ستبقى لحظة اعلان فلسطين دولة مراقب غير عضو، لحظة تاريخية مهمة، سيكتب عنها الكثير، ولكنها في المقابل ستكون تاريخية أيضاً مع تأكيد سقوط أميركا أخلاقيا قبل أن ترتخي قبضتها على أمم العالم، كشفت حالة العجز التي وصلت إليها واشنطن التي لم تستطع دعم الموقف الإسرائيلي ومنع نيل فلسطين مقعدها في الأمم المتحدة، فقد ظهرت أميركا و»إسرائيل» محشورتين في زاوية الأقلية المستضعفة (9 دول) مقابل الغالبية الساحقة (138 دولة)، بالرغم ان هذا الوضع الجديد في الأمم المتحدة لدولة فلسطين، لن يغير شيئا في الواقع أو في معاناة شعبنا الفلسطيني.
وبعد وصوله من نيويورك، قال عباس أمام الآلاف الذين تجمعوا لاستقباله، إن الفلسطينيين أصبحت لهم دولة الآن، مؤكدا ان القدس عاصمة دولة فلسطين إلى الأبد.
وأهدى عباس انجاز منح فلسطين صفة دولة غير عضو في الأمم المتحدة إلى رئيس السلطة الراحل ياسر عرفات قائلا « الشعب الفلسطيني واصل ويواصل المسيرة على دربك ويتقدم في الطريق التي شققتها إلى دولة فلسطين، والشعب يقرّب اليوم الذي استشهدت من أجله».
وتابع عباس: هذا الانتصار يغيّر الكثير من المعطيات ويؤسس لحقائق جديدة، معتبرا ان الانتصار استفز قوى الحرب والاستيطان وتعمقت عزلتهم في العالم.
ووجه عباس التحية إلى جميع الفصائل الفلسطينية، مشدداً على أنه لا زال في طريقنا تحديات ضخمة وعقبات كبيرة.
وأضاف: لكن الشعب الذي صنع هذا الانتصار قادر على الاستمرار حتى كنس الاحتلال وتحقيق الاستقلال الناجز قائلا: أن الضغوطات كانت كبيرة لمنعه من الذهاب الى الأمم المتحدة ومن ثم تغيير مضمون المشروع الذي تقدم به.
وأشار عباس الى أن هذه الضغوط قوبلت بالصمود، ووعد ببحث «الخطوات اللازمة للتحرك نحو تسريع الخطى لإنجاز المصالحة» خلال الأيام المقبلة، معربا عن ثقته في قدرة الجماهير على «فرض إرادة الشعب بصنع المصالحة».
وجدد عباس رفضه التهديدات التي أطلقها المسؤولون الإسرائيليون لفرض عقوبات على الفلسطينيين بسبب ما جرى في الأمم المتحدة،وقال إن من حقق هذا الإنجاز قادر على الحفاظ عليه.
