الأخبار: جونز في بيروت : ضد الفراغ السياسي

بعد تسع سنوات من تجميدها، أصدرت الحكومة أمس ملف التشكيلات الدبلوماسية، فيما كررت واشنطن موقفها من الحكومة عبر التحذير من الفراغ السياسي، مع "دعم الجهود بشأن الانتقال إلى حكم جامع جديد بعد الاتفاق اللبناني على ذلك"

أقرّ مجلس الوزراء المناقلات الدبلوماسية التي شملت أربعين مركزاً من الخارج وإليه، وضمت خمسة من خارج الملاك، وترفيع 27 من الفئة الثانية (رتبة مستشار) إلى الفئة الأولى (سفير) و 6 من الخارج إلى الإدارة المركزية. وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان، قد تطرق في مستهل الجلسة إلى المشاورات التي يجريها مع أقطاب طاولة الحوار. وردّ ضمناً على رئيس كتلة المستقبل النائب فؤاد السنيورة، موضحاً أنه لم يجر "استشارات نيابية أو لتشكيل حكومة جديدة، لكن زواري هم من فاتحني بموضوع الحكومة". وأكد أنه "لم يتجاوز الدستور ولم يقفل الباب أمام أي طرح، فإذا كانت الإرادة لتغيير حكومي، ولكن نحو الأفضل، أي نحو حكومة وحدة وطنية، فالباب ليس مقفلاً أمام أي طرح".

في هذه الأثناء، نقلت نائبة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى إليزابيت جونز إلى سليمان "تقدير الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون للجهود التي يبذلها في سبيل الحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني ودعوته إلى الحوار".

وأكدت جونز، بحسب بيان للسفارة الأميركية، "أن الشعب اللبناني يستحق حكومة تعكس تطلعاته وتعزز استقرار لبنان وسيادته واستقلاله"، معربة عن دعمها لجهود الرئيس سليمان "والجهود المسؤولة التي يبذلها قادة آخرون للتشاور بشأن الانتقال إلى حكم جامع جديد". وإذ أكدت أن "هذا المسار هو لبناني"، عبّرت عن "تشجيعها صوغ انتقال سلمي من دون خلق فراغ سياسي، وأنّ على الزعماء اللبنانيين العمل لبناء اتفاق في هذا الصدد بين الجهات المعنية".

وشملت لقاءات جونز رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الرئيس نجيب ميقاتي، رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل، رئيس كتلة المستقبل النائب فؤاد السنيورة، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.
وأكدت مصادر وزارية أن جونز كررت في لقاءاتها موقف بلادها الرافض للفراغ، وضرورة الاتفاق على بديل للحكومة الحالية قبل استقالتها.

في المقابل، كشفت مصادر مطلعة في قوى 14 آذار أن جونز استوضحت قيادات المعارضة التي التقتها أمس طريقة عمل هذه القوى لإسقاط الحكومة، وكذلك استوضحت إمكان حدوث فراغ قبل تشكيل حكومة جديدة، وهو الأمر الذي تخشى منه واشنطن، وهو ما جعل أحد قياديي 14 آذار يشرح لها تفصيلاً أن الحكومة المستقيلة ستقوم بتصريف الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة، وهذا من شأنه أن يجنب البلاد أي فراغ دستوري.

وبحسب المصادر المعارضة، شددت جونز على أن واشنطن تدعم قيام حكومة جديدة، ولا ينبغي لأي طرف تأويل مواقفها لمصالحه، وهي تؤيد قوى المعارضة، لكنها تريد خريطة طريق واضحة لتحقيق ذلك. وكذلك فإن واشنطن ضد الفراغ في شكل مطلق، لكن لا يجب ان تستغل قوى 8 آذار هذا الموقف لاستخدامه للتشبث باستمرار عمل الحكومة، والعمل ضد قوى 14 آذار. ولفتت إلى أن خشية بلادها من ضرب الاستقرار في لبنان مرده إلى أن الوضع في سوريا لم يعد مضبوطاً، وهي تخشى انتقال الفتنة إلى لبنان.

السابق
السفير: لحكومة تملأ الفراغ.. بالتشكيلات الديبلوماسية
التالي
اغتيالات بالجملة