والقبلية والطقوس الجاهلية، حيث التقت ارادة الشعب والجيش في اسقاط هذا المخطط الذي ترتفع بيارقه وشعاراته و«متاريسه» المذهبية والطائفية والقبلية والطقوس الجاهلية، في العديد من بلدات وقرى ومدن الشمال والبقاع الأوسط والشمالي، وفي أحياء من مدينة صيدا، لكن جهوزية الجيش وانتشاره في المناطق الساخنة شمالاً وبقاعاً وجنوباً والتفاف المواطنين من حوله: دعماً ومساندة، قد أحبط الكثير من محاولات تنفيذ المخطط الذي تتعهده أطراف اقليمية ودولية والذي يندرج في سياق مخطط أكبر للانقلابات على العديد من الكيانات الجغرافية والنظم السياسية العربية تنفيذاً لمشروع الشرق الأوسط الجديد بطبعة وطبيعة اسرائيلية.
من هنا، تتراكم أخطاء وأخطار وتداعيات الهجمة غير المسبوقة، والتي تعرض القائمين بها للمحاكمة أمام المحكمة العسكرية والمحاكم المدنية لينالوا عقابهم الصارم على ما يقترفونه بحق الوطن: دولة وجيشاً وشعباً، وفي هذا الجانب الأساسي للتنبيه من خطر استهداف المؤسسة العسكرية دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلـى التوقف والامتناع عن هذه الممارسة الجرمية وأشاد بدورها في حماية لبنان من العابثين بأمنه طيلة عهود بعيدة وقريبة، قائلاً: في تاريخ لبنان الحديث، تغيرت صيغة الحكم والتوازنات وتبدلت العهود، وبقي الجيش حافظاً للميثاق والعهد، أما الإستثناء القاتم خلال سنوات المحنة الوطنية الكبرى. فولد من خطيئة شل الجيش وتغييبه، فعندما استهدفت المؤسسة العسكرية وعطلت كضامنة للوحدة وحامية للوطن والمواطنين، أعطيت إجازة المرور للأمن المستعار الذي استحال وصاية لرعاية الوضع القائم لفترة ثلاثين عاماً.
«وفي لحظة الانعتاق من دولة الحماية الأجنبية والانتداب، أمسك الجيش بمسؤولية حماية لبنان المستقل وحمى الساحات المتقابلة، المتناقضة المشاعر والمختلفة الشعائر والعشارات، وأمن طريق الانتقال إلى الحرية واستقلالية القرار».
وفي السياق ذاته، قال قائد الجيش العماد جان قهوجي: «إن قيادة الجيش التي التزمت في ما مضى نهج العمل بصمت والحرص على عدم زج المؤسسة في سجالات عظيمة، فإنها وبسبب التطاول والافتراء على الضباط والعسكريين، لن تسكت بعد الآن أي استهداف معنوي أو كلامي أو إعلامي للمؤسسة من أي جهة أتى لأن البعض وللأسف قد فسّر صمت الجيش ضعفاً، لا حكمة لامتصاص تداعيات الأحداث، فالجيش حريص على عدم تأويل القضايا الداخلية إلى مماحكات مع هذا الفريق أو ذاك، كونه منصرفاً إلى ما هو أكبر من ذلك، في ظل التطورات الاقليمية الخطيرة والمخاوف الدائمة من الاعتداءات الاسرائيلية من الحملات التي تتعرض لها المؤسسة العسكرية لا تؤثر بتاتاً على تمسك الجيش بدوره الوطني العابر للمناطق والوظائف مؤكداً استمراره في تحمل مسؤولياته تجاه شعبه بمعزل عن الغبار الذي يثار هنا أو هناك.

السابق
جامعة الجنان نظمت ندوة عن حقوق الانسان
التالي
تسليم وتسلّم في الكتيبة الأندونيسية