الأسير يعلن تنظيمه المسلّح اليوم

سرقت أحداث غزّة الأخيرة الأضواء عن «أسير» صيدا. توجّهت الأنظار إلى مخيم عين الحلوة الذي احتفل ابتهاجاً بإنجازات المقاومة الفلسطينية، فيما استمر الشيخ أحمد الأسير في هجومه على حزب الله، بانتظار إعلانه اليوم عن خطوات المرحلة المقبلة

عادت بوصلة صيدا أمس إلى اتجاهها الصحيح. المدينة ومخيماتها الفلسطينية التي تجندت للتنديد بالعدوان على غزة، سرقت الأضواء عن تأمل الشيخ أحمد الأسير، الذي لا يزال يستشير نفسه ومناصريه في الخطوات التي سيقوم بها، رداً على حادثة تعمير عين الحلوة عصر الأحد الفائت، التي قتل فيها اثنان من أنصاره، وفتى من أبناء المنطقة. عدسات الكاميرات والحشود صوبت نحو مخيم عين الحلوة، كما إطلاق النار ابتهاجاً بإعلان المقاومة الفلسطينية عن إسقاط طائرة للعدو. أما الأسير، الذي روجت مصادره توجهه إلى عقد مؤتمر صحافي أمس عقب صلاة الجمعة، فإنه حصر نشاطه في الإطار المعتاد ليوم الجمعة في مسجد بلال بن رباح. بعد الصلاة، خطب في المصلين تحت شعار «لا يحقق الظالم هدفه»، مكيلاً الشتائم للسيد حسن نصر الله والرئيس السوري بشار الأسد. وتماشياً مع المناسبة، ضمّن الخطبة أجواءً عاشورائية، فقال إن «الأحرار رفعوا شعار الموت والمذلة عنواناً لكرامتهم»، رابطاً بين «طغيان الكيان الصهيوني في غزة والأسد في سوريا ونصر الله الذي قتل رفيق الحريري ووسام الحسن والعزي وسمهون. وقد اختلط الدم الفلسطيني بالسوري باللبناني». واختتم خطبته بالإعلان عن مؤتمر صحافي يعقده اليوم «لأعلن الخطوات التي سنقوم بها في المرحلة المقبلة. وعليكم جميعاً أن تعززوا الثقة بجهد مسجد بلال والإخوة فيه».
تماشى الأسير مع تطورات غزة التي تسارعت في وقت لاحق يوم أمس. أعلن النفير العام في صفوف جماعته لنصرة الشعب الفلسطيني. وفي هذا الإطار، رجحت مصادر متابعة لحركته، أنه سيعلن في مؤتمره ظهر اليوم تشكيل فصيل مقاوم لإسرائيل، وهو ما رشح عن استشاراته. ولفت متابعون لحركة الأسير إلى أنه سيركز على كون «عنوان المقاومة هو الغطاء لسلاح حزب الله»، وأن على الطائفة السنية أن تقوم بواجبها لمقاومة إسرائيل، ولنصرة الشعب الفلسطيني، و«لمنع احتكار حزب الله للمقاومة». وقد لمّح الأسير لهذا الخيار في مقابلة مع قناة «العربية» أمس، علماً بأنه بعيد وقوع حادثة التعمير، تحدّث عن توجهه إلى تشكيل تنظيم مسلح «لمقاومة إسرائيل والمشروع الإيراني وحلفائه». سياسيون صيداويون وجدوا في آخر توجهات الأسير «أسلوباً جديداً للتصويب على حزب الله في عقر داره هذه المرة، وخصوصاً أن ظرف العدوان على غزة مؤات لتكرار مشاهد إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان بعد عدوان تموز، التي تبنت بعضها كتائب عبد الله عزام».

بشأن حادثة التعمير، أشار مصدر متابع إلى أن التحقيقات التي يتولاها آمر فصيلة درك صيدا الرائد سامي عثمان «لم تصل إلى مرحلة جدية. وما أنجز بعد مرور حوالى أسبوع تمثّل في جمع الأدلة من المكان، مثل بقايا الرصاص المستخدم وعناصر أخرى تساعد على تحديد وجهة إطلاق النار على الضحايا الخمسة، مرافقو الأسير الثلاثة والفتى المغدور علي الشربيني، ومسؤول حزب الله في صيدا زيد ضاهر، كمقاطع الفيديو التي رصدت مقتطفات مما جرى. كذلك جرى الاستماع أمس إلى شهادة لبناني وفلسطينيَّين كانوا برفقة الأسير في الحادثة. وجرى الكشف على سيارتي الأسير (سوداوين من نوع بي أم دبليو x5) اللتين أحضرتا إلى مقر الفصيلة للكشف عليهما وتحديد ظروف إصابتهما بالرصاص خلال الحادث.

وكانت وفود شعبية من الشمال ومجدل عنجر قد أمت المسجد في اليومين الماضيين لتقديم التعازي بمقتل مناصرَي الأسير. وفي القبة ــ طرابلس، انطلقت بعد صلاة الجمعة أمس من مسجد حمزة باتجاه ساحة عبد الحميد كرامي، مسيرة تضامنية مع الأسير.  

السابق
شربل زار الاسير بعد خروجه من جلسة الحكومة رغم نفيه
التالي
السفير: المفتي قباني يقترح لقاء رؤساء الحكومات