مصلى في كازينو!

في عالم السياسة، مجموعة من الوحوش البشرية، تتبارى وفق منطق خاص لا علاقة له لا بالمبادئ ولا بالقيم ولا بالأخلاق… ومن يطالب بتعليق قيمه ومبادئه على جدار عالم بلا مبادئ، أشبه بمن يطالب بوضع مصلى في كازينو للقمار حتى لا تفوت الصلاة روادها.
في عالم السياسة يتحدثون عن المصالح، من يملك أوراقاً أكثر للعب، من يكسب نقاطاً أكثر، لا يتحدثون عمن يحمل أخلاقيات حميدة، ومبادئ عظيمة، فلا أحد يحمل الجوري الأحمر في مقابل دبابات المصالح!
في عالم السياسة لا صداقات، ولا أصدقاء، ولا حب وغرام، بل مصالح ومتمصلحون، خسائر وأرباح، فوائد وصفقات!
في عالم السياسة، السياسة تركب على عربة المبادئ، ولم نسمع يوما بالمبادئ تركب على عربة المبادئ، فأهل القرار يجيرون عادة الاخلاق لصالحهم، والمبادئ تتشغل طباخة وغسالة في قصورهم، والقيم، وقود للتدفئة في ليالي الشتاء…منذ زمان والقيم والمبادئ ترفع على الرماح، ومنذ زمان كان حملة الاخلاق والقيم السامية يحرقون هم وكتبهم وقيمهم في الساحات العامة!
في عالم السياسة الأفضل، والأشجع، من يقتل بدم بارد، ومن يكذب بوجه بارد، ومن يستغل منصبه، ومن يصعد على اكتاف الناس بضمير بارد!
القيم والاخلاق لا تزرع في تربة السياسة الفاسدة، فمن أخلاقيات الساسة ان تكون بلا اخلاق، ومن قيمهم ان تكون بلا قيم، حتى وان بنوا أحزابهم وتياراتهم على قيم ومبادئ وأيديولوجيات… وعبث هذا الحديث عن القيم والأخلاقيات في ظل صراع سياسي كما هو حاصل الآن في الكويت، فكلنا يعرف ان القضية ليست الدستور ولا القانون ولا حقوق الانسان ولا المواطنة والمشاركة الشعبية… بل هي تجاذبات على السلطة، وصراع من اجل فرض الإرادات، للحصول على مكاسب اكثر من قبل من يديرون الصراع بوقود الشباب!
لا أقول هنا انه يجب ان يكون السياسي بلا قيم ولا أخلاقيات، لكن ما أقوله، انه عندما يرفع السياسي المبادئ عليه الالتزام بها أولاً، قبل ان يبيعنا بضاعته… وما أكثر هؤلاء الباعة الفاشلين، وما أكثر من يشترون بضاعتهم مع الأسف!
  

السابق
نظاما سورية وإيران خارج المعادلة في غزة
التالي
إسرائيل: العرب نعاج؟