الملف الأمني على مصراعيه

حتماً سيعود رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون عن قراره رفض إعطاء داتا الاتصالات كاملة، بعد محاولة الإغتيال الفاشلة التي تعرّض لها، وبعد إطلاق النار على أحد مواكبه الوهمية؟
في الحالة المستجدة، لا يمكن للعماد عون أن يرفض إذا كان يريد فعلاً للأجهزة الأمنية المختصة أن تصل الى نتيجة في محاولة معرفة ملابسات محاولة الاغتيال وكشف من يقف وراءها وبالتالي السماح للأجهزة المختصة الكشف عن سيارة الموكب التي أصيبت، فانه بذلك يساعد القضاء في التحقيق. فالعماد عون أصلاً هو ابن دولة، وقد خدم فيها قائداً للجيش ورئيساً للحكومة الانتقالية، ومن أجل سلامته، عليه أن يسهل كلّ ما يتعلّق فيه مباشرة.

تأتي محاولة اغتيال العماد ميشال عون في ظروفٍ أمنية بالغة الدقة والخطورة، وهذه الظروف تتنقّل بين الضاحية الجنوبية لبيروت وصولاً الى عرسال: الاختبار الأقسى كان في الضاحية الجنوبية، وإنْ جاءَ مُكلّفاً بسقوط جرحى من الجيش اللبناني بينهم ضابطان، لكن الاختبار نجح حيث تمكن الجيش من توقيف مُطلق النار على دوريته الذي تقول المعلومات إنه من الأشخاص الذين لهم باعٌ طويل في تزوير تأشيرات الدخول الأجنبية، وهو مطلوب بعشرات مذكرات التوقيف في لبنان وخارجه.

هذا النجاح في الضاحية انتهى على اقفال الملف بعد احالة الموقوفين منهم الى سجن رومية.

النجاح لم يقتصر على الضاحية بل تعداه وصولاً الى البقاع حيث تمكنت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي من توقيف ثلاثة أشخاص شكلوا المجموعة التي رصدت تحركات المخطوف في بلدة غزة في البقاع الغربي. وهذه الخطوة قد توصل الى تحرير المخطوف حيث ان مجموعة الرصد أدلت بالجوانب المتبقية من حبكة الخطف.

ماذا تعني كل هذه التطورات؟
كما يُقال بالعامية، المسألة ليست مسألة قلع شوكة، فجذور الانفلات وازالتها لا تتم بين ليلة وضحاها، بل ان العملية تستغرق وقتاً ليس بقليل، لكن ما هو مطلوب هو ان هذه العملية يجب ألا تتوقف لأنه ليس من باب المغالاة القول ان الاستقرار في البلد بات مرهوناً بانجاز هذا الملف، فإذا وصل على خواتيمه السعيدة يمكن القول ان استقرار البلد وُضع على السكة الصحيحة.  

السابق
الربيع العربي يخسر سمعته!؟
التالي
سليمان يُحاول تشليح حزب الله ورقتين