مسؤولية واشنطن أيضاً

قد يكون من حق وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن تتساءل: كيف يحصل الهجوم على القنصلية الأميركية وموت السفير الأميركي في المدينة التي أنقذناها من التدمير..؟!
ولكن من حق كل مسلم بالمقابل أن يتساءل، بعيداً عن ملابسات هجوم «القاعدة» على القنصلية الأميركية في بنغازي: كيف تحصل مثل هذه الإساءة المشينة بحق الحرية، التي استغلها بعض الحاقدين لإشعال الفتنة مع المسلمين، ولإشعال نيران الحقد والكراهية في العالم الإسلامي ضد الولايات المتحدة الأميركية؟!!.
لا ينفع القول إن القوانين الأميركية تكفل حرية التعبير، لأن مفهوم هذه الحرية وممارستها يجب أن تنتهي عن احترام حرية معتقدات الآخرين أولاً، وعند حدود إلحاق الضرر والأذى بالسمعة والمصالح الأميركية في عشرات البلدان التي تربطها علاقات صداقة وتعاون مع الولايات المتحدة!
القوانين الأميركية تبيح حمل السلاح والاتجار به، لماذا يلاحق إذاً كل من يحاول استخدام السلاح ضد الآخرين، على نحو ما حصل مؤخراً في إحدى مدارس «أوكلاهوما»! أليست الفتنة أشد من القتل؟ واستفزاز مشاعر اكثر من مليار ونصف المليار مسلم في العالم، وإثارتهم ضد السفارات والمؤسسات الأميركية في بلدانهم، ألا يُعتبر بمثابة جريمة بحق أميركا بقدر ما تسبب الفيلم السخيف عن نبي الإسلام (ص) من أذى وتحدٍّ للمسلمين في عقيدتهم وإيمانهم.
قتلة السفير الأميركي ورفاقه في بنغازي ليسوا غلاة المتطرفين من عناصر القاعدة وحسب، بل وأيضاً منتج ومخرج ذلك الفيلم المسيء والاستفزازي وكل العاملين، بصفة كونهم محرضين ومتسببين بموجة الغضب التي اجتاحت دول العالم الإسلامي ضد المنشآت الأميركية، والتي وجد فيها جماعة «القاعدة» وآخرون كثر، فرصة لتوجيه سهام الانتقام من السياسة الأميركية ضدهم!.
فهل تُحاكم واشنطن المحرّضين المشبوهين؟.
 
 

السابق
إسرائيل ستبعد الأسير المضرب عن الطعام سامر البرق إلى مصر
التالي
الاحتجاجات تستمر… والمخرج يصر انه الحقيقة عن الاسلام