الإعلاميون اللبنانيون… يتصدّرون

تصدّر ثلاثة من مقدمي البرامج اللبنانيين قائمة الأفضل في استفتاءات شهر رمضان المبارك، فقد جاء نيشان وطوني خليفة ونيكول سابا في قائمة الذين قدموا برامج في الشهر الفضيل، وكانت المصادفة أن الثلاثة من لبنان.
الإقبال على الوجوه اللبنانية لتقديم البرامج التلفزيونية على مختلف الفضائيات العربية، أمر لا بد من التوقف عنده، خصوصاً أنه أعلن أخيراً عن انتقال أوكتافيا نصر والنائبة نايلة تويني للعمل لمصلحة تلفزيون ««mbc» من خلال برنامج «كلام نواعم» إذ انضمت الأولى إلى فريق التقديم والمحاوَرة، بينما تسلط الثانية الضوء عبر فقرات خاصة على قضايا وفعاليات ونشاطات اجتماعية وإنسانية في عدد من البلدان العربية كالسعودية ولبنان وغيرهما.
نصر التي طُرِدت من محطة «CNN» عندما أعلنت – بعد وفاة المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله – على صفحتها الخاصة على «تويتر» عن حزنها الشديد على رحيله، يبدو أنها وجدت في عرض «mbc» الفرصة التي تطل من خلالها مجدداً عبر الشاشة الصغيرة. أما نايلة تويني التي لم تجد نفسها في عالم السياسة، اختارت البقاء في عالم الصحافة. وهي لم تتردد أبداً في إبداء حماستها وفرحتها لمشاركتها في برنامج «كلام نواعم»، إذ قالت إنها كانت «تنتظر تلك الفرصة منذ زمن طويل»، وعندما اتصل بها القائمون على المحطة «لم تفكر مرتين في العرض، بل وافقت عليه فوراً بعد دراسة كل جوانب عملها الجديد لأنها تعدّ نفسها صحافية أولاً وأخيراًً»، كما أنها ترى أن «إطلالاتها في التلفزيون تكمّل قلمها في جريدة (النهار)».
نايلة التي تطل من خلال فقرة تحمل عنوان «قضيتي» مرة واحدة شهرياً، ترى أن هذه الإطلالة تكفي طموحها حالياً، وخصوصاً أنّها تخوض تجربتها الأولى في عالم الشاشة الصغيرة.
وتؤكد نايلة أن العامل المادي لم يكن أبداً وراء إطلالتها، بل احتكاكها مع الناس ومعايشة ظروفهم الصعبة، وترى أنّ الأهم في كل ذلك أنّها عادت إلى جذورها الإعلامية التي تجد نفسها فيها.
الإعلامي جورج قرداحي الذي ترك محطة «mbc» لأسباب سياسية تتعلق بموقفه من الثورة السورية انتقل إلى شاشة تلفزيون «الحياة» وقدّم برنامج «الميليونير».
وعن الأسباب التي تبعده عن الشاشات اللبنانية، يوضح قرداحي: «لدي مدى عربي لا يمكنني أن أعود إلى الحدود المناطقية، «mbc» أعطتني هذا المدى العربي وأرغب في المحافظة عليه، كما أن المحطات اللبنانية تشهد تراجعاً كالـ «LBCI» والأخرى رائعة لكن الأمر يتوقف على إمكاناتها ولذا نراها تعاني أزمات».
وعن الأسباب التي جعلته يوافق على عرض تلفزيون «الحياة»، يقول قرداحي: «وجدته الأنسب من مختلف النواحي، بعدما تمكّنت «الحياة» من شراء حقوق «من سيربح المليون» الذي تخلّت عنه «mbc» منذ فترة، وتالياً كان طبيعياً أن تطلب مني إدارة «الحياة» أن أستأنف تقديم البرنامج».
أما عن الجديد الذي يحمله البرنامج على الصعيد الشخصي، فيوضح «لا يحمل لي أيّ جديد، والعكس صحيح. يكفي أنّه لا يزال برنامجي، وأنا سعيد جداً بهذا الأمر، الأهم أنّه سيحمل ما هو جديد إلى المشاهد العربي، فكل حلقة من البرنامج ستحمل جديداً، سواء في مضمون الأسئلة أو في المعلومات والثقافة».
وعما إذا كان يرى أن البرنامج يحقق النجاح الذي حقّقه على «mbc»، يجيب قرداحي: «ليس مطلوباً منه أن يحقق النجاح الهائل الذي حققه برنامج «من سيربح المليون». هذا الموضوع لم يراهن عليه أحد، لا سيما أنّ نجاح «من سيربح المليون» يعود إلى كونه جديداً اكتشفه المشاهد العربي للمرّة الأولى واكتشفني شخصياً من خلاله، وكونه البرنامج الوحيد الذي كان موجوداً في ذلك الوقت».
«التفاحة» هو عنوان البرنامج الترفيهي الذي قدمته نيكول سابا في شهر رمضان الفائت، بعدما شجعتها فكرته على خوض تجربة التقديم للمرة الأولى في حياتها وخصوصاً أنها استضافت نجوماً من ميادين مختلفة وحاورتهم في أمور شخصيّة واجتماعيّة، وعن ذلك تقول: «التقديم تجربة جديدة بالنسبة إليّ ولذلك أحببت أن أخوضها وخصوصاً أنني تلقيت أكثر من عرض في هذا الإطار، إلى ذلك فإننا نعيش في وقت أصبحت فيه كل المجالات الفنية مفتوحة على بعضها، حيث نرى الممثلة تقدم برامج والمغنية تمثل، والعكس صحيح. لكن التقديم يبقى مجرد تجربة في مسيرتي ولا أريد أن أحترفه، لأنني ممثلة ومغنية، ولذلك خضته بطريقة تشبه شخصيتي، أي بطريقة تلقائية وعفوية، وكأنني أدردش مع ضيوفي في البيت، ولم أعتمد الأسلوب التقليدي والاحترافي، وكان شرطي الأول الابتعاد عن «التوك شو» الذي يجعلني أبدو وكأنني أنافس الإعلاميات التقليديات».
وتضيف سابا: «الأصداء التي وصلتني كانت إيجابية وتؤكد أنني أقدم بطريقة خفيفة ومهضومة، لا تحرج الضيوف كما تؤكد أيضاً أنني لبقة في حواري، وكل هذه الأمور تهمني لأنها قريبة من شخصيتي وبعيدة عن تقمّص شخصية الإعلاميات، وأيضاً بعيدة عن الاستفزاز والمواضيع التي يعتبر المشاهد «ثقيلة» في شهر رمضان، ولذلك أخذت هذا الأمر بعين الاعتبار حتى على مستوى الشكل».
بعد أن تمت تسوية خلافها مع محطة «أم تي في» اللبنانية، أطلت مايا دياب على قناة «النهار» وقدمت النسخة العربيّة من البرنامج العالمي «Deal or no Deal»، كما أنها ستواصل تقديم النسخة الثالثة من برنامج «هيك منغني» على «M.T.V».
دياب – المقتنعة جداً بعملها كمقدمة – لا ترى أن النجاح والشهرة اللذين كسبتهما من خلال التقديم هما اللذان جعلاها تتعلق بالمجال أكثر وتواظب على العمل فيه، «في الأساس أنا أحب التقديم ولو أنني عملت في مجال لست مقتنعة فيه لما كنت تمكنت من الوصول إلى الناس. ولذلك لا أعتبر أن إطلالتي هي التي منحتني الشهرة لأن أكون مقدمة، بل على العكس لأن الناس الذين شاهدوني على الشاشة لمرتين متتاليتين كان من الممكن أن يرفضوني في المرة ثالثة، إلا أن إطلالاتي المتكررة جعلتهم يحبونني أكثر، كما أن تلك الاستمرارية أمّنت لي نجاحاً أكبر، ما يعني أنني موجودة في المكان الصحيح».
ولكن دياب لا ترى أن الناس تقبّلوها في التقديم أكثر من المجالات الأخرى، «تجربتي في مجال التمثيل ليست مكتملة، ومشاريعي الغنائية تأخرت، والأمور يمكن أن تأخذ مجراها الطبيعي خلال الفترة المقبلة. من الطبيعي أن أبرز في المجال الذي أركز عليه، ولكن عندما أعود وأركز كذلك على المجال الآخر فلا بد وأن أبرز فيه أيضاً، ومع الوقت يمكنني أن أحقق نوعاً من التوازن بين المجالين».
دياب تعترف بأنها تسببت بأزمة بين محطات التلفزة وتوضح «ما النفع إذا لم أحدث أزمة بين محطات التلفزة! برأيي كل إنسان له وقت في هذه الحياة، أنا سعيدة جداً لأنني ص أجيد الاختيار وأنا كنت أعرف أنه سوف تعترضني بعض المشاكل الصغيرة ولكن الأمل كبير جداً وفي الإمكان إيجاد حلّ لأي مشكلة. أنا لست إنسانة متعصبة أو منغلقة على نفسي، بل أنا منفتحة جداً للتعامل مع الجميع ولا يوجد هناك أي مشكلة بيني وبين أي جهة».
في مكان ليس ببعيد، وبعد غياب عن ساحة البرامج الحوارية الفنية التي حقق نجاحه من خلالها، أطلّ الإعلامي نيشان ديرهاروتيونيان في برنامج «أنا والعسل» عبر قناة «الحياة» المصرية، التي تعاقد معها لمدة ثلاث سنوات، في برنامج يومي خلال شهر رمضان، لكن وبعد نجاح التجربة تحوّل البرنامج إلى أسبوعي، حيث استقبل هويدا ابنة الفنانة صباح كضيفة أولى بعد انتهاء الموسم الرمضاني من البرنامج. نيشان عبّر عن سعادته بالانضمام إلى هذه المحطة كونها الأولى عربياً، كما كشف أن «العمل في مصر حلم يراوده منذ زمن»، موضحاً أن «ثمة منافسة جادة بين الإعلاميين تتحول في النهاية إلى تكامل وليست بالحدة الموجودة بين الفنانين».
وللسنة الرابعة على التوالي أطل طوني خليفة في شهر رمضان عبر قناة القاهرة والناس في برنامج «زمن الإخوان» الذي استضاف فيه شخصيات سياسية بارزة وواجهها في قضايا شائكة، ونجوماً عبّروا عن آرائهم السياسية بوضوح.  

السابق
جهاد ‘حزب الله’ ضد اللبنانيين والسوريين
التالي
لاحق ترجع ع دبي