احتقان الطوائف بلغ حده الأقصى

لسنا ندري ما اذا كانت القوى الحاكمة، في لبنان تحسّ ولو بالحد الأدنى بالخطر المقبل، هناك جمهوران محتقنان الى أقصى درجات الاحتقان، سنة وشيعة، بكل أسف، واذا كان اغتيال اللواء الحسن أثار مضاعفات لجمها تيار المستقبل، فإن أية شرارة أخرى ولو كانت سخيفة ستفجر البلد، وقد يعجز أي طرف عن ضبطها.

من هو المشكلة؟

ومن المحزن قول هذا الكلام، لكن لا بد منه، الطائفة السنية وللموضوعية، قسم كبير منها يعتبر او بات يعتبر حزب الله هو المشكلة، وبغض النظر عن تحليل الأسباب، هذا هو الواقع لقد طغت المشكلة المذكورة على وعيها بفضل تراكمات لا تعد ولا تحص.

الشيعة ليسوا وحدهم جمهور المقاومة وحب فلسطين او مزارع شبعا ليس حكراً عليهم، او على غيرهم.

مشكلة كبيرة

ان اعتبار السنة حزب الله المشكلة، هي مشكلة كبيرة لحزب الله او هكذا يجب ان تكون، وحتى المسيحيين منهم يعتبرونه مشكلة أيضاً، وهذه مشكلة إضافية له.

لقد شدد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في معظم خطاباته على أهمية السلم الأهلي وعلى الوفاق والوحدة الوطنية الداخلية، فتصدع الجبهة الداخلية لأية دولة او لأي حزب سواء أكان مقاوماً أم لا هو الهزيمة بعينها.

ولكن أي نحن اليوم من خطاب ودعوة السيد حسن نصر الله؟!

الوحدة الوطنية

لقد تحولت الوحدة الوطنية الى شعار فارغ وأصبح الوفاق كذبة تخفي وراءها نيات، ولم يعد في البلد سوى مشكلة وحيدة وهي حزب الله.

ولكن كيف يواجه الحزب هذا الاحتقان؟ لم يقتنع أي من أبناء الطائفة السنية بأن إسرائيل هي التي اغتالت زعيمهم الشهيد رفيق الحريري والشخصيات الأخرى، بل اقتنعوا بأن المتهمين الأربعة هم الجناة، ولم ينفع الكلام حول عدم شرعية المحكمة الدولية او بطلان اتهاماتها، مثلما لم ينفع الكلام حول مسؤولية إسرائيل عن اغتيال اللواء الحسن.

مخطط ميشال سماحة

لو دان حزب الله المخطط المتهم به ميشال سماحة لتغيرت الأمور كثيراً، كان على الحزب التوجه نحو اللبنانيين بخطاب يختلف جذرياً عن خطابه الحالي، ليس مطلوباً من الحزب فك تحالفه السياسي مع النظام في سوريا، بل لتقديم اثباتات بأن المصلحة الوطنية اللبنانية هي فوق كل مصلحة وبأن عمله الأساسي يتركز فعلاً على بناء دولة.

وهذا لا يتم إلا بطريقة أساسية من بين عدة طرق، فالدولة لا تقوم إلا بمؤسساتها خصوصا مؤسسة الجيش والقوى الأمنية الشرعية الأخرى، وأن أي تصرف آخر، يعني استقلالية كل طائفة في التسلح وهذا ما حصل فعلاً.

ان انتشار السلاح بين أبناء الطائفة السنية ظاهرة على الحزب التوقف عندها والبحث عن سبيل لتجنب الاصطدام.

ومن المحتمل انتشار السلاح بين أبناء الطوائف الأخرى.

الصراع في لبنان تحوّل الى صراع مذاهب وهذا أخطر وأسوأ أنواع النزاعات والصراعات في أي مجتمع، ما يستوجب على جمع القوى المسؤولة إدراك خطورة الوضع، والحد من انعكاسات التحالفات الاقليمية، لأن الذي سيدفع الثمن هم في النهاية اللبنانيون ولا أحد غيرهم.

السابق
حبلُ المناورات قصير
التالي
الحياة: الابراهيمي يعلن موافقة دمشق ومعظم مسلحي المعارضة على هدنة في عيد الاضحى